الأحد، 5 أغسطس 2012

فيـــروس «الأبيــــولا » يعـــود ثانيـــة

صورة

الصيدلي إبراهيم علي ابورمان

فيروس الابيولا هو عبارة عن مرض فيروسي خطير يسببه نوع من الفيروسات الخيطية  يصيب الإنسان وبعض أنواع القرود وهو مرض معدي وتتصف بمعدلات وفاة عالية.
اكتشف هذا المرض لأول مرة سنة 1976، ومن حينها ظهرت أنواع مختلفة منه مسببة أوبئة تكون نسبة الوفيات فيها من 50الى 90 في المئة في كل من ساحل العاج زائير، الغابون، والسودان واوغندا التي مات مؤخرا بها اكثر من 13 شخصا مؤخرا.

وكانت البداية
بداية الاكتشاف كانت في مدينة كيكويت في زائير, المريض الاول هو بائع فحم نباتي, حيث كان يقوم بجمع الفحم من الغابات . في 6 يناير 1995 شعر الرجل بأنه مريض, ووقع علي الأرض مرتين وهو في طريقه من الغابة إلي البيت, وعندما وصل قال إنه مصاب بصداع وحمى. وفي خلال الأيام القليلة التالية تدهورت حالته. وفي 12 يناير حملته عائلته إلي مستشفى كيكويت العام. وهناك ازدادت حالته سوءاً وابتدأ يتقيأ, وكان الدم يتدفق بشكل يتعذر ضبطه من أنفه وأذنيه, ثم توفي في 15 من الشهر نفسه. وسرعان ما صار آخرون من عائلته, ممن لمسوا جسده, مرضى. وبحلول شهر مارس مات اثنا عشر فرداً من أقربائه اللصقاء. وفي أواسط شهر ابريل ابتدأت هيئة العاملين في المستشفى وآخرون يمرضون ويموتون مثل الرجل وعائلته, وبسرعة انتشر المرض إلي بلدتين أخرىين في المنطقة, وصار محتماً طلب المساعدة.
توجه أحد العلماء وقام بجمع عينات من دم المرضى وقام بإرساله إلي مراكز مكافحة الأمراض في أتلانتا, أميركا, ووجد أن المرض هو «الإيبولا
وقد تسبّبت أنماط الفيروس الخمسة في وقوع اصابات كبيرة من الإيبولا في أفريقيا اتسمت بارتفاع معدل الوفيات في اغلب الحالات (25%-90%)، بينما لم يُسجّل حدوث أيّة انتشار وبائي للابيولا من جرّاء نمطي ساحل العاج حالات مرضية وخيمة أو وفيات بين البشر بسببه. 
ولم تتسبّب العدوى البشرية بنمط إيبولا- ريستون الفرعي، الذي عُثر عليه في إقليم غرب المحيط الهادئ، إلاّ في حدوث حالات غير عرضية، ممّا يعني أنّ أعراض المرض السريرية لم تظهر على المصابين به. ويبدو أنّ المستودع الطبيعي لفيروس الإيبولا يقع في الغابات المطيرة في القارة الأفريقية وإقليم المحيط الهادئ. وهناك بيّنات تدلّ على أنّ الخفافيش تلعب دوراً في هذا الصدد، غير أنّه ما زال يتعيّن بذل جهود كبيرة للتمكّن من تحديد الدورة الطبيعية لسراية المرض بشكل قاطع. 

 فيروس الابيولا  في سطور
ينتقل فيروس الإيبولا عن طريق التعامل المباشر مع دم الشخص الموبوء أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى مثل باقي الفيروسات وبخاصة الايدز. 
يمكن أن تؤدي طقوس الدفن التي يتعامل فيها أهل الميّت بشكل مباشر مع جسده دوراً كبيراً في انتشارالإيبولا. 
العدوى التي اصابت البشر نجمت عن توثيق حالات من حالات العدوى البشرية بفيروس الإيبولا كانت من خلال تناول لحوم القرود المصابة بالابيولا سواء كانت حيّة أو ميّتة واول المصابون كانوا الطاقم الطبي الذي تعامل مع الحالات المكتشفة بالعدوى لدى تقديم العلاج لمرضى الإيبولا، وذلك من خلال مخالطتهم عن كثب دون توخي احتياطات مكافحة العدوى والإجراءات المناسبة للتمريض من وراء حاجز
فترة الحضانة: من يومين إلى 21 يوماً وهي مشابهة لاغلب الفيروسات المعروفة وبخاصة الانفلونزا وانفلونزا الطيور

ا لأعراض 
تتسم الإيبولا بظهور حمى وارتفاع في درجة الحرارة ووهن وتعب شديدين وآلام عضلية وصداع والتهاب في الحلق بشكل مفاجئ.قد يخطئ الطبيب في تشخيص الاصابة حيث تتشابه مع الانفلونزا العادية او الملاريا واكثر ما يميز الاصابه بالابيولا هو المضاعفات وما يتبعها من أعراض مرضية منها التقيّؤ وإلاسهال والطفح والاختلال في وظيفية الكليتين ووظيفة الكبد، وقد يحدث نزف داخلي وخارجي في بعض الحالات وهو ما ادى الى ان تحمل اسم الحمى النزفية. وتظهر النتائج المختبرية انخفاضاً في عدد الكريات البيضاء والصفيحات وارتفاعاً في نسبة أنزيمات الكبد. 

المعالجة واللقاح
• تتطلب الحالات الشديدة رعاية داعمة مكثّفة، إذ غالباً ما يعاني المصابون بها من الجفاف ويحتاجون إلى سوائل تُعطى لهم داخل الوريد أو إلى الإمهاء الفموي باستخدام محاليل تحتوي على الاملاح الضرورية 
• لا يوجد بعد أيّ علاج أو لقاح معيّن لمكافحة حمى الإيبولا النزفية. ويجري اختبار عدة لقاحات مرشحة، غير أنّ اختبارها قد يستغرق سنوات عدة قبل إتاحتها في الأسواق. وهناك معالجة دوائية أظهرت نتائج واعدة في المراحل المبكّرة من الدراسات المختبرية وهي تخضع الآن لمزيد من التقييم. 
• لم تظهر الدراسات التجريبية التي تناولت استخدام الأمصال المفرطة المناعة على الحيوانات أيّة حماية ضد المرض. 

السيطرة على المرض
• الحجر الصحي اذ ينبغي عزل الحالات المشتبه فيها عن المرضى الآخرين وتنفيذ تقنيات التمريض من وراء ساتر او حاجز تجنبا لانتقال العدوى الى الكادر الصحي  
• من الضروري اقتفاء أثر المخالطين ومتابعة أولئك الذين يُحتمل أن يكونوا قد تعرّضوا للإيبولا بمخالطة حالات أخرى عن كثب. 
• ينبغي تزويد جميع موظفي المستشفيات بالمعلومات اللازمة عن طبيعة المرض ومسارات انتقاله. وينبغي إيلاء اهتمام خاص لضمان القيام بالإجراءات الجائرة، مثل وضع اللوالب الوريدية ومناولة الدم والإفرازات والقثاطير وأجهزة المصّ، في ظروف التمريض من وراء حائل التي تتوخى الصرامة. وينبغي تزويد موظفي المستشفيات بمآزر وقفازات وأقنعة ونظارات واقية. ولا ينبغي إعادة استخدام المعدات الحمائية العديدة الاستعمال إلاّ بعد تطهيرها بالطرق المناسبة. 
• قد تنتشر العدوى أيضاً بالتعامل مع الألبسة أو الأفرشة الملوّثة التي استعملها المصابون بالإيبولا. وعليه لا بد من تطهير تلك المواد قبل مناولتها. 
• ينبغي للمجتمعات المحلية المتضرّرة من الإيبولا بذل ما يلزم من جهود لضمان تزويد السكان بالمعلومات الكافية عن طبيعة المرض نفسه وعن التدابير اللازمة لاحتواء الفاشيات، بما في ذلك طريقة دفن الموتى. فلا بد من دفن الأشخاص الذين توفوا بسبب الإيبولا على جناح السرعة وبطرق مأمونة. 
• يجب اعتبار موظفي المستشفيات الذي خالطوا المرضى عن كثب أو تعاملوا مع مواد ملوّثة دون توخي إجراءات التمريض من وراء حائل كمخالطين ومتابعتهم بناء على ذلك. 
الموئل الطبيعي لفيروس الابيولا
• لا يزال المكان الذي يستوطن فيه الفيروس الإيبولا مجهولاً  الى الان الا ان الدلائل تشير الى وقوعه في الغابات المطيرة في القارة الأفريقية وإقليم المحيط الهادئ.  
• العدوى البشرية في القارة الأفريقية بفيروس الإيبولا نتجت عن التعامل المباشر مع قردة الغوريلا والشامبانسي والنسانيس وظباء الغابة وحيوانات النيّص الموجودة في الغابات المطيرة. وتم، حتى الآن، 
• تم استنباط عدة نظريات لمحاولة شرح مصدر فاشيات الإيبولا. وتبيّن من المشاهدة المختبرية أنّ الخفافيش التي يتم تلقيحها في المختبر بفيروس الإيبولا تبقى على قيد الحياة، ممّا أدّى إلى إثارة جدل حول إمكانية إسهام تلك الثديات في استحكام الفيروس في الغابات المطيرة. 
 
 سلالة جديدة من فيروس الابيولا
تتجه فرق من العلماء من بلدان مختلفة إلى جنوب السودان بعد ظهور سلالة جديدة من فيروس الإيبولا القاتل هناك حيث تمكن مسؤولو منظمة الصحة العالمية من اقتفاء أثر مرض شبيه بالإيبولا في بلدة يامبيو بمنطقة غرب الاستوائية بجنوب السودان. 
وقد تأكدت خمس عشرة حالة من الإصابة بالفيروس الذي قد يؤدي للوفاة خلال الأسبوعين الماضيين، في الوقت الذي راح أربعة أشخاص ضحية المرض. 
ويبقي الأطباء على أكثر من مائة شخص تحت الملاحظة، بينما تم عزل أربعة أشخاص في مستشفى يامبيو، ومن المحتمل أن يزداد عدد المصابين. 
يذكر أن فيروس الإيبولا صعب التشخيص في مراحله المبكرة لأن بعض أعراضه، مثل الحمى وآلام المفاصل، تشبه الإصابة بالملاريا. 
غير أن الكثيرين ممن يصابون بالفيروس يتطور عندهم المرض إلى نزيف داخلي، وهو العرض الذي يميز الإيبولا، ودون المتابعة الطبية المناسبة تصير فرص المريض في الشفاء ضئيلة. 
وقد شكلت منظمات الإغاثة في المنطقة مجموعة للتعامل مع الأزمة في محاولة لوقف انتشار المرض. 
يذكر أن آخر انتشار كبير للمرض وقع في أوغندا قبل عامين وأودى بحياة المئات. 
ويأمل العلماء أن يؤدي التحرك السريع الآن إلى الحيلولة دون وقوع أزمة مماثلة في جنوب السودان. 

 لقاح للفيروس
قال علماء امريكيون انهم نجحوا في إنتاج لقاح ضد مرض الإيبولا تمكن من وقاية الفئران من الفيروس القاتل الذي أدى الى مقتل الآلاف في أفريقيا. وفي حال ثبوت  فاعلية اللقاح على الانسان، فإن العلم سيتمكن من احتواء انتشار الإيبولا. 
ويذكر ان فيروس الإيبولا هو احد اكثر الامراض القاتلة في العالم وينتشر بسهولة من انسان الى آخر ويقتل حوالي 90 في المائة من ضحاياه حيث يؤدي الى نزيف داخلي حاد. 
وكان إنتشار هذا المرض مؤخرا في جمهورية الكونغو قد أسفر حتى الآن عن مصرع 29 شخصا، فيما أدى تفشي المرض في نفس المنطقة عام 2001 إلى مصرع أكثر من 100 شخص. 
ويعمل هذا اللقاح من خلال التدخل في عملية تجلط الدم لاعطاء فسحة أكبر من الوقت امام المناعة الطبيعية للجسم كي تسترد قدرتها وتدمر فيروس إيبولا. 
وقال الباحثون إنه من بين 26 قردا أصيب بالفيروس تم اعطاء 9 هذا اللقاح، وقد نجا 6 منها من الموت وهي في حالة طيبة منذ تسعة أشهر

نحن وفيروس الابيولا
فيروس الابيولا يستوطن مناطق الغابات الممطرة حول نهر الكونغو وجنوب النيل حيث يفسر ظهور الإصابات الأولى والحيوان المشترك هو القرود على اختلاف انواعها كون الافارقة ياكلون لحومها حية او مطبوخة ومجال انتقال المرض ينحصر في انتقال بعض المصابين بالابيولا وحتى الحاملين للفيروس وهذا يتطلب جهدا من الجهات الصحية المسئولة عن الوبائيات وهي ترصد على مدار الاسبوع المناطق التي تحدث وتنتشر فيها الاوبئة وتعمل على اصدار ما يلزم من قرارات لمنع انتقال المرض الى داخل البلاد
وفي جميع الحالات الفيروس الابيولا لا يستوطن المناطق الجافة حيث كما ذكرنا انه يستوطن الغابات المطيرة في افريقيا وهي تلك المناطق القريبة من خط الاستواء حرارة عالية مع إمطار طوال العام كما ان القرود لا تؤكل في بلادنا مما يعني ان احتمالية وصوله عن طريق الطعام هو امر بعيد المنال وهذا على خلاف الفيروسات التي شاعت في الفترة الاخيرة مثل انفلونزا الطيور والسارس وحمى الوادي المتصدع وانفلونزا الخنازير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com