الأحد، 10 مارس 2013

هرمون البرولاكتين والعقم


صورة

مستشار الأمراض النسائية والتوليد والعقم
د. سميح خوري -  يهيمن على العملية التناسلية، وما يتبعها من الاباضة وانتظام الدورة الشهرية عند المرأة، هرموني المبيض (الاستروجين والبروجيسترون) وهرموني الغدة النخامية اللذان هما، الهرمون المحفز لنشاط الحويصلة المبيضية ورمزه F.S.H، والهرمون المحفز للجسم الاصفر Corpus Luteum ويرمز له بالحرفين L.H والذي يساهم مع الهرمون السابق F.S.H في التحكم بعمليات الاباضة وبمجيء العادة الشهرية والحمل في الاناث.
هذه العملية التناسلية مبرمجة من الدائرة التي تتكون من تحت المهاد «Hypothalamus»، والغدة النخامية والمبيض والغدة الدرقية والغدة الكظرية، واي خلل في محور الدائرة يؤثر سلباً على عملية انتظام الدورة والانجاب.
احد الاسباب الشائعة لعدم الخصوبة هو النقص في الامداد الكافي من هرمون البروجيسترون، المسؤول عن الجسم الاصفر، لادامة الحمل، ويعرف طبيّاً بالعيب المبيضي المرحلي. والاجراء المتبع عادة من قبل الاطباء لمواجهة هذه الحالة، هو اعطاء المرأة جرعات اضافية من البروجيسترون.
هناك سبب هرموني آخر لعدم الخصوبة، هو وجود ارتفاع نسبة هرمون «Prolactin»في الدم الي يفرز من الفص الامامي للغدة النخامية، وهذا الهرمون يعمل بتآزر تام مع الهرمونين السابقين F.S.H, L.H» الا انه يكون مسؤولاً بوجه خاص عن نمو ونضج الغدد اللبنية، لذا فان افرازه يزداد في فترة الرضاعة مما يسبب احياناً عدم حدوث الحيض عند بعض الامهات المرضعات.
ان ارتفاع هرمون البرولكتين عن مستواه الطبيعي قد يعيق عملية الاباضة، وتتأثر مستوياته في الدم بالأدوية والاجهاد او الضغط النفسي وبالحمية الغذائية، كذلك يمكن لأورام الغدة النخامية وحالات القصور الدرقي ان تؤدي الى ارتفاعب مستواه في الدم.
تقدر نسبة النساء اللواتي يكون عندهن مستوى هرمون البرولكتين مرتفعاً بحوالي 15% ويتواجد عند نصف هؤلاء النسوة ورم في الغدة النخامية، بينما ثلث الحالات تعود الى علة ذاتية وما تبقى الى اضطراب وظيفي للغدة النخامية او الى كسل الغدة الدرقية.
يكون افراز هرمون البرولاكتين في الغالب تحت تأثير تحت المهاد Hypothalamus الرادع. وليس من المفاجئ عند حصول خلل في المحور القائم بين تحت المهاد والفص الامامي للغدة النخامية والغدة الدرقية، واحياناً في حالات تكيس المبايض «P.C.O» ان نجد ارتفاعاً في مستوى هذا الهرمون، فارتفاع مستوى البرولكتين يؤدي الى كبح منظم نبضات الهرمون المحرر لهرمونات الغدة النخامية المسؤولة عن تنمية الجريب المبيضي واحداث الاباضة.
الاعتقاد السائد عن مفعول البرولاكتين، هو اهميته في تنظيم انتاج هرمون البروجسترون الذي بدوره ينمي بطانة الرحم ويهيئها لاستقبال وتعشيش البويضة الملقحة، اما تأثيره عند الرجل، فيتمثل بانتاج وايض هرمون الذكورة (تستوسترون) في الخصية، فازدياد مستواه في الدم عند الرجل، يؤثر سلباً على أيض هرمون الذكورة عنده، بحيث يخفض من مستواه الطبيعي.
في حال وجود شكوى من المرأة من عدم الانجاب وظهور الحليب من الثديين واضطراب في ميعاد الدورة الشهرية ومن ارتفاع مستوى البرولكتين، يتوجب عندها التأكد من سلامة وظيفة الغدة الدرقية، ثم عمل فحص الرنين المغناطيسي لكل من الغدة النخامية وتحت المهاد لنفي وجود اورام فيهما.
يعالج ارتفاع هرمون البرولاكتين بعقار خاص يجعل تركيزه في مستواه الطبيعي ويعيد وظيفة المبيض الى سابق عهدها بنسبة تفوق 80% واذا تحقق الانجاب يجب التوقف عن تناول العلاج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com