الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

اسرار العالم الخفي للهرمونات والمنشطات

صورة

ثامر العوايشة - ارباحها تتجاوز ارباح تجارة المخدرات, وتجارها والذين يعملون على تسويقها وبيعها تحولوا الى مافيا تنتشر في جميع المراكز الرياضية المتخصصة برياضة بناء كمال الاجسام , والضحية شباب تتراوح اعمارهم بين 16 – 30 عاما.
وفي ظل غياب التشريعات والانظمة القانونية التي تنظم عملية تعاطي الهرمونات والمنشطات وغياب الوعي لدى المتعاطيين لهذه المواد انتشرت بشكل كبير بين الشباب لتعطيهم اجساما يحلمون بها ولكن عواقبها الصحية سيئة وقاتلة, والقصص في هذا المجال كثيرة لا يعلمها الا من يعمل بها.
مافيا الهرمونات والتي في معظمها لايوجد قانون يمنعها على العكس فانها تباع بشكل طبيعي وقانوني في الصيدليات وبعضها يهرب من دول الجوار والتي شهدت انتشارا مرعبا منذ بداية الاحداث في سوريا.
اما القضية الاخطر فهي عملية بيع الهرمونات منتهية الصلاحية وعملية تعاطيها التي تشكل خطرا قاتلا بالنسبة للشباب.
في هذه التحقيق حاولنا اقتحام عالم مافيا الهرمونات والبحث عن اسرارها واسليبهم التي يستخدمون فيها ابشع الامور حتى لوكان على حساب شباب فقدوا حياتهم بسبب تعاطيهم هذه الهرمونات.

الموزعون وتجار الهرمونات

للحصول على هذه المواد الامر بغاية السهولة لانه بعد فترة من التدريب يبدأ بعض المدربين بمحاولة اقناع اللاعب بتعاطي هذه المواد على العكس اكتشفنا ان بعض الشباب يبحثون عنها من هنا حصلنا على موافقة لمقابلة احد تجار هذه المواد بوساطة من احد الشباب اصحاب الخبرة في هذا المجال والملقب ب «الزعيم» على مقابلتنا بشرط شراء مجموعة من الهرمونات على ان لاتقل عن 100 دينار .
اللقاء كان بسيارته وتم تحديد الموعد في الساعة الخامسة بعد العصر وتوجهت انا واحد الوسطاء للقائه .
بادرنا الزعيم بسؤاله عن مصادر بضائعه فاجاب «بعضها موجود بالاسواق عادي وبالصيدليات مثل هرمون سيستانون , السانثونول, وينسترول ديكاديرابولين , ديانوبول والفياغرا وحبوب منع الحمل اما الهرمونات الاقوى فموجودة بوزارة الصحة والمستشفيات وبنجيبها عن طريق وصفات طبية اما الهرمونات الاقوى فعن طريق التهريب من سوريا ولبنان و مصدرها بالاغلب ايران وتايلندا وباكستان اما GH وهو الاقوى فاما بنهربه او بنجيبه من مستشفيات عمان ورفض الافصاح عن المصدر.

عرض البضائع والكشف الصحي 

الزعيم رفض الكلام اكثر من ذلك وبدأ بالنظر الي قائلا والله انت جسمك بطلع بجنن بدك شوية ابر على هرمونات بتطلع تمام , بدأ بالاسئلة حتى انني شعرت انه خبير او طبيب واشعرني بانني بطل العالم بكمال الاجسام وانني لا اقهر , عضلة الباي بدها شوي وعضلة الصدر والتراي , الى اخره ثم قام باخراج كيس من سيارته مليء بالمواد والهرمونات وبدأ بعرضها هرمونات حيوانية مكتوب عليها مخصص للكلاب والقطط كما يظهر بالصور واخرى هرمونات موضعية مخصصة لعضلات محددة , ابر (سيستانون , السانثونول, وينسترول) وحبوب (ديكاديرابولين , ديانوبول) , للاسف موضوعة بطريقة سيئة بالرغم من انها تخضع لشروط قاسية من حيث عملية التخزين من اجل حفظها كما يظهر بالصور التي وافق على التقاطها .
بادرته بالسؤال عندك هرمونات حيوانية قال اكيد وقدم لي عدة انواع منها تايلندي واخر ايراني المصدر وبعضها مقلد ولكن حسب قوله اصلي وقال لي خذها وعلى ضمانتي وقال « بتحب اضربك اياهن الان»؟؟؟ واخرج مجموعة من الابر ولكنني رفضت .

الهرمونات بين مقلد
 ومنتهي الصلاحية

قمت بشراء مجموعة من هذه الهرمونات والمنشطات او كما يسميها «الزعيم» خلطه لاتقهر بمبلغ 110 دنانير وهذا السعر بعد المفاصلة وانا لا اعلم ماهي المواد التي اعطاني اياها .
قمت بالتوجه لاحد اصحاب الخبرة في هذا المجال للكابتن نصر الحوراني الملقب بشيخ المدربين وصاحب الخبرة الممتدة لثلاثين عاما في مجال التدريب وعرضت بضاعتي عليه فشرح لي كل نوع والصدمة كانت بان الكثير من هذه المواد اما منتهي الصلاحية او مقلد وليس اصليا وللاسف انها كانت مخزنة بطريقة سيئة ومعظمها لايعطي أي مفعول بل يؤدي الى انتكاسات خطيرة.
واشار الى ان السعر الذي قمت بشرائها به مبالغ فيه جدا ومثال على ذلك علبة ديكاديرابولين سعرها 20 دينارا لدى المهرب ومنتهية الصلاحية بينما سعرها في احدى صيدليات عمان وتباع ب 7 دنانير ويباع المقلد منها في بعض الاماكن ب 3 دنانير.
واكد الحوراني ان خطر هذه المواد في انها مقلدة والكثير منها منتهي الصلاحية واثاره بالغة الخطورة على البشر والاخطر عملية تعاطيها تحديدا الذي يعطى عن طريق الحقن والتي في اغلبها ملوثة وتعمل على نقل الامراض.

تجار الهرمونات

ويضيف الحوراني للاسف الكثير من الشباب من هذا الجيل يبحثون عن الجسم الرشيق الممتلئ بالعضلات باسهل الطرق واسرعها فيذهبون للمدربين ويبدأون بالبحث عن الهرمونات وهنا يأتي دور المدربين او كما اسميهم صائدي الضحايا والذين بدلا من ان يحذروا اللاعبين من مخاطرها واثارها السلبية يعملون على تعزيزها واوهام هذا الشاب بانه قادر على الحصول على مبتغاه بسهولة وسرعة.
ويؤكد ان الظاهرة موجودة ومنتشرة بشكل كبير فقبل سنوات لم تكن الظاهرة تشكل خطرا بل كانت تتم على عدد محدود ولكن منذ عامين تقريبا انتشرت الظاهرة بشكل كبير وخطير , والسبب كما يراه وجود عدد من المدربين غير المؤهلين ودخول عدد من المدربين من جنسيات عربية يعملون كمدربين في الاندية مما ادى الى انتشارها بشكل كبير ودخول هرمونات خطيرة وجديدة والكثير منها منتهي الصلاحية او مقلد والاخطر الهرمونات التي تأتي من سوريا وايران ولبنان .

قلة الرواتب والارباح الكبيرة

وعن اسباب اقبال المدربين على التجارة بهذه المواد المحضورة عالميا والخطيرة على الشباب يؤكد الحوراني ان قلة الرواتب وعدم وجود الخبرة اللازمة وارتفاع ارباح العائد الذي يجنيه المدربون من التجارة بها من اهم الاسباب.
والسبب الاخر يرى ان انتشار مجموعة من المدربين من جنسيات عربية يعملون في الاندية همهم الوحيد الربح السريع ولو كان على حساب وصحة الشباب المتدربين.
وتساءل عن دور المؤسسات الرياضية والاتحاد عن مكافحة هذه الظاهرة والتي بالرغم من صعوبة منعها الى انه طالب بوضع اطر وقوانين تعمل على تنظيمها ومراقبتها.

الادوية واستخدامها
 في اللعبة سلاح قاتل

ظاهرة خطيرة منتشرة بين ممارسي لعبة كمال الأجسام وهي استخدام الادوية الهرمونية في اللعبة حيث يلجاؤون إلى استخدام حبوب «منع الحمل» وهرمون الانسولين والمتواجدة بكثرة وتباع بشكل طبيعي في الصيدليات . فحبوب منع الحمل تعمل على اتزان صدورهم مع التدريب العضلي، مشيرا انهم يتناولون بعض الحبوب المتعارف عليها وعلى رأسها «ياسمين»، في حين يستخدم اخرون من المصابين هوس الضخامة هرمونات ممنوعة دوليا، وأخرى مهربة.
في هذا الموضوع يقول المدرب الكابتن احمد فرغلي ان بعض ممارسي لعبة كمال الأجسام يعانون من نقص في عضلة الصدر، ويساورهم اليأس من عدم بروزها مع التدريب المتواصل، مبينا أن هؤلاء شرعوا في استخدام حبوب منع الحمل مثل «ياسمين» وغيرها.
وأن من أبرز أعراض تناول تلك الحبوب على الرجال زيادة الهرمونات الأنثوية التي قد تؤدي إلى الشذوذ الجنسي، إضافة إلى تأثيرها في قلة خروج شعر الجسم بالشكل الطبيعي.
اما مادة الانسولين فيشرح الكابتن فرغلي انه هرمون بروتيني تفرزه البنكرياس ومهمته في الجسم مرافقة وإدخال البروتين ( الأحماض الأمينية ) والكربوهيدرات ( الجلوكوز) إلى خلايا الجسم المتعددة . 
وفي رياضة كمال الاجسام انتشر استخدام الأنسولين بسبب رخص ثمنه مع سهولة توفره والاهم هو عدم وجود أي طريقة لاكتشافه عند عمل فحص للمنشطات ولذلك هناك العديد من الحالات التي تعرضت للوفاة ومنهم مدربين وابطال في اللعبة لم يتم الكشف عنها وذلك بسبب عدم القدرة على كشفها اثناء عملية التشريح .
واشار الى العديد من الحالات التي توفيت بسبب تعاطي هرمون الانسولين ولكن للاسف عند التشريح لم يظهر أي اثر لها.

متوفرة بالصيدليات

توجهنا بالبحث الى الصيدليات وهل هي تبيع هذه المنشطات يقول الصيدلي احمد ابو عجلة صاحب صيدلية هيام نعم يتم بيع هذه المواد بشكل عادي ودون الحاجة الى وصفة طبية واشار الى انه قبل فترة وجيزة تم طرح هرمون ومنشط «الديكاديرابولين» من قبل احد مستودعات الادوية بشكل رسمي وقانوني في الصيدليات وكان الاقبال عليه بشكل كبير جدا ومبالغ به مما ادى الى سحب هذه المواد من ارفف الصيدليات ولا احد يعلم لماذا. 

مشكلة عابرة للحدود

توجهنا بكل المعلومات التي حصلنا عليها الى الجهة المسؤولة عن مكافحة المنشطات في الاردن وهي المنظمة الأردنية لمكافحة المنشطات ورئيسها الدكتور كمال الحديدي وهو أستاذ السموم في كلية الطب في الجامعة الأردنية الذي اشار الى قيام الحكومة الاردنية على المصادقة على قانون الاتفاقية الدولية لمكافحة المنشطات في مجال الرياضة رقم 53 لعام 2008 وبناء على ذلك تم انشاء المنظمة الأردنية لمكافحة المنشطات في عام 2009 ، وهي هيئة غير حكومية تابعة للجنة الأولمبية الأردنية التي تستمد شرعيتها من اللجنة الأولمبية الدولية، حيث ان الهدف الأول من انشاء المنظمة الاردنية يتمثل في التوعية والإرشاد وكما تعمل على تنفيذ مشاريع تخدم المجتمع عموما وذلك من خلال المحاضرات للطلاب في الجامعات والمدارس، واجراء فحوصات تعاطي المنشطات لدى الرياضيين التابعين للاتحادات الاردنية .
واكد د. الحديدي ان الخبراء الدوليون يعتبرون ان تعاطي المنشطات هي من المشاكل العابرة للحدود لاسباب كثيرة أهمها هي ان تجارة المنشطات مربحة أكثر من تجارة المخدرات فهي ليست ممنوعة لعدم وجود بند قانوني ينص على معاقبة الاتجار بالمنشطات بجميع أشكالها في معظم الدول وخصوصا في المنطقة العربية، كما انه لا توجد إحصائيات ولا أرقام رسمية تبين عدد حالات الوفاة والاضرار الصحية والمشاكل الاجتماعية الناتجة عن تعاطي الهرمونات، فالمنشطات هي تشكل خطورة حقيقة على حياة الكثيرين من الشباب كما هو حال المخدرات. 
ويضيف د. الحديدي لقد أفاق المجتمع الاردني على فاجعة كبيرة هزت مجتمع الشباب الجامعي بوفاة طالب جامعي عمره لايتجاوز (22 عاما ) نتيجة للمنشطات ، وللآن لم تتمكن أي جهة من إثبات أن حالة الوفاة سببها « المنشطات» وذلك لعدم قدرة المختبرات المحلية المختصة من التوصل الى أية معلومات جديدة حول سبب الوفاة.

غياب الرقابة

و لا يوجد ولغاية الآن اية جهة حكومية أوغير حكومية تمتلك سلطة على السوق الأردني في مجال المنشطات . أن الاتحادات الاردنية لديها السلطة على الرياضيين التابعين لها وعلى الاطقم المعاونة فيما يخص مكافحة المنشطات ضمن قانون اللجنة الأولمبية، الا ان دخول اي مؤسسة تعنى بالرياضة وخارج اطار الرياضة التنافسية يحتاج الى قانون يمكن المعنيين من المتابعة والتفتيش، ان اللجنة الاولمبية والمنظمة الاردنية لمكافحة المنشطات لا يحق لهما فحص أي لاعب ما لم يكن مسجلا في الاتحادات او المراكز او الاندية المسجلة في الاتحادات أو مشاركا في بطولة محلية أو دولية ومن هنا يأتي الفراغ القانوني وعليه فان الحد من تنامي تعاطي المنشطات لدى الشباب الاردني والذي يحدث معظمة خارج اطار الرياضة التنافسية لن يحل دون وجود تشريع كما هو حال الولايات المتحدة الامريكية ، بريطانيا، فرنسا، اليابان، كوريا وغيرها .
ويؤكد د. الحديدي ان غياب التشريع القانوني الذي ينص على وجوب فرض عقوبة على الاتجاربالمنشطات أو التعاطي بها هو من الأسباب الرئيسية التي تساعد على انتشار هذه الآفة. ومن الضرورة إيجاد بند قانوني جديد يعالج الجرائم الرياضية بما في ذلك معاقبة تلك المؤسسات التي يثبت فيها حالات تعاطي المنشطات، واسناد مهمة الرقابة والتفتيش إلى الجهات المختصة والتي تعمل بالتنسيق المباشر مع المنظمة الاردنية لمكافحة المنشطات مثل دائرة مكافحة المخدرات لضبط المتجرين والمتعاطين بالمنشطات وإحالتهم للقضاء وفق قانون ينص على عقوبتي السجن والغرامة.

القانون حبيس الادراج

ويشير د. الحديدي ان المنظمة الاردنية لمكافحة المنشطات وبالتعاون مع اللجنة الأولمبية الأردنية تقدمت إلى الحكومة في عام 2010 بمشروع قانون، يهدف إلى إنشاء هيئة أردنية لمكافحة المنشطات خصوصا بعد أن صادق الأردن على الاتفاقية الدولية لمكافحة المنشطات رقم 53 لعام 2008 التي تلزمه فعليا بمكافحتها. ويطالب مشروع القانون المقترح ديوان الرأي والتشريع بإنشاء هيئة متخصصة، تضم في أروقتها جميع الأطراف المعنية، كالغذاء والدواء ونقابة الصيادلة ومكافحة المنشطات ونقابة الأطباء وغيرها، لتتعاون فيما بينها لمكافحة المنشطات، لكن مشروع القانون ما يزال حبيس أدراج ديوان التشريع والرأي التابع لرئاسة الوزراء، وفي مثل غياب هذا التشريع فإنه لا توجد عقوبات على المخالفين، والقوانين الدولية تطبق فقط على لاعبي البطولات المسجلين رسميا.
وينص قانون الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، المطبق على اللاعبين المسجلين لدى الاتحاد على «إلغاء النتائج المحرزة للاعب الرياضي، الذي يرتكب انتهاكاً لقواعد مكافحة المنشطات، بالاضافة الى فرض عقوبة الاستبعاد مدة سنتين على وجود عقار محظور، أو ما يدل عليه في جسد اللاعب، أما العقوبة الأشد فهي استبعاد مدى الحياة من اللعبة الرياضية التي يمارسها المتعاطي.

اثار تعاطي المنشطات
\ على الصحة 

وعن مخاطر هذه المواد على الشباب يقول د. الحديدي ان المنشطات او ما يسميها الرياضيون «السترويدات»، هي عبارة عن هرمونات علاجية تستخدم اصلا للأشخاص الذين يعانون من قصر القامة وايضا للذين يعانون من عدم افراز غددهم للهرمونات بشكل طبيعي، مما يعيق نمو أجسامهم، فضلا عن استخدام بعضها لمرضى الأيدز لحاجتهم لتقوية جهاز المناعة، إلا أن بعض الرياضيين يستخدمونها دون أشراف طبي بشكل عشوائي لتضخيم أجسامهم وهو ما يقود لأمراض خطيرة قد تؤدي للوفاة في بعض الحالات وفقا لأطباء الاختصاص.

سهولة الحصول عليها

ويشير د. الحديدي الى ان اكثر الانواع شيوعا في الاردن هي (الديكادرابولين، الوينسترول، والداينبول والتي تؤخذ اما على شكل الحقن او عن طريق الفم)، ويتم الحصول على المنشطات من مصدرين: ادوية هرومونية تستورد لاغراض طبية، ويساء استخدامها، ومنشطات هرمونية، تصل البلاد عبر تهريب من دول مجاورة. وبعض الادوية تستورد لعلاج خلل في التوازن الهرموني وهي مواد علاجية لكن اللاعبين يستخدمونها في تحسين وتعزيز الاداء للحصول على النتائج في المسابقات، ان الكثير من هذه الهرمونات مرخصة ومسجلة لالستخدمات طبية محددة كما هو الحال في معظم دول العالم ولا مانع من ذلك لكن المشكلة تكمن في سوء استخدامها، حيث ان المنشطات والتي هي ادوية وبمختلف انواعها متوفرة وسهل الحصول عليها من السوق المحلي خارج ايطار المؤسسات الطبية والصيدلانية.
ان انتشار المنشطات في المراكز الرياضية ونوادي اللياقة البدنية بات بديهيا ومتعارفا عليه لدى الشباب الاردني وكافة الأعمار، وتكمن الخطورة في تعاطي صغار السن بين 16 – 25 عاما، حيث ان حجم انتشار المنشطات في بعض الاماكن تصل الى نسب مرتفعة جدا، بينما لا يمكن تحديد عدد اللاعبين او الشباب الذين يتعاطون المنشطات في تلك الاماكن لشدة التعتيم من المدرب واللاعب المتعاطي. وتكمن المشكلة الكبرى في أن أكثر الشباب الرياضيين المقبلين على تناولها لا يعلمون مدى خطورتها الصحية، كما انه لا يوجد عقوبة رادعة للاتجار والتعاطي وغياب الرقابة والتفتيش ما يسهل الحصول عليها.

تأثيرات قاتلة

ان الاثار السلبية لتعاطي المنشطات لا يمكن حصرها فهي بلا شك تؤثر على صحة الانسان وقد تؤدي الى الوفاة، ومن الاضرار التي تسببها المنشطات المواد المضادة لفاعلية هرمون الاستروجين تؤدي الى الاضطرابات القلبية مثل تخثر الدم والجلطات وزيادة الدهون في الجسم وتسمم الكبد وهشاشة العظام والاضطرابات البصرية، اما المنشطات التى تحتوى على السترويدات الذكورية البناءة فيمكن ان تسبب العقم والعجز الجنسي وضمور الخصيتين واختلال في وظائف الكلى والصلع المبكر. اما تعاطي المنشطات عن طريق الدم فينطوي عليه مخاطر صحية خطيرة منها مرض اليرقان، تسمم الدم، السكتة القلبية الجلطات الدموية، او فشل وظائف القلب.

فتوى تحرم تعاطي الهرمونات 

بناء على الاضرار الصحية الجسيمة للهرمونات والمنشطات الرياضية قام مجلس الافتاء والبحوث والدراسات الاسلامية في الاردن باصدار فتوى رسمية رقم: (136) (1/ 2010) حول حكم تناول المنشطات الرياضية ، بتحريم تعاطي المنشطات واعتباره من الناحية الشرعية محرما كتعاطي الخمر وغيره من المحرمات المهلكة للجسد لاضرارها المتعددة على الصحة والتي يمكن ان تؤدي الى الوفاة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com