د.فيصل غرايبه*
في الأسبوع العالمي للايدز، وعلى الرغم من ضيق المساحة التي ينتشر فيها هذا المرض الفتاك في المجتمع الأردني، الا أنه يدخل من باب الوقاية ومتابعة تطور العلاقة بين المصاب وأهله ومحيطه.
الأردن من البلدان المنفتحة على غيرها من الدول، سواء عن طريق الترحال والسفر، أو الهجرة منه واليه على مر الأيام.
يمكن السيطرة على خطر مرض الايدز على المجتمع، من خلال تجنب بعض التصرفات والسلوكيات التي تساعد على انتقال العدوى من هذا المرض، فإذا كان مريض الايدز حريصا على عدم نقل العدوى إلى غيره، يمكنه الاندماج وممارسة عمله، وليس هناك حاجة إلى عزله عن المجتمع أو تقييد تحركاته.
التعامل مع الأمراض المزمنة والمستعصية
لقد أحس الاختصاصيون الاجتماعيون عند التعامل مع الأمراض المزمنة والمستعصية، أن هناك صعوبة بالغة في كيفية التعامل مع المصابين بالأمراض الخطيرة، من حيث الإرشاد الاجتماعي والنفسي أو تقديم التوجيه أو التثقيف، أو تقديم برنامج علاجي اجتماعي تأهيلي من قبل هؤلاء الاختصاصيين، الذين تحدثوا عن المعاناة في التدخل المهني الاجتماعي وتقديم المساعدة الإنسانية، وذلك لكثرة ظهور الأمراض وعدم التطرق لها بالأبحاث وطرق التدخل المهني الواقعي الميداني، الذي يصاحبه افتقاد المهارة في التغلب على الخوف من العدوى أو الإصابة بالمرض .
وإذا علمنا أن الاختصاصي الاجتماعي لا يتمكن من التدخل المهني في الوقاية إلا إذا كانت وسائله ملائمة لاحتياجات المريض وحالته النفسية خاصة مع مرضى العزل كالايدز، إذ يحتاج بعض المرضى إلى دعم نفسي واجتماعي ومادي وبث الاطمئنان في نفوسهم، ويحتاجون إلى طرق عملية لحل المشكلات واتخاذ القرارات تجاه العيش الآمن الهانئ.
استكشاف المشكلة والوعي بالاحتياجات
قد يكون الاختصاصي الاجتماعي هو الذي قام بالاتصال بالمصاب، بناء على طلب من احد الأصدقاء أو أحد أفراد الأسرة أو العاملين لتقديم المساعدة لهذا المصاب، وعلى الاختصاصي الاجتماعي إن يستكشف مع المريض ما إذا كانت هناك مشكلة أم لا، وفي بعض الأحيان لا يكون المريض واعياً باحتياجه، ولذلك فانه قبل أن تبدأ عملية تقديم الخدمة سواء كانت وقائية أو علاجية أو إنمائية، لا بد من تحديد الاحتياجات، ومن خلال الحوار والتفاعل بينهما يتم تحديد المشكلات ومعالجتها، والاتفاق على التصرف إزاء المشكلات والاحتياجات النفسية بأكبر قدر ممكن من التعقل، ويتطلب الأمر أن يكون التدخل المهني الاجتماعي مكثفاً ومركزاً في خطوات معده مسبقاً ،حتى يساعد المصاب أو الأسرة على تحمل أقصى قدر من المسؤولية في اتخاذ القرارات المتعلقة بصحتهم وعافيتهم، ويهتم الاختصاصي الاجتماعي بالأفراد والأزواج والعائلات والجماعات، لكي يشجع على التغيير للوقاية من مرض معد أو لمكافحته، ويقدم الدعم في أوقات الأزمات، ويقترح إجراءات واقعية، ويساعد المصابين على تفهم المعلومات الخاصة بالحفاظ على الصحة والعافية والعمل وفقاً لها.
الوقاية من العدوى وتقديم الدعم النفسي
ان الهدف الأساسي لعمليات وخطوات التدخل المهني للأخصائي الاجتماعي نحو مرض العدوى بفيروس العوز المناعي البشري»الايدز» فيتمثل في الوقاية من العدوى والحد من انتشارها،وتقديم الدعم النفسي بمساندة المصابين بها والقائمين برعايتهم،وتصميم برنامج وقائي لمكافحة عدوى فيروس العوز المناعي البشري،والمتابعة العلاجية أو وقف انتشار المرض.ولا يتمكن الاختصاصي الاجتماعي أن يحقق أهدافه في الوقاية والدعم إلا إذا كانت وسائله ملائمة لاحتياجات المصاب وحالته النفسية وظروفه الاجتماعية،ومتوافقة مع السلوكيات والعقائد السائدة والنظم والقيم. ويمكن الحصول على وسيلة فعالة للتثقيف والدعم عن طريق إرشاد وتوعية مجموعة من الأقران وفي جماعات معينة.
الانفتاح وسعة الصدر والاستعداد
لتعديل الأساليب
إن على الاختصاصي الاجتماعي أن يكون متفتحاً واسع الصدر في تعامله مع أشخاص من بيئات متباينة مختلفة وأن يكون على استعداد لتعديل أساليبه في الاتصال لتتلاءم مع احتياجات ومستوى فهم هؤلاء الذين يتعامل معهم،وأن يتعلم كيفية تناول موضوعات حساسة للغاية لا تناقش في العادة بين الأصدقاء المقربين أو حتى الأزواج. لا شك بأنه ينظر إلى الاختصاصي الاجتماعي في هذه المواقف على انه يتمتع بقوة لا يستهان بها للتأثير على حياة الآخرين، ويمكنه استخدام هذه القوة بطريقة فعالة في توجيه سلوكيات عملائه بما لا يتعارض مع معتقداتهم أو بما يشكل محاولة لإجبارهم على التغيير باستخدام اللوم أو السخرية. إذ أن التدخل المهني للاختصاصي الاجتماعي ينجح إذا كان مزيجاً من الدعم والمواجهة، لذا فانه يقوم بمهمة التعرف على كيفية توفير الدعم النفسي للآخرين وكيفية مواجهة الرفض والإصرار على السلوك المحفوف بالخطر دون أن يدفع المصاب إلى عدم الاستمرار بالتعاون.
سمات خاصة للتدخل مع مرضى الايدز
إن أساسيات التدخل المهني للأخصائي الاجتماعي ووسائله متشابهة بطريقة أو بأخرى ولكن في مجال العدوى بفيروس العوز المناعي البشري»الايدز» فإن لعمل الاختصاصي الاجتماعي سمات خاصة كالخوف من أنه لا يوجد علاج شاف حتى الآن وخوف الآخرين من حامل العدوى أو المريض، أو من الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة أو الخرافات الشائعة حول طرق العدوى بفيروس الايدز، وخاصة الظن بإمكانية انتقال العدوى عن طريق المخالطة العادية، أو الظن بأن عدوى الايدز اقل انتشاراً أو اخف ضرراً من أمراض تم التعارف منذ زمن طويل على أنها مميتة بمعدلات مرتفعة. كما أن الاختصاصي الاجتماعي معني بأشخاص ربما تهتز النظرة إليهم بسبب الوصمة المرتبطة بمرض الايدز.
وفي العادة يتم الاتصال المهني في ظروف عدائية أو غير مواتية اجتماعياً وثقافيا، وفي جو يسوده الخوف من المرض ومن المصابين به واهتزاز في التفكير.
إذ أن الأشخاص المصابين بالعدوى أو الايدز أو بالحالات المرتبطة بالايدز قد يكونون في جماعات موصومة اجتماعيا،وقد يكونون منفصلين عن أسرهم،ويعيشون في الخفاء، وقد تصبح دوافعهم لطلب الإرشاد أو الاختيار أو العلاج واهية إذا ما استشعروا احتمال تعرضهم للعدوان أو لتقييد سلوكهم أو حتى السجن.
انهم يحسون بأنهم منبوذون اجتماعياً ويخافون من افتضاح أمرهم،ويرون في الاختصاصي الاجتماعي موظفا رسميا يخشون اطلاعه على أحوالهم ولا يثقون فيه، وبالتالي لا يكون للتدخل المهني ناجعا.
ولعل التنظيمات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني خير يد حانية تمتد الى هؤلاء بالتعاون وبالتكامل مع جهود القطاع الصحي الطبي الحكومي منه والخاص، ضمن منظمة الشعور بالمسؤولية الاجتماعية والحس بالمواطنة وممارستها من أجل غد أفضل.
*استشاري اجتماعي
dfaisal77@hotmail.com
في الأسبوع العالمي للايدز، وعلى الرغم من ضيق المساحة التي ينتشر فيها هذا المرض الفتاك في المجتمع الأردني، الا أنه يدخل من باب الوقاية ومتابعة تطور العلاقة بين المصاب وأهله ومحيطه.
الأردن من البلدان المنفتحة على غيرها من الدول، سواء عن طريق الترحال والسفر، أو الهجرة منه واليه على مر الأيام.
يمكن السيطرة على خطر مرض الايدز على المجتمع، من خلال تجنب بعض التصرفات والسلوكيات التي تساعد على انتقال العدوى من هذا المرض، فإذا كان مريض الايدز حريصا على عدم نقل العدوى إلى غيره، يمكنه الاندماج وممارسة عمله، وليس هناك حاجة إلى عزله عن المجتمع أو تقييد تحركاته.
التعامل مع الأمراض المزمنة والمستعصية
لقد أحس الاختصاصيون الاجتماعيون عند التعامل مع الأمراض المزمنة والمستعصية، أن هناك صعوبة بالغة في كيفية التعامل مع المصابين بالأمراض الخطيرة، من حيث الإرشاد الاجتماعي والنفسي أو تقديم التوجيه أو التثقيف، أو تقديم برنامج علاجي اجتماعي تأهيلي من قبل هؤلاء الاختصاصيين، الذين تحدثوا عن المعاناة في التدخل المهني الاجتماعي وتقديم المساعدة الإنسانية، وذلك لكثرة ظهور الأمراض وعدم التطرق لها بالأبحاث وطرق التدخل المهني الواقعي الميداني، الذي يصاحبه افتقاد المهارة في التغلب على الخوف من العدوى أو الإصابة بالمرض .
وإذا علمنا أن الاختصاصي الاجتماعي لا يتمكن من التدخل المهني في الوقاية إلا إذا كانت وسائله ملائمة لاحتياجات المريض وحالته النفسية خاصة مع مرضى العزل كالايدز، إذ يحتاج بعض المرضى إلى دعم نفسي واجتماعي ومادي وبث الاطمئنان في نفوسهم، ويحتاجون إلى طرق عملية لحل المشكلات واتخاذ القرارات تجاه العيش الآمن الهانئ.
استكشاف المشكلة والوعي بالاحتياجات
قد يكون الاختصاصي الاجتماعي هو الذي قام بالاتصال بالمصاب، بناء على طلب من احد الأصدقاء أو أحد أفراد الأسرة أو العاملين لتقديم المساعدة لهذا المصاب، وعلى الاختصاصي الاجتماعي إن يستكشف مع المريض ما إذا كانت هناك مشكلة أم لا، وفي بعض الأحيان لا يكون المريض واعياً باحتياجه، ولذلك فانه قبل أن تبدأ عملية تقديم الخدمة سواء كانت وقائية أو علاجية أو إنمائية، لا بد من تحديد الاحتياجات، ومن خلال الحوار والتفاعل بينهما يتم تحديد المشكلات ومعالجتها، والاتفاق على التصرف إزاء المشكلات والاحتياجات النفسية بأكبر قدر ممكن من التعقل، ويتطلب الأمر أن يكون التدخل المهني الاجتماعي مكثفاً ومركزاً في خطوات معده مسبقاً ،حتى يساعد المصاب أو الأسرة على تحمل أقصى قدر من المسؤولية في اتخاذ القرارات المتعلقة بصحتهم وعافيتهم، ويهتم الاختصاصي الاجتماعي بالأفراد والأزواج والعائلات والجماعات، لكي يشجع على التغيير للوقاية من مرض معد أو لمكافحته، ويقدم الدعم في أوقات الأزمات، ويقترح إجراءات واقعية، ويساعد المصابين على تفهم المعلومات الخاصة بالحفاظ على الصحة والعافية والعمل وفقاً لها.
الوقاية من العدوى وتقديم الدعم النفسي
ان الهدف الأساسي لعمليات وخطوات التدخل المهني للأخصائي الاجتماعي نحو مرض العدوى بفيروس العوز المناعي البشري»الايدز» فيتمثل في الوقاية من العدوى والحد من انتشارها،وتقديم الدعم النفسي بمساندة المصابين بها والقائمين برعايتهم،وتصميم برنامج وقائي لمكافحة عدوى فيروس العوز المناعي البشري،والمتابعة العلاجية أو وقف انتشار المرض.ولا يتمكن الاختصاصي الاجتماعي أن يحقق أهدافه في الوقاية والدعم إلا إذا كانت وسائله ملائمة لاحتياجات المصاب وحالته النفسية وظروفه الاجتماعية،ومتوافقة مع السلوكيات والعقائد السائدة والنظم والقيم. ويمكن الحصول على وسيلة فعالة للتثقيف والدعم عن طريق إرشاد وتوعية مجموعة من الأقران وفي جماعات معينة.
الانفتاح وسعة الصدر والاستعداد
لتعديل الأساليب
إن على الاختصاصي الاجتماعي أن يكون متفتحاً واسع الصدر في تعامله مع أشخاص من بيئات متباينة مختلفة وأن يكون على استعداد لتعديل أساليبه في الاتصال لتتلاءم مع احتياجات ومستوى فهم هؤلاء الذين يتعامل معهم،وأن يتعلم كيفية تناول موضوعات حساسة للغاية لا تناقش في العادة بين الأصدقاء المقربين أو حتى الأزواج. لا شك بأنه ينظر إلى الاختصاصي الاجتماعي في هذه المواقف على انه يتمتع بقوة لا يستهان بها للتأثير على حياة الآخرين، ويمكنه استخدام هذه القوة بطريقة فعالة في توجيه سلوكيات عملائه بما لا يتعارض مع معتقداتهم أو بما يشكل محاولة لإجبارهم على التغيير باستخدام اللوم أو السخرية. إذ أن التدخل المهني للاختصاصي الاجتماعي ينجح إذا كان مزيجاً من الدعم والمواجهة، لذا فانه يقوم بمهمة التعرف على كيفية توفير الدعم النفسي للآخرين وكيفية مواجهة الرفض والإصرار على السلوك المحفوف بالخطر دون أن يدفع المصاب إلى عدم الاستمرار بالتعاون.
سمات خاصة للتدخل مع مرضى الايدز
إن أساسيات التدخل المهني للأخصائي الاجتماعي ووسائله متشابهة بطريقة أو بأخرى ولكن في مجال العدوى بفيروس العوز المناعي البشري»الايدز» فإن لعمل الاختصاصي الاجتماعي سمات خاصة كالخوف من أنه لا يوجد علاج شاف حتى الآن وخوف الآخرين من حامل العدوى أو المريض، أو من الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة أو الخرافات الشائعة حول طرق العدوى بفيروس الايدز، وخاصة الظن بإمكانية انتقال العدوى عن طريق المخالطة العادية، أو الظن بأن عدوى الايدز اقل انتشاراً أو اخف ضرراً من أمراض تم التعارف منذ زمن طويل على أنها مميتة بمعدلات مرتفعة. كما أن الاختصاصي الاجتماعي معني بأشخاص ربما تهتز النظرة إليهم بسبب الوصمة المرتبطة بمرض الايدز.
وفي العادة يتم الاتصال المهني في ظروف عدائية أو غير مواتية اجتماعياً وثقافيا، وفي جو يسوده الخوف من المرض ومن المصابين به واهتزاز في التفكير.
إذ أن الأشخاص المصابين بالعدوى أو الايدز أو بالحالات المرتبطة بالايدز قد يكونون في جماعات موصومة اجتماعيا،وقد يكونون منفصلين عن أسرهم،ويعيشون في الخفاء، وقد تصبح دوافعهم لطلب الإرشاد أو الاختيار أو العلاج واهية إذا ما استشعروا احتمال تعرضهم للعدوان أو لتقييد سلوكهم أو حتى السجن.
انهم يحسون بأنهم منبوذون اجتماعياً ويخافون من افتضاح أمرهم،ويرون في الاختصاصي الاجتماعي موظفا رسميا يخشون اطلاعه على أحوالهم ولا يثقون فيه، وبالتالي لا يكون للتدخل المهني ناجعا.
ولعل التنظيمات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني خير يد حانية تمتد الى هؤلاء بالتعاون وبالتكامل مع جهود القطاع الصحي الطبي الحكومي منه والخاص، ضمن منظمة الشعور بالمسؤولية الاجتماعية والحس بالمواطنة وممارستها من أجل غد أفضل.
*استشاري اجتماعي
dfaisal77@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق