الأحد، 10 مارس 2013

التعلم المنظم ذاتياً طريقك إلى الإنجاز


صورة

أمينة منصور الحطاب - المعرفة الإنسانية تراكمية وتشاركية ، تتضاعف - وفق الاحصائيات - مرة كل خمس سنوات في عصر يمتاز بالثورة المعلوماتية الهائلة ، وجديرٌ بالذكر أنها تضاعفت مرة واحدة منذ بداية التاريخ إلى عام 1750م .الأمر الذي أنتج نزعة قوية نحو الاهتمام بتنمية الشخصية المتكاملة للطالب ، فلم يعد هدف العملية التربوية يقتصر على إكساب الطلبة المعارف والحقائق بل تجاوز ذلك إلى تنمية قدراتهم على التفكير والتحليل واكتساب مهارات عقلية عليا للتعامل مع المعلومات والمعارف المستجدة بكفاءة وفاعلية .
ويشير تقرير منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية إلى أننا نتحرك نحو اقتصاد التعلم، وهذا يفرض على العملية التعليمية مطالب جديدة تتمثل في توسيع معرفة المتعلم ، ومهاراته ، واتجاهاته .
ومن هنا كان لزاماً أن يُعتنى بالعملية التعليمية ، وجاءت العديد من نظريات التعليم مقدمة التفسيرات والتطبيقات والنماذج للخروج بالطالب القادر على مواجهة تحديات هذا العصر، ومن بين النماذج المهمة التي أفرزتها النظريات في هذا الميدان نموذج التعلم المنظم ذاتياً؛ويُشكل هذا التعلم منحنىً جديداً يركز اهتمامه على كيفية تمكين المتعلم على القيام بالممارسات التعلمية في الموقف التعليمي . وأصبح الاهتمام بالتعلم المنظم ذاتياً وتطويره وتدريب الطلبة على استراتيجياته من المواضيع ذات الاهتمام العالي في العملية التربوية .

ما هو التعلم المنظم ذاتياً

يُعرّف التعلم المنظم ذاتياً بأنه العملية التي يوجه المتعلمون من خلالها وبشكل منظم أفكارهم ومشاعرهم وسلوكاتهم باتجاه تحقيق أهدافهم الخاصة .
يمتاز سلوك المتعلمين المنظمين ذاتياً بكونه هادفاً واستراتيجياً وعلى درجة عالية من المثابرة ، فهم يخططون ويضعون الأهداف ويراقبون ويقيمون الأداء ذاتياً في مراحل التعلم المتعددة ، كما أنهم يمتلكون درجة عالية من الفعالية الذاتية ، والدافعية الداخلية ، ويعملون على إعداد بيئة تعليمية تحفز التعلم الى أقصى درجة ممكنة .

مهارات التعلم المنظم ذاتياً
 ان التعلم المنظم ذاتياً ليس سمة شخصية يمتلكها الفرد أولا يمتلكها بل هو استخدام اختياري لمهارات أساسية يتبناها المتعلم عند كل مهة تعليمية تتضمن :
1- وضع أهداف ذاتيه محددة وممكنة التحقيق .
2- تبني استراتيجية فعالة لتحقيق التقدم .
3- مراقبة الأداء من أجل معرفة مؤشرات التقدم.
4- إعادة تهيئة البيئة الماديه والاجتماعية لجعلها متوافقة مع الأهداف المرغوب تحقيقها.
5- إدارة الوقت بفعالية.
6- العزو السببي للنتائج.
7- تبني طريقة مستقبلية للتعامل مع المواقف.
تشير الدراسات التربوية إلى أن الطلبة لن يتقنوا المهارات الأساسية ما لم يتلقوا تدريباً مناسباً عليها. يساعدهم على أن يتعلموا كيف يتعلمون وذلك من خلال:
أ- الخبرة والتجربة : فعندما يستخدم المتعلم استراتيجيات معينة ، كأن يقوم بعمل خارطة ذهنية تساعدهُ على حفظ وفهم المعلومة ، قد يكتشف أثرها على تعلمه ، فيعممها على مواقف تعليمية أخرى .
ب- التوجيه والارشاد : وهنا يوجه المعلم المتعلمين للقيام بمهمات تتطلب منهم استخدام استراتيجيات التعلم المنظم ذاتياً ، بحيث يكون الطالب محورالعملية التعليمية ، من خلال قيامه بالبحث والاستقصاء ، أو من خلال التعلم عن طريق المشاريع أو التعلم المعتمد على المشكلات .
ج- التدريب والتدريس : حيث يقوم المعلم بتدريب الطلبة بشكل مباشر على استراتيجية التعلم المنظم ذاتياً ، ويبين فوائد استخدامها ، والمواضيع التي تستخدم فيه .

مبادئ التعلم المنظم ذاتياً
1- القياس الذاتي يقود إلى فهم أعمق للتعلم ويتضمن ذلك:
أ- تحليل أساليب التعلم الشخصية ومقارنتها باستراتيجيات الآخرين لزيادة الوعي الشخصي بالطرق المختلفة للتعلم .
ب- تحديد المتعلم لما يعرف ولما لا يعرف لتمييز درجة فهمه الذاتي للمواضيع.
ج- القياس الذاتي وبشكل دوري لعمليات التعلم من أجل مراقبة التقدم.
2- الادارة الذاتية لعمليات التفكير والجهد والإنفعال من خلال :
أ- وضع أهداف ملائمة يمكن تحقيقها وتثير التحدي.
ب- التخطيط الفعال والمراقبة الذاتية.
ج- مراجعة الفرد لتعلمه الذاتي والالتزام بمعايير مرتفعة للأداء .
3- التنظيم الذاتي يمكن تعلييمه بأكثر من طريقة مثل :
التدريس المباشر والتفكير التأملي والمناقشات ما وراء المعرفية والممارسة مع الخبراء وبطريقة غير مباشرة من خلال النمذجة.
 إن تبنى المتعلم مسؤولية تعلمه ونتائجه تُسهم في زيادة قدرة المتعلم على استحضار الخبرات المخزنة في الذاكرة وتزيد من فاعليته وتنمي حس المسؤولية لديه،وتكسبه مهارات التعلم المستقل ،فيرتفع تحصيله الأكاديمي وتزداد ثقته بنفسه ويحقق الانجاز الذي يصبو إليه .

Ameeneh@live.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com