السبت، 2 يونيو 2012

بعض المهن تؤذي الرئتين




عمان-  تقوم الرئتان بأعمال شاقة، فعلى سبيل المثال، فإن الشخص البالغ يقوم بأخذ ما معدله 20000 نفس في اليوم الواحد.
 لكن كفاءة عمل الرئتين قد تتأثر بناء على المهنة التي يزاولها الشخص. وقد علق على ذلك الدكتور فيليب هاربر، وهو بروفيسور في جامعة أريزونا، بأن بعض بيئات العمل تؤثر على الرئتين، حيث قد تسبب إصابتهما بالتليف والالتهاب، فضلا عن السرطان وأمراض أخرى كالربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن وغيرهما. إضافة إلى أمراض ومشاكل الجهاز التنفسي بشكل عام، وفق ما ذكر موقع WebMD.
وأشار الموقع إلى أن الأخبار الجيدة هي أنه بالإمكان الوقاية من هذه المضاعفات، وذلك باتخاذ تدابير مختلفة، حسب المهنة التي يقومون بها على النحو الآتي:
عمال النظافة
يتعرض عمال النظافة لتأثير المواد الكيماوية التي يقومون باستخدامها للتنظيف. وعلى الرغم من أن بعضها مكتوب عليه بأنه غير ضار، إلا أن جميعها قابلة للتسبب بالربو، بالإضافة إلى مشاكل أخرى في الجهاز التنفسي، من ضمنها ردود الأفعال التحسسية. 
فالمنظفات الكيماوية بشكل عام تعد كيماويات تفاعلية، أي أنها تتفاعل مع أنسجة الرئة، فضلا عن الأوساخ التي تقوم بإزالتها. أما ما ينصح به لتجنب هذه الأضرار، فهو استخدام منظفات بسيطة طبيعة، كالخل والماء وصودا الخبز، كما ويجب فتح الشبابيك والأبواب للحفاظ على تهوية المكان الذي يتم تنظيفه.
اختصاصيو الصحة
تتعرض هذه الشريحة، والتي تضم الأطباء والممرضات وغيرهم ممن يعملون في المستشفيات والعيادات ودور رعاية المسنين وغيرها، إلى احتمالية أكبر من غيرهم للإصابة بأمراض الرئة، لا سيما الإنفلونزا وغيرها من أمراض جهاز التنفسي، وذلك لكثرة تعاملهم مع المرضى الذين ينقلون لهم العدوى. 
لذلك، فعليهم أخذ المطاعيم اللازمة في مواعيدها والالتزام بالقواعد الوقائية، والتي تتضمن المواظبة على غسل اليدين قبل وبعد التعامل مع المرضى.  
وتجدر الإشارة إلى أن البعض لديهم حساسية من مادة اللاتيكس، والتي تصنع منها معظم القفازات الطبية، حيث تسبب لهم هذه المادة الربو. لذلك، فهم ينصحون باستخدام القفازات والمواد التي لا تحتوي على اللاتيكس. وهذه المواد متوفرة بكثرة.
مصففات الشعر وزبوناتهن
تسبب العديد من المستحضرات المسخدمة في صبغات الشعر الإصابة بالربو. علاوة على ذلك، فمادة الفورمالدهايد formaldehyde، والتي تستخدم في بعض الصالونات لتقوية الشعر، هي مادة مسرطنة، وذلك فضلا عمّا تسببه من تهيح للعينين والأنف والحلق والرئتين. لذلك، فيجب معرفة مكونات المستحضرات المستخدمة في العناية بالشعر وتجنب استخدامها إن كانت تحتوي على المادة المذكورة أو غيرها من المواد الضارة.
وينصح باستمرار تهوية الصالون، خصوصا إن تواجدت فيه هذه المواد وما شابهها، وذلك للتخفيف من آثارها السلبية على من توجد حولهم من عمال وزبائن، حتى وإن كانوا لا يستخدمونها بأنفسهم. أما النصيحة الأهم، فهي استبدال هذه المواد الضارة بأخرى طبيعية مفيدة للشعر، لا سيما الحناء.
رجال الإطفاء
لا يتعرض رجال الإطفاء لاستنشاق دخان النيران فحسب، وإنما يتعرضون أيضا لمواد أخرى ضارة، منها البلاستيك والكيماويات المحترقة. لكن استخدام الأجهزة ذاتية التنفس self-contained breathing apparatus يحل المشكلة. وتعرف هذه الأجهزة بأنها أدوات يستخدمها رجال الإطفاء وعمال الإنقاذ وغيرهم في حالة الحاجة إلى هواء صالح للتنفس في أوقات الخطر الفوري على الحياة أو الصحة، حيث تستخدم عبر ارتدائها كأداة توضع في الفم كالبوق أو كمامة للفم أو الوجه. 
ويذكر أن هذه الأجهزة لا تحتاج لإمداد متنقل للهواء، وإنما تأتي على شكل جهاز متنقل ترتبط أجزاؤه بعضها ببعض، وهذا حسبما أوضحته موسوعة ويكيبيديا التي أشارت إلى أن‎ ‎استخدام هذه الأجهزة لا يقتصر على وقت الحريق فحسب، وإنما يجب أن تستخدم أيضا في عملية التنظيف التي تلي الحريق، إذ إن الكيماويات تبقى موجودة في الهواء، ما يدعو أيضا إلى ضرورة تهوية المكان بشكل كاف.
وخلاصة القول، إنه بالإمكان وقاية الرئتين من مخاطر العمل عبر استخدام أساليب معينة، من ضمنها تهوية المكان باستمرار وارتداء الأجهزة الواقية وغسل اليدين وتغيير أسلوب وأدوات العمل للأفضل. علاوة على ذلك، فيعد التثقيف حول ما قد تسببه المواد المستخدمة في العمل من أضرار أمرا أساسيا للتمكن من تجنبها وابتكار بدائل صحية لها.


ليما علي عبد
مساعدة صيدلاني / وكاتبة تقارير طبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com