الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

حماية الأطفال والشيوخ من البرد

صورة

د.أيوب أبودية - أغلب بيوت الأردنيين باردة في فصل الشتاء وشديدة الدفء في فصل الصيف، والأسباب كثيرة يمكن أن نذكر منها سببين رئيسين هما:
 أولاً: عدم وجود عوازل حرارية في الجدران والأسطح التي من شأنها أن تقاوم اكتساب الحرارة في فصل الصيف وتقاوم هروبها خارج الأبنية في فصل الشتاء البارد عبر الغلاف الخارجي للأبنية.
 وثانياً: عدم كفاءَة النوافذ والأبواب الخارجية، سواء في العزل الحراري (ألواح الزجاج أو إطار النوافذ أو الأبواب) أو من حيث تسريب الهواء أو ابتعاث الحرارة إلى الجهة المقابلة بالإشعاع خلال فصل الشتاء أو عكس الأشعة الشمسية والموجات الحرارية إلى الخارج صيفاً.
 وبالرغم من سعي الأهل لتدفئة بيوتهم في فصل الشتاء، وبخاصة تلك المساكن التي تفتقر إلى العزل الحراري الجيد والنوافذ المناسبة، إلا أنهم لن يستطيعوا ذلك إلا مؤقتاً، فعندما تتوقف وسائل التدفئة عن العمل ليلاً تصبح الغرف باردة جداً، وبخاصة إذا كانت الجدران الخارجية رقيقة وغير معزولة حرارياً كما ذكرنا، وأيضاً إذا كانت النوافذ كبيرة المساحة ومنفذة لتيارات الهواء.
وبناءً على ما سلف من مقدمات، فاننا نتساءل: أين تكمن أكثر الأماكن أماناً لينام الأطفال أو الشيوخ عندها بسلام؟
 يبدو لنا للوهلة الأولى أن زاوية جدارين هي المكان الأفضل، بمعنى أن نضع أسرة الأطفال أو كبار السن بجوار الجدارين بعيداً عن النوافذ الخارجية وممرات تيارات الهواء، لذلك فإننا نوصي الأهل بما يلي:-
اختيار الجدران الداخلية التي تحاذي غرفة داخلية أخرى لوضع الأسرة بمحاذاتها، لأنها غالباً ما تكون أدفأ من الجدران الخارجية التي تحجز المحيط الخارجي البارد عن فناءات البناء الداخلية. أما إذا تعسّر ذلك فيمكن وضع حرامات صوف على الجدران أو ربما وسائد وتغطيتها لارتفاع معقول فوق السرير مثلاً، لأن ذلك يحمي رأس الطفل أو رأس الإنسان الكبير في العمر من أن يشع حرارته باتجاه الجدار فيصاب بالمرض او بتصلب الشرايين.
 تخيل أنك تجلس أمام مدفأة، فإنك تشعر بالدفئ لأن درجة حرارتها أعلى من درجة حرارتك، لذلك فإنها تشع الحرارة باتجاهك، ولكن إذا كنت بالقرب من جسم بارد فإن جسمك هو الذي سوف يشع الحرارة باتجاه الأجسام الأقل برودة، وهذا خطر يضر بصحة الأطفال والكبار معاً.
 وتشير التقارير الطبية الصادرة عن جامعة في نيوزلندا أن انخفاض درجة حرارة الأبنية في فصل الشتاء عن 17 درجة مئوية تؤدي إلى زيادة نسبة الوفيات بنسبة 2% لكل درجة واحدة أقل من 17 درجة. لذلك فإن رفع درجة الحرارة داخل الأبنية ليست مجرد رفاهية إنما ضرورة تستدعيها صحة البشر.
 وإذا كان بالإمكان عزل الغرف من الداخل عزلاً حرارياً مناسباً فإن هذا أفضل بكثير، أما إذا تعسر ذلك فحاولوا تغطية الجدران بمواد صوفية سميكة بقدر الإمكان ففي ذلك رفع لكفاءّة الجدران في العزل الحراري وحماية للأطفال وكبار السن من المرض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com