الأحد، 8 أبريل 2012

أنوثة تضيع بين حضور الذكور

صورة

سهير بشناق -  لا تستوقفها الا الالعاب المخصصة للذكور وعند شرائها  الملابس ترفض ارتداء ملابس البنات, فـ «روان-6- سنوات» طفلة وحيدة بين ثلاث اشقاء « ذكور « لم  تجد من يعزز ميولها كانثى, فمنذ ولادتها عوملت كالذكور واشركها اخوتها  بالعابهم الذكورية  التي عادة ما تختلف عن العاب الاناث فاعتادت مشاهدة البرامج التلفزيونية المخصصة للذكور بشكل خاص كالمصارعة وكرة القدم .
لم تشعر والدتها بمشكلة طفلتها الا عند التحاقها بالصف الاول ابتدائي ورفضها الانضمام الى زميلاتها بالصف او اللعب معهن واختيارها الطلاب الذكور بديلا  مما دفع بالعديد من زميلاتها الى تسميتها باسم ذكوري والسخرية منها خاصة وانها ترفض تلبية اي دعوة لحضور عيد ميلاد اية زميلة لها وتصر على مشاركة زملائها الذكور باعياد ميلادهم .
تقول والدتها بعد ان  شعرت بالذنب حيال سلوكيات طفلتها : لم نعاملها كانثى فروان الطفلة الاصغر باسرتنا وكنا قد اعتدنا على التعامل مع الاطفال الذكور بالرغم من سعادتنا الكبيرة بقدومها .
وتضيف : لم نشجعها على الاحساس بانوثتها في جوانب عديدة فعندما كنا نشتري العابا لاطفالنا كنا نشتري لها مثلهم وعندما نشتري ملابس جديدة كنا نشتري لها مثلهم كي لا تشعر بالفرق بينها وبينهم وكبرت وهي لم تشعر باي اختلاف وهو سلوك خاطىء منا بدانا نحصد الان نتائجه .
وتؤكد ام روان ان ما تقوم به روان الان من سلوكيات في مدرستها ومع زميلاتها هو رد فعل طبيعي وتقول «نتحمل  مسؤولية ما حدث  في تغيير سلوكياتها ونسعى لاعادتها الى مسارها الطبيعي كانثى من خلال الاشياء الصغيرة التي لم نلتفت اليها في الماضي .
وتضيف لقد بدات بالجلوس ساعات مع روان ومحاولة الحديث معها وافهامها بانها طفلة انثى وتختلف عن الذكور وان عليها ان يكون لها حياة خاصة بها سواء بنوعية الالعاب او ملابسها وخاصة مع اللعب بالمدرسة مع زميلاتها كونهم يشتركن بجوانب عديدة تميزهن عن الذكور .
وتشير ام روان ان الاسرة التي لها طفلة  واحدة « بين ذكور عليها مسؤوليات كبيرة قد تتجاهلها احيانا وتدرك سلبيات هذا التجاهل عندما تبدا الطفلة بالخروج من اجواء الاسرة والالتحاق بالمدرسة لتشعر بانها تختلف عن الاخريات ولا تميل الى مشاركتهن حياة البنات .
وترى الاخصائية التربوية يسرا العلمي ان الاسرة مسؤولة بالدرجة الاولى عن تربية اطفالها مع الاخذ بعين الاعتبار المؤثرات الخارجية في حياتنا اليوم والتي تشارك الاسرة بالتربية كالمدرسة والتلفاز والحاسوب والاصدقاء .
واضافت : ان وجود طفل ذكر بين اناث بالاسرة او وجود طفلة انثى بين ذكور بالاسرة يحتاج الى نوعية خاصة من التربية حيالهم تعزز وجودهم كونهم مختلفين بالجنس عن الاخرين .
وهذا الامر مرتبط بالام بشكل خاص كونها تقضي وقتا اطول مع اطفالها فالطفلة عليها ان تتعرف على خصوصيتها كانثى من خلال نوعية العابها وملابسها وهو جانب فطري قد يتاثر اذا لم يتم تعزيزها من قبل الوالدين .
وتؤكد على ان تشبيه الطفلة باشقائها ودمجها معهم عشوائيا ونسيان خصوصيتها يؤثر عليها سلبا فتفقد ميولها الانثوية تدريجييا ويترجم ذلك بالابتعاد عن الالعاب المخصصة للبنات والملابس التي تميز البنات وعدم الرغبة باللعب مع زميلاتها بالمدرسة ,مشيرة الى ان هذا السلوك اذا لم يتم تصويبه مبكرا سوف يمتد معها الى سنوات عديدة ويؤثر عليها سلبا ويسبب لها احراج كبير في حياتها الاجتماعية .
وتدعو العلمي الامهات والاباء الذين لا يحسنون معاملة اطفالهم من الاناث او الذكور الى اللجوء الى معلومات عن ذلك سواء من الاخصائيين او من خلال مصادر اخرى كالكتب العلمية مؤكدة على ان تربية الاطفال بالرغم من انها مسؤولية صعبة الا ان الاباء والامهات في اغلب الحالات ينجحون بذلك شريطة ان يدركون الاختلافات بين اطفالهم الذكور والاناث سواء كانت اختلافات جسدية او سلوكية ويعاملونهم بناءا على ذلك فمحاولة ارغام الاطفال الذكور على العيش كالاناث او العكس يعتبر سلوك ظالم من قبل الاسرة التي تتحمل تبعاته مستقبلا .
وتبقى روان بانتظار العودة الى طفولتها الانثوية التي اتخذت مسارا خاطئا ليس بسببها لكن بسبب تربية لم تعترف بخصوصيتها وتوجهها الى العيش بها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com