وليد سليمان - في كل سنة وعند حلول فصل الشتاء تبدأ اكوام حبات الكستناء الصلبة ذات اللون البني بالظهور على بسطات باعة الخضار والفاكهة.. وحتى على عربات الباعة المتجولين في بعض ارجاء مدينة عمان.
وعند ذكر اسم فاكهة «الكستناء» سوف يتبادر الى الذهن تلك الصور العائلية الحميمة التي يتم فيها لقاء وتجمع افراد الاسرة ليلا حول مدفأة الحطب او الكاز او غيرهما حيث تنتشر حبات الكستناء فوق تلك المدافئ من اجل شوائها ونضجها التدريجي والذي يعطي رائحة لذيذة تنتشر في ارجاء البيت وذلك قبل تلذذ افراد الاسرة جميعا بمذاقها الطيب الشهي اثناء اكلها.
وللكستناء عدة اسماء: شجرة الخير, ابو فروة, شاه بلوط, وفاكهة الشتاء.. وهي تزرع عادة في بعض مناطق القسم الشمالي من الكرة الارضية.. وبالذات في الصين وتركيا والمشهورة كثيرا بزراعة وانتاج البندقيات الاخرى عدا الكستناء. وهاتان الدولتان هما المصدر الرئيسي الذي تأتي منه الكستناء الى اسواق الاردن.
تاريخ الكستناء
ويقال ان شجر الكستناء قد عُرف قديما جدا في بلاد اليونان!! لكن البعض يؤكد ان موطنها الاصلي في تركيا وجنوب اوروبا.. وقد نقلها الرومان الى بريطانيا حيث نشروها في كل اوروبا.. وهناك من يؤكد ان موطن الكستناء الاصلي هو بلاد فارس «ايران»!!
وثمر الكستناء يقطف شتاء.. وكان قبل عدة قرون الغذاء الرئيسي لاكثر بلاد العالم القديم منذ ايام الاغريق والرومان حتى اكتشاف ثمار البطاطا التي احتلت المكانة التي كانت تحتلها الكستناء كغذاء هام ورئيسي.
شجرة الكستناء
وعن شجرة الكستناء فهي تنمو على ارتفاعات هائلة في منطقة البحر المتوسط.. ومن مميزاتها ايضا انها شجرة تتحدى الزمن وتعمر طويلا حيث ان بعضها ربما يعيش لالف عام!!
وتحمل اشجار الكستناء على اغصانها مجاميع الاغلفة الشوكية التي تتواجد بداخلها حبات الكستناء الملساء الناعمة.. وهذا الشجر يلزمه الجو المعتدل والرطوبة الملائمة لنموها المريح وهي حساسة لموضوع الصقيع.
اما عن اخشاب هذه الشجرة فهي مهمة لان جذوعها الطويلة وغير المتفرعة كثيرا تستخدم في صناعة الاثاث لانه قوي التحمل, وكذلك يصنع من اخشابها البراميل والاعمدة والاسيجة. وهذه الشجرة كذلك تعتبر مصدرا عاما لمادة التانين التي تستعمل في صناعة واعداد الجلود.
الفوائد الصحية
وثمار الكستناء غنية جدا بالبوتاسيوم والفسفور وكبريت المغنيسيوم والكلوريد والكالسيوم والحديد وبعض الفيتامينات والسكر والبروتينات والدهون.. لذا فانها تعتبر ذات قيمة غذائية عالية جدا وهامة لصحة الانسان.
وقديما ذكر العالم العربي الشهير ابن البيطار عن الكستناء انها تقوي المعدة وتنفع الغثيان, وانها تدر البول. وحديثا فان علماء التغذية يؤكدون ان الكستناء تُعتبر غذاء مكملا يوصف للاطفال هزيلي البنية, ويوصف ايضا خصيصا للمصابين بالتهاب الكلى لان فيه بوتاسيوم يساعد على طرد الفائض من الصوديوم الضار من الكليتين.
وعندما تكون جبات الكستناء مشوية وناضجة جيدا فانها تنفع آكلها كثيرا في محاربة الدهون والضعف العام, وتساعد ايضا في القوة الطبيعية والعقلية للانسان. وللكستناء كذلك خواص لمداواة دوالي الساقين والبواسير ومقاومة الروماتيزم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق