الأربعاء، 8 أغسطس 2012

كم حبة تأكل ؟! القطايف .. أشهر حلوى رمضان في العالم

صورة

وليد سليمان

..وقطايف مثل البدور أتت لنا من غير وعد .
قد سُقيت قطر النبات وطُيبت بماء الورد.
 من اشعار سيف الدين بن المشد
الحلوى الأولى في شهر رمضان، تظل دائما» عربية وشهيرة ومعروفة عبر الذاكرة ب (القطايف) لذلك فهي من أحد مظاهر وأجواء الانشغال الاجتماعي بالشهر الكريم.
في كل مكان في الأردن والبلاد العربية والاسلامية ، تظهر مخابز القطايف بالأسواق وفي صدر وجبات البيوت وأثناء السهرات والزيارات وعند الولائم الرمضانية. المجتمع الاردني يعشق القطايف وبالذات في عمان منذ أكثر من مائة عام , حيث كان بعض أصحاب المطاعم أو ممن لديهم خبرة بصنع القطايف عجناً» وخبزاً» يقومون خلال هذا الشهر بتحويل محلاتهم الى مشاغل صغيرة للقطايف .

 قطايف ع الحطب!
طاولة الصاج الحديدي أو الفرن ،الذي يخبزون عليه القطايف، يضعون بداخله قطع الحطب لتسخين سطح الفرن الذي تصب عليه أقراص القطايف حتى تنضج ،لتصبح متماسكة ولكنها تظل طرية أيضا» .
ومع التقدم التقني تحولت هذه الأفران الحديدية الى غازية بدل الحطب المزعج بتخزينه ودخانه.
وأقراص القطايف؛ عرفت منها أشكال كثيرة في عمان منها الشكل والحجم العادي , وهناك الأصغر منها وتسمى قطايف لبنانية مشهور صنعها في لبنان, ثم الصغير جدا» وتسمى قطايف عصافيري أي انها صغيرة مثل العصفور , ثم هناك الكبير وهي الأكبر مساحة من العادية الشائعة لدى عامة باعة القطايف وهي القطايف الخليلية ,ثم القطايف الكبيرة جدا» الجامبو» وهي التي يصنعها باعة القطايف حسب طلب الزبون فقط ،حيث يشتري الزبون قطعتين كبيرتين جدا» يضعهما في البيت بسدر او صينية كبيرة، واحدة تحت وواحدة فوق وما بينهما توضع المكسرات , ثم تخبز في الفرن ويرش عليها قطر السكر وتؤكل بالمعلقة مثل أكل الكنافة.

ثني ولصق 
أما عن حشوة القطايف فهناك أذواق متعددة لدى الناس في ذلك : حيث بعضهم يحشي القطايف بمكسرات جوز القلب وبعضهم بالفستق الحلبي المكسر وبعضهم يضيف اليه مبروش جوز الهند , واخرون يضعون الزبيب ومنهم العجوة , ومنهم من يضع الجبنة البيضاء الحلوة , وهناك من يحشي حبات القطايف قبل ان تثنى وتلتصق جوانبها العجينية بعضها ببعض بالقشطة أو القيمر أو القرفة والسكر .
وعن طريقة خبز وانضاج حبات القطايف فهناك من يضعها بالفرن مع القليل من السمن , وهناك من يحب قليها بالزيت على النار ، وأخيرا» تغطيسها أو رشها بقطر السكر أو العسل , ورش بعض المكسرات المبروشة فوق حبات القطايف بعد تجهيزها كذلك.

 كم حبة تأكل ؟!
وللقطايف عشاق لأكلها بشهية كبيرة حيث أن بعضهم من يتناول بعد الافطار وفي ليلة واحدة عددا» كبيرا» من حبات القطايف ربما تصل الى 10-15 حبة تلذذا» وشوقا» لهذه الحلوى الرمضانية الأولى بامتياز ... لكن خبراء الصحة والغذاء لا يفضلون أن يتناول الشخص في الليلة الرمضانية أكثر من ثلاث حبات محافظة على صحة جسم الصائم !!.
وربما الأمر فيه جدال وذلك حسب حجم الحبة وحسب صحة الانسان وهل يشكو من أمراض السكري أو السمنة ... الخ.

مكونات القطايف
أما عن المكونات التي تصنع منها عجينة القطايف فقد أفادنا سابقا أشهر باعة القطايف في عمان : (قطايف ابو علي) و(قطايف الصالحي) و(قطايف القدسي)_ مع العلم ان المحلين الأولين يصنعان القطايف طوال السنة_ ان المكونات عموما» هي : الطحين الزيرو والأبيض , الماء , ثم هناك الاضافات الاخرى والتي قد تختلف من محل الى اخر وهي : الخميرة ,البيض , الفانيلا , ماء الورد أو ماء الزهر , الحليب , الكربونة , المستكة والمحلب ....الخ.
والقطايف حلوى شعبية عامة لكل افراد المجتمع الاردني اذ يقبل عليها الفقراء والاغنياء ومتوسطو الدخل في شهر رمضان ... أما من هم دون زواج أو أن ظروفهم حكمت عليهم بالعيش مثل العزاب كالمغتربين العرب مثلا» فإنهم يشترون القطايف من بعض المحلات جاهزة حيث تكون محشوة ومخبوزة وماعليهم سوى أكلها فقط بعد الأفطار الرمضاني.

بلاد الشام 
وحلوى القطايف تشتهر كثيرا» في دول بلاد الشام : الاردن وسوريا ولبنان وفلسطين وكذلك في مصر ... وهناك من يعتقد ان القطايف أصلها القديم جدا من بلاد الاندلس العربية الاسلامية .
ام هل أصلها من مصر أيام الفاطميين ؟.
لكن المرجح أكثر أن اصلها من سوريا أيام حكم الامويين هناك لأن بعض الروايات التاريخية تذكر أن الخليفة معاوية بن أبي سفيان طلب من صناع طعامه ايجاد طعام يحل مشكلة شعوره بالعطش والجوع في نهار رمضان فصنعوا له هذه الفطيرة العربية ليأكلها أثناء السحور.

الاقبال كثيرا
ويتم الاقبال كثيرا» على شراء أقراص القطايف في مدن الأردن ومنها عمان بعد الظهر ويزداد الاقبال أكثر بعد العصر وحتى قرب اعلان الافطار مع أذان المغرب .
كما ان بعض محلات القطايف، يكون عليها ازدحام لشرائها حسب الدور والنظام وبالتذكرة!!.
وهناك من الأسر الاردنية من يهوى شراءها يومياً طوال الشهر الفضيل ... ومنهم من يشتريها لأكلها كل عدة أيام فقط.
وفي ملاحظة ملفتة للنظر فان الاقبال يكون شديدا جدا على شرائها في أول أيام قدوم شهر رمضان المبارك ... ويشتد الاقبال عليها مرة أخرى عند اخر يوم أو يومين من انتهاء الشهر كتوديعة لهذه الحلوى التي هي موسمية .
ولعل ما قاله الشاعر جحظة البرمكي المتوفى عام 324هجري أي من ألف عام ، قال عن القطايف ، يؤشر على عراقة القطايف الرمضانية :
دعاني صديق لي لأكل القطايف .
فأمعنت فيها آمناً غير خائف .
فقال وقد أنضجت بالأكل قلبه .
ترفق قليلاً فهي إحدى المتالف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com