الجمعة، 17 أغسطس 2012

الأطعمة المكشوفة تسبب أمراضا مختلفة


ديما محبوبه

عمان- تقف ثروت محمد في وجه إصرار ابنها البالغ من العمر أربعة أعوام، محاولة بكل جهودها ثنيه عن شراء أي شيء من الباعة المتجولين، الذين يعرضون مبيعاتهم على عربات مكشوفة، والتي تنتشر كثيرا في أيام العيد.
خوف ثروت الشديد من إصابة طفلها بأي مرض جراء تراكم الجراثيم والبكتيريا على هذه الأطعمة هو ما يقودها إلى هذا التصرف، إلا أنها في الوقت ذاته تقدم النصح والإرشاد لأبنائها للحفاظ على صحتهم.
وهنالك كثير من الأهالي ممن لا يتقبلون فكرة حرمان أطفالهم من فرحة العيد، ويعد الشراء من هذه الأطعمة جزءا منها، ولكن يمكن تهيئة الطفل وتنبيهه للمخاطر المحتملة.
وهذا ما تتبعه ربة المنزل غيداء أبوالرب، التي ترى أن على الوالدين أن يعملا على تربية أطفالهما وإعطائهم ما هو مفيد لسلوكاتهم وصحتهم.
وتحذر أبوالرب أطفالها دائما من تناول المأكولات المكشوفة لما فيها من ضرر وأمراض من الممكن أن تحملها لطفلها؛ إذ قدمت له شرحا مبسطا عن تلك المأكولات محاولة إقناعه أنها سيئة.
أما جارتها خديجة السيد، فتعمل على شراء العديد مما يرغبه الأطفال من حلوى ومأكولات مالحة، وذلك لتعوضهم عما هو في الشارع، ورغم ذلك، تجد بعض الصعوبة في إقناعهم بأن ما في الشارع هو غير نظيف، وأنه لا يمكنهم أن يقلدوا أصدقاءهم بشراء ما هو مكشوف.
المهندس عيسى أبورمان، يبعد أطفاله عن تناول المشروبات الغازية، والتي مع غيرها من الأطعمة السريعة قد تحدث الغثيان والقيء، وفق قوله. ويضيف "أنا وزوجتي حريصون على أبنائنا، ليس فقط من الأطعمة المكشوفة أو مما أصابها من أشعة الشمس طوال النهار، بل حتى من كثرة الأكل والحلويات، خصوصا في أول أيام العيد، فأولادي يصومون وبعد أن يتناولوا الكثير من الطعام، يمكن أن يصابوا بأمراض كالإسهال، وذلك بسبب الاختلاف المفاجئ في العادات الغذائية".
وفي المقابل، كثيرون لا يخفون تعاطفهم مع الباعة المتجولين في الشوارع والأسواق لعرض وبيع الأطعمة المكشوفة، فهؤلاء برأي البعض يحاولون مواجهة أعباء الواقع المرير وتوفير لقمة العيش لمن يعيلون.
ويجد الثلاثيني حسام عبد الكريم، أنه من الممكن أن يكون هناك خطر ومشاكل صحية لمن يتناول تلك المأكولات، خصوصا الأطفال، مستدركا أن تلك المخاطر قد لا تكون قوية ومزمنة على صحة الشخص.
وتستغرب اختصاصية التغذية ربى العباسي، من السلوكات والممارسات السلبية التي قد تبدو في نظر البعض عادية، وهي ما تشاهده مرارا على قارعة الطريق وفي الأسواق وأمام بوابات المدارس والمؤسسات وغيرها لجمع من الناس وقد احتشدوا ليتناولوا وقوفا بعض الأطعمة المكشوفة والتهام ما تيسر منها على عجل.
"وبالطبع لا يلقى الكثيرون بالا للمخاطر الصحية التي تترتب على تناول تلك الأطعمة المكشوفة والمعرضة للتلوث السريع"، كما تقول العباسي، التي تؤكد أن الغالبية العظمى من الناس تجهل أن مثل تلك الأنواع من الأطعمة قد تنقل نحو 250 مرضا متنوعا من الأمراض الخطيرة والفتاكة، كما يؤكد ذلك الأطباء.
اختصاصي الطب العام د.مخلص مزاهرة، يبين أن هناك العديد من الآثار المترتبة على تناول الأطعمة المكشوفة التي تكون خطيرة على صحة الإنسان. ويقول "من أبرز تلك الآثار أن الأطعمة المكشوفة تكون معرضة للتلوث سواء تلوثها بالبكتيريا والطفيليات وحتى السموم التي تنتجها البكتيريا أو تلوثها بالغبار والمعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق نتيجة تعرضها لعوادم السيارات، كما أن الأطعمة المكشوفة تكون غير محفوظة بصورة صحيحة وتتعرض لدرجة حرارة عالية تساعد على نمو البكتيريا وسرعة تعفنها ومن حيث احتوائها على عناصر غذائية غير مفيدة".
ويؤكد مزاهرة أنها أطعمة مؤلفة معظمها من نشويات ودهون خالية من القيمة الغذائية، بل وتسهم في زيادة الدهون والسمنة التي تؤدي إلى أمراض تصلب الشرايين والسكري وارتفاع ضغط الدم.
بينما تؤكد العباسي أن معظم الأطعمة المكشوفة تكون غير معدة بشكل صحيح؛ وخصوصا الشاورما، وهذه تعد وسائل لنقل الأمراض مثل؛ السالمونيلا والديدان الشريطية، وقد تؤدي إلى التسمم الغذائي الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
أما التربوية رولا أبو بكر، فتشير إلى بعض النصائح التي يمكن أن يتبعها الوالدان لابعاد أطفالهما عن تناول هذه الأطعمة الضارة، والتي تجد أيضا أنه من الصعوبة السيطرة التامة على هذا الموضوع، لأن الطفل يشتهي ما هو ممنوع عنه.
لكن من الممكن، وفق أبو بكر، شرح ضرورة عدم تناول الأطعمة المكشوفة قدر الإمكان للأطفال، إلا بعد مشورة شخص كبير من المرافقين له، والحرص على تناول الطفل للوجبات الرئيسية في المنزل، فيفضل أن تخلو وجبات المنزل الرئيسية من المواد الدهنية والسكرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com