دكتور كميل موسى فرام - حدوث اختلال بقدرة جسم السيدة الحامل بالتعامل مع اضطراب معادلة نسبة مستوى السكر أثناء الحمل والصيام ربما يشكل هاجس الخوف الذي يغلف مؤسسة الرعاية الصحية، فالخلل مدمرٌ ومؤذيٌ إن لم يشخص بالتوقيت المناسب لفرض التصرف الأمثل بالمحافظة على أركان المعادلة وقبل الدخول برتون التحسر والندم، خصوصا بحالات السكري المرحلية والمرتبطة بفترات الحمل بالرغم من تصنيفه المرحلي، وقد يكون ذلك مؤشر حذر للمستقبل بإعتباره نوع خاص من انواع السكري ينشأ لدى بعض النساء لعدم قدرة الجسم على استخدام سكر الجلوكوز وحرقه متسببا بزيادة نسبة السكر في الدم وتكون بدايته خلال مرحلة الحمل، حيث يحدث سكر الحمل بنسبة 2- 5% من مجموع النساء الحوامل وهو شائع بين النساء خصوصا أصحاب التاريخ العائلي أو اللواتي يقدمن على الحمل بأعمار متقدمة، فالحمل والسكري لهما تأثير عميق متبادل بقدر الضل الذي يجعل الواقع الصحي للسيدة الحامل محور الاهتمام الطبي بصورة الحرص المضاعف خصوصا بظروف الصيام والتي تمثل فترة عمرية حرجة بالتزامن مع انتهاء سحر مفعول عبارات التنهد والندم بعد وقوع المحظور، ويمكن تكرره بالأحمال القادمة بنسبة قد تصل إلى 50% بين السيدات، خصوصا بفقرته المدمرة بالتسبب بالاجهاض في أسابيع الحمل الأولى، وفرضية حدوث التشوهات في مرحلة لاحقة إن لم يضبط مستواه بحدوده الطبيعية.
حرق الجلوكوز يتغير بدرجات مختلفة في كل الحوامل ولكن نسبة ضئيلة من النساء يحدث لديهن سكري الحمل، نتيجة لتغيرات هرمونية تفرزها المشيمة خلال الحمل للحفاظ على تغذية الجنين داخل الرحم، هذه الهرمونات يمكن ان تغير قدرة الجسم على استعمال الانسولين خصوصا هرمون لاكتوجين المشيمة والذي يسبب اثباطا مؤقتا لمفعول هرمون الانسولين، وبالنتيجة يتسبب الواقع الجديد بخلل وظيفة ونشاط غدة البنكرياس بضبط معادلة الاحتراق ويؤثر ذلك على مستوى فلترة المواد الغذائية بالجهاز الكلوي مما يسمح بخسارة كميات إضافية من سكر مخزون الجسم يتعدى أثرها حدود التأثير السلبي على الأم بإرتدادات سلبية على الجنين، الأمر الذي يتطلب وقفة تأمل أثناء الصيام لعبادة.
منحنى للسكر في الدم
التشخيص الدقيق للاصابة بسكري الحمل يلزم أطراف المعادلة الطبية بعمل منحنى للسكر في الدم بعد فترة صيام لمدة ثماني ساعات ثم تعطى جرعة من السكر «100 غرام جلوكوز» بالفم وتؤخذ عينة من دم الوريد بعد مرور ساعة ثم ساعتين ثم 3ساعات وتعتبر النتيجة ايجابية بتشخيص سكري الحمل بوجود ارتفاع عن المستوى الطبيعي بقراءتين او اكثربحيث تحتسب القراءات بمستوى لا يزيد عند الصيام عن 95مجم/ دل، ومستوى السكر بعد ساعة 180مجم/ دل، ومستوى السكر بعد ساعتين 155مجم/ دل، ومستوى السكر بعد 3ساعات 140مجم/ دل، على أن أبين أن مثالية الظروف الصحية للبرنامج الغذائي لا تشكل خط حماية آمن من الاصابة. وفي حالة عدم وجود سكري الحمل، يعاد التحليل في الفترة ما بين الاسبوع 24- 28من الحمل لتلك الفئة من السيدات في بؤرة الاهتمام للتشخيص المبكر، وبعكس ذلك تصبح السيدة و/أو جنينها عرضة للاصابة بمضاعفات السكري، لأنه يحمل مضاعفات على الام ومنها الاجهاضات المتكررة، زيادة معدل الولادة بالعمليات القيصرية، ارتفاع ضغط الدم، الاصابة بتسمم الحمل، زيادة مؤذية وخطيرة بكمية السائل الامنيوني، وربما يكون ذلك مقدمة للاصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
المضاعفات على الجنين
وأما المضاعفات على الجنين فتبدأ بالاجهاض مرورا بمحطة الوفاة المفاجئة داخل الرحم، كبر حجم الجنين وزيادة وزنه عن المعدل بين الأقران، الولادة المبكرة، مشاكل لدى حديثي الولادة كزيادة نسبة الاصفرار بالدم، انخفاض نسبة السكر بالدم بعد الولادة والدخول بغيبوبة حساسة، زيادة عدد كريات الدم الحمراء، نقص الصفائح الدموية ونقص نسبة الكالسيوم والوفاة، وربما من المفيد أن أذكر على هامش البحث بعدم حدوث تشوهات في الجنين للمرة الأولى لان ارتفاع السكر يحدث بعد انتهاء عملية تكوين الاعضاء.
سماع عبارة انت مصابة بمرض سكري الحمل يثير الذعر والخوف لدى كل ام حامل تتمنى طفلا سليما معافى وهذا شعور طبيعي وللتغلب على هذا الخوف يجب اتباع خطة علاجية تعليمية تكون الام الحامل عضواً فعالاً وحيوياً ضمن الفريق الطبي المعالج الذي يتكون من الطبيب المعالج والمتخصص، اخصائية التغذية، اخصائية نفسية، اخصائية اجتماعية، الزوج والاسرة، وقبل كل ذلك، فعلى السيدة الحامل أن تتذكر وتذكر الطبيب المشرف بحرصها على سلامة المرور الآمن بمحطات المشوار، وخضوعها لفحوصات طبية ومخبرية للبحث عن الأمراض المرافقة كالسكري المصاحب للحمل وارتفاع ضغط الدم مثلا هو أمر مرحب به لتفهم مبرراته ونتائجه.
خطوط العلاج الرئيسية
خطة العلاج للسيطرة على مستوى معتدل ومقبول لمستوى السكر بالدم تحتاج لتعاون وثيق بين جميع الأطراف وليس من المقبول أن تتحمل السيدة الحامل المسؤولية الحصرية خصوصا أنها الطرف الأضعف والمضحي بجميع مراحل العلاج فتبدأ بفقرة الحرمان والمراقبة المنزلية لمستوى السكر في الدم بعد الصيام وبعد الوجبات بساعتين على أن يكون الهدف الحصري والمستوى المطلوب المحافظة عليه هو 95مجم/ دل او اقل بالنسبة للصائم، 125مجم/ دل او اقل بعد الوجبات بساعتين، والحمية الغذائية هي من خطوط العلاج الرئيسية ويجب أن تتكون من 3 وجبات رئيسية يتخللها 3 وجبات خفيفة بحيث لا تتجاوز القيمة الجبرية للسعرات الحرارية 1800- 2200 كالوري ويرافقها ممارسطة نشاطات رياضية تساعد على حرق السعرات الزائدة، وفي حالة عدم انتظام السكر بالحمية الغذائية تعطى المريضة جرعات مناسبة من الانسولين ويستقر بالجرعة الدوائية حسب أرقام الفحص لمستوى السكر والتي تتطلب المتابعة الدقيقة واليومية بحيث لا يركن لروتين الجرعة العلاجية بأنه رقم مقدر، فالجرعة قابلة للتغير بحسب الشكوى المرضية إن وجدت وتتحدد بمستوى السكر بالدم ولكن حذاري من تطبيق هذه القاعدة على مبدأ الاهمال ليعالج برفع الجرعة، وتنتهي أحداث الرحلة ببرمجة أمور الولادة بشكل منظم وبعيدا عن حسابات القدر بسبب زيادة نسبة حدوث أمور مؤسفة بأسابيع الحمل المتقدمة.
الاصابة بمرض سكر الحمل تعتبر واحدة من محطات الأنوثة الدقيقة والشائعة والتي لا تعكس حالة مرضية ببحور الخوف إن أدركت السيدة الحامل أن السباحة رياضة تكتسب بالفطرة وتحتاج للمران فيمنع عليها الصيام لضرورات طبية لطرفي المعادلة الصحية وهو واحد من الأمراض التي تحتاج للمتابعة بعد الولادة وللحديث بقية.
تغذية الجنين داخل الرحم
حرق الجلوكوز يتغير بدرجات مختلفة في كل الحوامل ولكن نسبة ضئيلة من النساء يحدث لديهن سكري الحمل، نتيجة لتغيرات هرمونية تفرزها المشيمة خلال الحمل للحفاظ على تغذية الجنين داخل الرحم، هذه الهرمونات يمكن ان تغير قدرة الجسم على استعمال الانسولين خصوصا هرمون لاكتوجين المشيمة والذي يسبب اثباطا مؤقتا لمفعول هرمون الانسولين، وبالنتيجة يتسبب الواقع الجديد بخلل وظيفة ونشاط غدة البنكرياس بضبط معادلة الاحتراق
ويؤثر ذلك على مستوى فلترة المواد الغذائية بالجهاز الكلوي مما يسمح بخسارة كميات إضافية من سكر مخزون الجسم ،يتعدى أثرها حدود التأثير السلبي على الأم بإرتدادات سلبية على الجنين، الأمر الذي يتطلب وقفة تأمل أثناء الصيام لعبادة.
نقص في الغذاء
يجب على المرأة الحامل التركيز على بعض العناصر الغذائية المهمّة مثل الفيتامين B6 (الفولات)، والكالسيوم، والفيتامين D، والحديد، واليود. في المقابل، ثمة ممارسات ممنوعة عنها مثل التدخين، وتناول بعض الأطعمة التي عليها تفاديها أو تناولها بكميات معتدلة (مثل الكبد والأطعمة التي تحتوي على الكبد الحيواني أو على الكافيين).
لكن ماذا عن زيت الصويا وعن الأطعمة التي تحتوي على الصويا وعلى الفيتوستيرول؟.
يحتوي الصويا ومشتقاته على مادة الفيتواستروجين التي قد تكون لها آثار سلبية على أجنّة الحيوانات.
من باب الحيطة والحذر، يُنصح بتفادي تناول الأطعمة التالية خلال الحمل:
- المكمّلات الغذائية التي تحتوي على مستخلص الصويا.
- الأطعمة التي تحتوي على الصويا (نوع واحد منها فقط يومياً): حليب الصويا أو عصير الصويا، التوفو، الحلويات المصنوعة من الصويا. أما زبدة المرغرين والزبادي وغيرها من عصائر حليبية غنية بالفيتوستيرول، فيُنصح بها للأشخاص الذين يعانون ارتفاع الكوليسترول في الدم، بينما لا ينصح بها للنساء الحوامل (حتى لو كنّ يعانين ارتفاع معدّل الكوليسترول) لأن تأثيرها لم يعرف بعد
الحالات التي يمنع فيها الصيام أثناء الحمل
هناك بعض الحالات التي يمنع فيها الصيام أثناء الحمل، وتتضمن بمجملها مرضى السكري ومرضى الكلى المزمنة ومرضى القصور في وظائف الكبد وهؤلاء المصابات بالربو الذي يتطلب بخاخاً للاستنشاق، كما أن هناك بعض الحالات المرتبطة بالحمل والتي قد تمنع السيدة الحامل من الصيام ومنها ارتفاع ضغط الدم، الحمل المتعدد الأجنة، خطر الولادة المبكرة وأمراض الحمل الحادة، وهناك مجموعة من الأمراض التي تجيز للسيدة الحامل من كسر الصيام، ففي حال شعرت أثناء الصيام بأي شكل من أشكال الدوار أو الدوخة أو هبوط أو خفقان في القلب، أو صداع شديد، أو أي اضطرابات في الرؤية، أو انخفاض في حركة الجنين (خاصة خلال المرحلة الأخيرة من الحمل)، فالاتصال بالطبيب المشرف وأهل الفتوى من رجال الدين يصبح أمرا ملزما للمحافظة على معطيات المعادلة الانجابية بالمستوى المثالي.
Kamilfram@gmail.com
أستاذ مشارك/ كلية الطب- الجامعة الأردنية.
استشاري النسائية والتوليد/ مستشفى الجامعة الأردنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق