قال علماء من نيوزلندا إن العنكبوت  القفاز من فصيلة ايفارشا كوليكيفورا يفضل في طعامه أنثى البعوض اللادغة  وخاصة التي انتهت لتوها من تناول وجبة غنية بالدماء الذي تمتصه من  فريستها.
غير أن العلماء تحت إشراف اكسيمنا نيلسون و روبرت جاكسون من جامعة  كانتربري في نيوزلندا اكتشفوا أن العنكبوت لا يتعرف على أنثى البعوض من  خلال صدرها الأحمر الذي ينم عن امتلاء جوفها بالدماء الذي يشتهيه  العنكبوت بل من خلال قرون الاستشعار.
و نشر الباحثون دراستهم  في مجلة «جورنال اوف اكسبرمنتال  بايولوجي».
وتبين للباحثين أن هذا العنكبوت الماهر في الصيد يتعمد اختيار البعوض  اللادغ من فصيلة أنوفليس وخاصة أنثاه التي انتهت لتوها من تناول وجبة  غنية بالدماء وذلك رغم توفر العديد من الحشرات في الوسط المحيط به.
وتساءل العلماء: كيف يمكن لهذا العنكبوت التعرف على بعوضة أنوفليس من  بين العديد من الحشرات التي تبدو مشابهة من ناحية الحجم والشكل وكيف  يميز هذه الأنثى الماصة للدماء عن الذكر الذي لا يمص الدماء؟ 
وسرعان ما جاءت الإجابة على السؤال الأول وهي أن بعوض أنوفليس يرتفع عن  الأرضية التي يقف عليها بزاوية 45% في وضع الجلوس في حين أن معظم  الحشرات الأخرى تقف موازية للقاعدة.
ورجح العلماء أن يتعرف العنكبوت القفاز على بعوض الأنوفليس من خلال هذه  الطريقة.
ولكن السؤال الآن: كيف يميز العنكبوت بين أثنى بعوض الأنوفليس التي  يفضلها وبين ذكرها؟ كانت هناك إجابتان محتملتان على هذا السؤال، الأولى  أنه يتعرف عليها من خلال لون الدم الظاهر في منطقة صدرها والثانية أنه  يتعرف عليها من خلال قرون استشعارها.
ولمعرفة أي الإجابتين صحيحة ركب الباحثون قرون استشعار ذكر صناعي لبعوضة  أنوفليس على جسم أنثى صناعية والعكس فوجدوا أن قرون الاستشعار هي التي  تجذب العنكبوت حتى وإن كانت هذه القرون مركبة على جسم ذكر الأنوفليس.
ويعتزم فريق الباحثين إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة كيفية معالجة  العنكبوت البيانات المرئية المتوفرة له وما إذا كان يتعرف على صفات  البعوضة مرة واحدة أم تباعا.
وقالت ايكسمنا نيلسون إنها نفسها لم تستطع التمييز بين قرون استشعار  أنثى بعوض الأنوفليس وذكرها من خلال النظر.

(د ب أ)