عمان- باتت الهدايا اليوم مع الظروف الاقتصادية الصعبة، تشكل عبئا اجتماعيا ثقيلا على الكثير من الأشخاص، الذين وجدوا أنها خرجت من معناها، بعد أن كانت تحمل معنى رمزيا للمحبة والتقدير، لتصبح اليوم كابوسا يثقل كاهل الأسر المادية.
ويقع البعض في حيرة من أمره وهو يختار الهدايا التي تليق بمحبيه، فيما تجد من يقع تحت الضغط من أجل تحقيق الواجبات المترتبة عليه، مثل ما يحصل مع الثلاثينية علا اسماعيل، التي تعيش في بلد خليجي، فهي بقدر ما كانت تشعر بالفرح عندما يقترب موعد الصيف للنزول إلى بلدها ورؤية أهلها، فقد بات الأمر يزعجها لأنها تنشغل بالتحضير لشراء الهدايا لكل فرد من أفراد العائلة وأزواجهم والأحفاد وغيرهم.
"إنه أمر مكلف لميزانية الأسرة، عدا عن الوزن الذي أحمله أثناء السفر، وفي كل مرة أسافر فيها أقرر أن هذه ستكون المرة الأخيرة التي سأحضر بها الهدايا، فعندنا في العائلة 32 حفيدا أقوم بجلب الهدايا لهم جميعهم، ولكن في النهاية أجد لزاما على أن أحضر الهدايا"، كما تقول.
وتعترف أنها وزوجها باتا يتضايقان من الهدايا، التي تشغلهما كثيرا لفترة تمتد إلى شهرين أو أكثر، ولما تُحدثه من أعباء مالية، فضلا عما يحدث بعد الهدية، حيث تجد أشخاصا لا تعجبهم هداياهم أو يعتبرونها غير لائقة، "فيكون الزعلان أكثر من الراضي" بحسب قولها.
وتقر العشرينية عبير علي، أن الهدايا باتت بالنسبة لها تشكل عبئا ثقيلا، رغم أنها تأتي من باب المحبة والمودة، مبينة أن طبيعة حياتها في الجامعة، مع كثرة صديقاتها تجعلها تتلقى دعوات كثيرة لحضور أعياد الميلاد ومن فتيات لا تكون لها تلك العلاقة الوطيدة بينهما، ما يجعلها تحتار ما بين تجاهل المناسبة تماما، معتبرة أن ذلك أمر غير لائق أو لا تذهب إلى عيد الميلاد.
وترى أن حفلات الميلاد أصبحت واجبا أكثر من كونها تدل على المحبة للشخص، الى جانب أن الهدية لم تعد بمفهومها الرمزي كما في السابق، بل باتت مكلفة، والا فلن ينظر لها بأنها هدية أصلا، "وهو ما يدفعني في أحيان كثيرة أن أبحث في أغراضي الخاصة، التي لم أستعملها من أجل إهداء إحدى الفتيات"، وفق قولها.
ويعتبر الشاب فهد عبدالله، أنه قام بأخذ خطوة مهمة سهلت عليه كثيرا من الأمور، التي كانت تشغله، حيث قرر عدم تقديم أي هدية لأصدقائه، وخاصة أنه شخص بطبيعته يعرف الكثير من الأصدقاء، ولا يمر عليه أسبوع دون أن تأتيه دعوة على مناسبة وبالذات أعياد الميلاد، التي تتطلب هدية لكل مناسبة، وهو الأمر الذي اعتبره "بطّل يوفّي" برأيه.
"أبلغت أصدقائي أنني لن أقوم بإهداء أي شخص، ولا أريد من أي شخص أن يهديني هدية، وهو الأمر الذي نال اعجاب الآخرين، معتبرين أنه بهذه الطريقة أراحهم من الكثير من الأعباء.
يرى الاختصاصي الاجتماعي د. حسين الخزاعي، أن الهدية باتت تشكل عبئا اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا على الشخص، كونها مكلفة ويجب الرد بنفس القيمة التي قدمت للشخص، وفي حال لم يرد سيعرّض نفسه للعتب من قبل الصديق.
ويقول "إن الإنسان لا يكون دائما في حالة جاهزية لسداد الهدية أو بنفس القيمة، فقد أصبحت اليوم مجرد واجب اجتماعي تلبى أثناء الفرح أو المباركة أو الترقية".
أما من الناحية الثقافية، فقد أصبحت الهدية أمرا واجبا ومفروضا على الشخص، وفق الخزاعي، معتبرا أنه في حال تم التخلص منها أو اختصارها بأمور رمزية أخرى، فهذا لن يؤثر على المجتمع، في وقت تبرز دعوات بضرورة الابتعاد عن التكلفة المادية وابراز التواضع والمحبة دون تكلف.
ويؤكد صاحب أحد المحلات (محمد) أن الهدايا باتت عبئا على الناس، فغالبية زبائنه من مرتادي المحل يأتون إليه طالبين منه هدايا مناسبة، وتبدو بأنها غالية الثمن كما لو أنه جلبها معه من خارج البلد، ولكن ضمن ميزانية معقولة غير مكلفة.
ويرى الاختصاصي النفسي د.أحمد الشيخ، أن الهدية تعبير من شخص لآخر بشكل رمزي عن محبته وتقديره، مبينا أن الاصل في الأمر أن تكون الهدية رمزية كونها تعبر عن ذلك بعمق بساطتها.
ولكن عندما أصبحت الهدية وخاصة في هذه الأيام تأخذ معاني وظيفية في الحياة، وفق الشيخ، لتشكل عبئا كونها باتت تعكس قيمة الشخص نفسه، مع أنه يجب أن ترتبط بالمشاعر والرغبة في التعبير عن تلك الأحاسيس الداخلية وطبيعة العلاقة بين شخص وآخر.
ويشير الشيخ إلى أنه بنفس الوقت فان الهدايا، التي تحمل قيمة مادية، قد تكون ضرورية، ولكن أن توضع في أطر وظروف معينة، لافتا الى ضرورة التوقف عن ربط قيمة الشخص الذاتية بالهدية التي يقدمها
ويقع البعض في حيرة من أمره وهو يختار الهدايا التي تليق بمحبيه، فيما تجد من يقع تحت الضغط من أجل تحقيق الواجبات المترتبة عليه، مثل ما يحصل مع الثلاثينية علا اسماعيل، التي تعيش في بلد خليجي، فهي بقدر ما كانت تشعر بالفرح عندما يقترب موعد الصيف للنزول إلى بلدها ورؤية أهلها، فقد بات الأمر يزعجها لأنها تنشغل بالتحضير لشراء الهدايا لكل فرد من أفراد العائلة وأزواجهم والأحفاد وغيرهم.
"إنه أمر مكلف لميزانية الأسرة، عدا عن الوزن الذي أحمله أثناء السفر، وفي كل مرة أسافر فيها أقرر أن هذه ستكون المرة الأخيرة التي سأحضر بها الهدايا، فعندنا في العائلة 32 حفيدا أقوم بجلب الهدايا لهم جميعهم، ولكن في النهاية أجد لزاما على أن أحضر الهدايا"، كما تقول.
وتعترف أنها وزوجها باتا يتضايقان من الهدايا، التي تشغلهما كثيرا لفترة تمتد إلى شهرين أو أكثر، ولما تُحدثه من أعباء مالية، فضلا عما يحدث بعد الهدية، حيث تجد أشخاصا لا تعجبهم هداياهم أو يعتبرونها غير لائقة، "فيكون الزعلان أكثر من الراضي" بحسب قولها.
وتقر العشرينية عبير علي، أن الهدايا باتت بالنسبة لها تشكل عبئا ثقيلا، رغم أنها تأتي من باب المحبة والمودة، مبينة أن طبيعة حياتها في الجامعة، مع كثرة صديقاتها تجعلها تتلقى دعوات كثيرة لحضور أعياد الميلاد ومن فتيات لا تكون لها تلك العلاقة الوطيدة بينهما، ما يجعلها تحتار ما بين تجاهل المناسبة تماما، معتبرة أن ذلك أمر غير لائق أو لا تذهب إلى عيد الميلاد.
وترى أن حفلات الميلاد أصبحت واجبا أكثر من كونها تدل على المحبة للشخص، الى جانب أن الهدية لم تعد بمفهومها الرمزي كما في السابق، بل باتت مكلفة، والا فلن ينظر لها بأنها هدية أصلا، "وهو ما يدفعني في أحيان كثيرة أن أبحث في أغراضي الخاصة، التي لم أستعملها من أجل إهداء إحدى الفتيات"، وفق قولها.
ويعتبر الشاب فهد عبدالله، أنه قام بأخذ خطوة مهمة سهلت عليه كثيرا من الأمور، التي كانت تشغله، حيث قرر عدم تقديم أي هدية لأصدقائه، وخاصة أنه شخص بطبيعته يعرف الكثير من الأصدقاء، ولا يمر عليه أسبوع دون أن تأتيه دعوة على مناسبة وبالذات أعياد الميلاد، التي تتطلب هدية لكل مناسبة، وهو الأمر الذي اعتبره "بطّل يوفّي" برأيه.
"أبلغت أصدقائي أنني لن أقوم بإهداء أي شخص، ولا أريد من أي شخص أن يهديني هدية، وهو الأمر الذي نال اعجاب الآخرين، معتبرين أنه بهذه الطريقة أراحهم من الكثير من الأعباء.
يرى الاختصاصي الاجتماعي د. حسين الخزاعي، أن الهدية باتت تشكل عبئا اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا على الشخص، كونها مكلفة ويجب الرد بنفس القيمة التي قدمت للشخص، وفي حال لم يرد سيعرّض نفسه للعتب من قبل الصديق.
ويقول "إن الإنسان لا يكون دائما في حالة جاهزية لسداد الهدية أو بنفس القيمة، فقد أصبحت اليوم مجرد واجب اجتماعي تلبى أثناء الفرح أو المباركة أو الترقية".
أما من الناحية الثقافية، فقد أصبحت الهدية أمرا واجبا ومفروضا على الشخص، وفق الخزاعي، معتبرا أنه في حال تم التخلص منها أو اختصارها بأمور رمزية أخرى، فهذا لن يؤثر على المجتمع، في وقت تبرز دعوات بضرورة الابتعاد عن التكلفة المادية وابراز التواضع والمحبة دون تكلف.
ويؤكد صاحب أحد المحلات (محمد) أن الهدايا باتت عبئا على الناس، فغالبية زبائنه من مرتادي المحل يأتون إليه طالبين منه هدايا مناسبة، وتبدو بأنها غالية الثمن كما لو أنه جلبها معه من خارج البلد، ولكن ضمن ميزانية معقولة غير مكلفة.
ويرى الاختصاصي النفسي د.أحمد الشيخ، أن الهدية تعبير من شخص لآخر بشكل رمزي عن محبته وتقديره، مبينا أن الاصل في الأمر أن تكون الهدية رمزية كونها تعبر عن ذلك بعمق بساطتها.
ولكن عندما أصبحت الهدية وخاصة في هذه الأيام تأخذ معاني وظيفية في الحياة، وفق الشيخ، لتشكل عبئا كونها باتت تعكس قيمة الشخص نفسه، مع أنه يجب أن ترتبط بالمشاعر والرغبة في التعبير عن تلك الأحاسيس الداخلية وطبيعة العلاقة بين شخص وآخر.
ويشير الشيخ إلى أنه بنفس الوقت فان الهدايا، التي تحمل قيمة مادية، قد تكون ضرورية، ولكن أن توضع في أطر وظروف معينة، لافتا الى ضرورة التوقف عن ربط قيمة الشخص الذاتية بالهدية التي يقدمها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق