عمان - ذكر باحثون أثناء مؤتمر الرابطة الدولية لمرض ألزهايمار، والذي عقد في ألمانيا، أنه ظهر لديهم علاج عمره عشرات السنين قد أظهر فعالية عالية في الوقاية من تراجع الذاكرة الذي يصيب مرضى ألزهايمار. وقد استمرت هذه الوقاية لمدة وصلت إلى السنوات الثلاث التي قاموا خلالها باختباره، وهذا بحسب موقع WebMD الذي عرف هذا العلاج، والذي يحمل اسم جاماجارد Gammagard، بأنه مصنوع من مصل الدم البشري. وأضاف أنه شكل من أشكال الغلوبيولين المناعي الذي يعطى عبر الوريد intravenous immunoglobulin (IVIG)، حيث يستخدم هذا العلاج لدى مصابي الأمراض المناعية.
ومن الجدير بالذكر أن هذا العلاج قد أظهر فعاليته من خلال دراسة صغيرة، حيث أدى استخدامه أثناءها إلى استقرار حالة أربعة مصابين بمرض ألزهايمار لمدة ثلاث سنوات كاملة. وذلك من أصل 21 مشاركا، قام 16 مشاركا منهم فقط بإبمامها لآخرها.
ويعد حصول هذه الدراسة على انتباه المؤتمر أمرا نادر الحدوث. فغالبا ما لا تجذب الدراسات التي يقل عدد مشاركيها عن 24 شخصا هذا الانتباه في اللقاءات الطبية المهمة، منها المؤتمر المذكور.
وعلق على ذلك الباحث الطبيب نورمان ويلكين، وهو من كلية طب وايل كورنيل في نيويورك سيتي، مشيرا إلى أنه عادة ما يحدث تراجع في الذاكرة والقدرة على التفكير خلال العام الأول من بدء استخدام مصابي مرض ألزهايمار للأدوية المتوفرة حاليا.
وعلى سبيل المثال، فإن مزاجهم قد يصبح متأرجحا، كما أنهم قد يقومون بسلوكات غير متوقعة. أما عن هؤلاء الأربعة، والذين حصلوا على العلاج المذكور وبنفس الجرعة، مرتين شهريا، فلم يظهر لديهم أي تراجع في الذاكرة خلال مدة ثلاث سنوات. وأعرب أيضا عن شدة تفاجئه بقدرات هؤلاء المصابين الأربعة خلال السنوات الثلاث، والتي تضمنت الكتابات الإبداعية والعمل في الحديقة، ما لم يتناسب مع قدرات أقرانهم ممن لم يحصلوا على العلاج المذكور.
وعلى الرغم من هذه النتائج المبشرة، إلا أن الباحث الطبيب ويلكين أوضح بأن هذا العلاج يجب أن يخضع للمزيد من الأبحاث. فبالرغم من أن العلاج المذكور متواجد منذ عقود، إلا أن عدم استخدام مصابي مرض ألزهايمار له لهذا الغرض يعد أمرا ضروريا، كونه من غير الممكن بناء استنتاجات ونصائح من خلال هذه الدراسة الصغيرة.
أما عن عمل العلاج المذكور، فقد وصفه الباحثون بأنه القيام بتعويض نضوب الأجسام المضادة الطبيعية لبروتين البيتا أميلويد، والذي يشكل الصفائح اللاصقة التي تؤذي أدمغة مصابي ألزهايمار.
ويذكر أن الباحثين يرون أن مصابي الدرجات البسيطة من المرض المذكور هم من يستفيدون من هذا العلاج أكثر من غيرهم، وذلك كونه يقوم بتثبيت حالة الذاكرة والأعراض الأخرى ويمنعها من التفاقم في الوقت الذي تكون خلاله ما تزال طفيفة.
وقد قدم موقع www.livestrong.com النصائح التالية لمساعدة مصابي مرض ألزهايمار في الحفاظ على الذاكرة لديهم:
- استمر بممارسة نشاطاتك الجسدية قدر الإمكان، ذلك بأن الحركة والحفاظ على اللياقة البدنية، يساعدان في الحفاظ على الذاكرة عبر زيادة إمداد الدماغ بالأكسجين.
- حافظ على تواصلك مع العائلة والأصدقاء، لا سيما المقربين منهم ومن لديك معهم ذكريات مشتركة، إذ إن ذلك يساعد على الحفاظ على التركيز، كما يعزز من قوة الذاكرة.
- قم بحل الأحجيات والكلمات المتقاطعة وغيرها من الألعاب المختلفة التي تنشط الدماغ. وقم بممارسة هواياتك التي اعتدت عليها قدر الإمكان.
ليما علي عبد
مساعدة صيدلاني / وكاتبة تقارير طبية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق