الاثنين، 21 مايو 2012

كان شتاءً طويلاً.. أحببناه.. وننتظر سطوته



صورة

حسين دعسة - أحياناً تعجب بأي اختلاف، وتنتظر سطوته على حياتك، هذا ما برز في تشابك الفصول وإطلالتها الرائعة، فصلاً وراء آخر!!.
أما في الحياة، حياة الناس، وعلى الأرض والكون، فأن «الاطلالة» و»السطوة» و»الكينونة» ثلاثية صعبة على الإنسان وعلى ما في فكرة أو فلسفته أو اساليب معيشته.
في مهرجان زخارف حركية، استطاعت الفنانة التربوية دينا أبو حمدان، ان تخرج من شرنقتها الحريرية، الى واقع الناس، الامم والشعوب، رصدت، شاورت، كتبت، قالت كلمتها عن هذا العالم التي يتشابك في الهم والثورة في الزرع والشمس، في المطر والثلج، وفي انتظار الحلول.
كان شتاءً طويلاً، يحكي حكاية الإنسان الباحث عن الجمال والحرية، عن الفن والابداع.. وينام على أمل الخلاص، ويبقى على هذا الحال، منتظرا عودة الزمن الجميل، وفي ذات الوقت الخلاص من تبعياته على النفس وعلى الحياة وعلى افق التغيير والفن الحر الاصيل.
بدأت حركات العمل الراقص «كان شتاءً طويلاً» ساحرة، تتماهى فيها وثائق العصر الستيني من القرن الماضي، مع عودة إلى ثلاثينياته عندما كان عالمنا يحن الى: «ليالي الانس في فيينا» وتصدح اسمهان.. وتتمايل اجسام فرقة دينا أبو حمدان على هفوف وشذرات الوعي النابت حول الحالة التي عاشت الأمة العربية والإسلامية منذ بواكير الوعي والتنوير.
تقول ابو حمدان: في عصر يوم ما بعد الربيع العربي،
الفنانون المشاركون في هذا العمل كانوا
يتخيلون المستقبل، العديد من الأسئلة،
المخاوف والشكوك، ان هذا الربيع ليس
ربيعا بل سيكون شتاء طويلاً.
في هذه اللحظة بدأت فكرة هذا المشروع،
وذهب كل واحد في طريقه, يفكر، يراقب
ويحلل، ليحسم ويكون صورة للمستقبل،
ومن سخرية القدر، وجدنا انفسنا بالاتجاه
المعاكس، عام 1964 في ليالي الأنس
في فيينا، بعدها الانقلابات العسكرية،
أصوات الشعراء، طاقة مجالس الطلبة،
التحول غير المباشر، والقمع المتزايد تحت
قانون الطوارئ الذي اصبح جزءا من حياتنا
اليومية المعتادين عليها. سقوط بعد
سقوط بعد سقوط يذكرنا بنظرية القرد
المبلل.
حتى وصلنا الى انه كان شتاء طويلا.
كل منا تخيل هذه الثورة كأنها ثورته الخاصة.
مشابهة لثورة ابو عزيزي.
مسرحية الديكتاتور من تأليف اللبناني
عصام محفوظ تبدأ بثورة لشخصية
مشابهة. في هذا العمل، نلعب لعبة
عصام محفوظ الديكتاتورية. أحدهم حلم
في ثورة أيام الستينيات والآخر أطلق
شرارتها في 2010
 هذا ما تريده، وهذا ما جعلها تبدع في حركات العمل الراقص الى حد الجنون، وحد الممكن.
جنون الابداع، وتواصلها الروحي والحركي مع فريقها الراقص، وحد الممكن مع الفكر وعصر التنوير والايمان بقدرة الفعل الفني والموسيقي والثقافي على حمل رسائل الناس، الى الناس والى قوى التغيير والعمل والتنمية لهذا جاء العمل قويا، منافسا، ويستحق ان يمثل الفن والابداع الاردني الى كل المهرجانات والملتقيات العالمية .. فيه ما يقال بحق.
لم تكن وحيدة في شتائها، ولا في كيانها المبدع الذي صرخ وجعل من الممكن حدوثه فيها جماليات الوطن ورسائله القوية.. موطني.. موطن الشهداء .. صناع الحياة والامل.

كان شتاء طويلا

للمصممة دينا أبو حمدان | هولندا و الأردن
مسرح مركز الحسين الثقافي – راس العين جرى العرض يوم 13/ايار الجاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com