السبت، 2 يونيو 2012

ثيابنا تتكلم (هردبشت)...!



صورة

روان سليمان المعاني - يلهث البعض خلف صيحات الموضة  وبعضها عليه عبارات خادشة للحياء العام بلغات اجنبية ما ينبىء بخطورة انتشار ظاهرة بدأت تغزو ثيابنا دون اي ادراك للبعد الذي قد تتضمنه تلك المفردات .
العشريني «رامي « ومن منطلق التقليد الاعمى يفضل اقتناء الماركات العالمية الاجنبية وكما يشير «رامي» ان هوس رفاقه بشراء تلك القمصان التي تحمل عبارات اجنبية ورموز لاختصارات لا يفهم معناها انتقل اليه ، فيما يؤكد عن  نفسه جهله للمعنى الذي قد تحمله تلك العبارات حيث يميل ورفاقه «للمنظر العام» دون النظر الى ابعاد ما قد تحمله العبارة من معنى.
Eccentricity)) هي تلك الكلمة التي استوقفت طالب الثانوية العامة «يوسف « خاصة بعد تكرار مشاهدته لهذه الكلمة على قمصان الشباب، حيرته تلك جعلت «يوسف»  يبحث عن معنى الكلمة خاصة وان الطريقة التي زخرفت بها الحروف تثير الفضول ، ويقول «يوسف» لقد جاء المعنى مرادفا لما قد توقعته فجمالية المنظر اوحت بأن المعنى ضمن الاطار لكن الحقيقة جاءت مخالفة للتوقعات.
لسان حال «يوسف» بات يسأل عن عدم اكتراث الشباب لما تحمله تلك العبارات من ايحاءات يجهل معناها ، فكيف لا يعيرون الاهتمام لثيابهم التي قد توحي للآخر عن شيء مخالف لحقيقته ومبادئه التي يعتنقها . « اسماعيل النسور «  اختلف ورفيقه حول معنى احدى المفردات التي تعلو قبعته وبعد جدل مطول حول المعنى الاصح  استنجدا بالقاموس  لترجمة تلك العبارة والتي اتضح من خلالها جهلهما «الاثنين» لتلك الكلمة، خاصة  بعدما اتضح ان معناها يحمل ايحاءات .
و يرى استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية « فهمي الغزوي»  ان انفتاح المجتمع العربي على العالم الغربي  وتقبله لمظاهر العولمة التي فرضتها وسائل الاتصال الحديثة ، كان له الدور الاكبر بالترويج لتلك الثقافة الغربية المادية والتي تستهدف نشر سلوكيات وعادات المجتمع الغربي بأقل كلفة ، لتصبح بذلك دخيلة على تقاليد المجتمع العربي الاصيلة .
كما للعشرينية صفاء موقف آخر تستطرده في هذا الصدد قائلة : لقد لفت انتباهي باحدى الايام «تي شيرت» لاختي الصغرى كان قد جاءها هدية من اقارب لنا يعيشون خارج الاردن ، حيث كان يحمل عبارة « Take me « و قد احيطت بشخصيات كرتونية ملونة ،عندها أخبرت والدتها بخطر تلك العبارة حال فسرها احد وانتبه لها الامر الذي جعل والدتها تعير الاهتمام لأي شيء حتى وان كان مجرد احرف منفصلة .
ويضيف «د. الغزوي» ان غياب الرقابة  عن الاسواق ، وعدم وجود مؤسسة رقابية رسمية تحد من دخول البضائع الاجنبية قبل رصدها وتنقيحها ، أمر في غاية الخطورة لما له من دور كبير في التاثير السلبي في ثقافة مجتمع بأكمله مستهدفين في ذلك فئة الشباب بناة الغد، مؤكداً رفضه ذلك المبدأ الذي يقوم به التاجر على استيراد البضاعة التي تستهوي ميول الشباب وعواطفهم بهدف الربح المادي دون الاكتراث لأبعادها  السلبية على الشباب وسلوكياتهم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com