الثلاثاء، 16 أبريل 2013

أسباب الإصابة بالعمى المؤقت





عمان- يعرف العمى المؤقت بأنه الضعف الشديد المؤقت الذي يصيب النظر، والناتج عن أسباب مختلفة كوجود أمراض في الشرايين التي تغذي العين، أو ارتفاع مؤقت في ضغط العين، ويترافق العمى المؤقت مع الصداع النصفي وحالات أمراض القلب والشرايين.
ان ضيق أو تصلب شرايين الرقبة والجلطات الدموية الناتجة عنه يؤدي الى التأثير على تدفق الدم الى العين مما يسبب العمى المؤقت أو المستمر، فإذا تكونت جلطة في أي مكان داخل الشريان الذي يعمل على تغذية العين، ومرت هذه الجلطة في الشريان بسرعة، فسينتج عنها عمى مؤقت، وإذا ثبتت الجلطة فإنها ستسبب ضعف نظر ثابتا، وهذه الحالات عادة ما تظهر عند كبار السن من 50 سنة فما فوق وأحيانا عند صغار السن، ويشعر الإنسان في هذه الحالات بعتمة في النظر لمدة ثوان أو دقائق بلا ألم ويعود بعدها النظر لطبيعته.
والإصابة المتكررة لضعف النظر المؤقت عند كبار السن قد تكون أول الأعراض لضيق الشرايين، وهذا يستدعي الفحص الكامل والعلاج والتدخل الجراحي في بعض الأحيان خوفا من حدوث جلطة في المخ في المستقبل، كما يمكن ان تسبب أمراض صمامات القلب بعض الجلطات المؤدية الى عمى مؤقت أو مستمر، وهذا النوع يصيب الكبار وصغار السن أيضا.
وأمراض القلب التي يصاحبها عدم انتظام دقات القلب تؤدي الى تأرجح ضخ الدم للعين مما يسبب عتمة في الرؤية تزول مع زوال السبب، وضيق شريان العين الأساسي أيضا يسبب عتمة مؤقتة في النظر لاسيما عندما ينهض الإنسان بعد الجلوس.
وهناك أنواع من الالتهابات في الشرايين مثل؛ مرض jiant cellarteritis والذي يأتي عادة لكبار السن ويصاحبه ضعف في الجسم وارتفاع درجة الحرارة وآلام في الشريان وألم عند مضغ الطعام، وهذا المرض يؤثر على الشريان الذي يغذي عصب العين إذا لم يعالج مبكرا، فقد يؤدي الى عمى مستمر في إحدى العينين ينتقل الى العين الأخرى، وهو يعالج عادة بمادة الكورتيزون.
هناك أمراض تعمل على تخثر الدم مثل؛ بعض أنواع سرطانات الدم وكذلك نسبة البروتينات في الدم، ما يعوق تدفق الدم الى العين ويؤدي ذلك الى عمى دائم أو مؤقت، كما قد تؤدي الأنيميا أيضا إلى ضغف النظر المؤقت لاسيما عند قيام المريض ببعض المهام كأن يقوم فجأة فيشعر بعتمة وعدم تركيز في الرؤية.
ومرض الصداع النصفي يصاحبه أحيانا عمى مؤقت وهو مرض شائع جدا ويعمل على انقباض الشرايين التي تغذي العين.
وهناك أمراض تحدث للعين تؤدي لضعف النظر المؤقت مثل؛ ارتفاع ضغط العين المفاجئ حيث يعاني البعض من ضيق في زاوية الحجرة الأمامية للعين مما يؤدي الى حجز الماء وارتفاع ضغط العين وبالتالي تعرض المريض الى عتمة مفاجئة في النظر وآلام شديدة في العين والمنطقة المجاورة لها وغثيان وقيء أحيانا، وتتطلب هذه الحالة العلاج الفوري لتخفيف ضغط العين والعمل على عدم تكرار انسداد الزاوية؛ لأن الارتفاع المفاجئ للضغط يسبب العمى المؤقت أما الارتفاع المزمن أو المتكرر فيسبب العمى الدائم.
كما يؤدي استعمال بعض القطرات من دون الاستشارة الطبية الى انسداد مؤقت في زواية الحدقة ومن ثم ارتفاع ضغط العين ويؤدي هذا الارتفاع المفاجئ الى عمى مؤقت، أما الارتفاع المزمن فيسبب العمى الدائم بعد أيام قليلة من الإصابة.
ويلعب العامل النفسي أحيانا دورا في الإصابة بالعمى المؤقت؛ كالشعور بالغضب أو الانفعال مما يسبب الارتفاع المفاجئ في ضغط العين وبالتالي العمى المؤقت.
وتؤثر الالتهابات التي تحدث في عصب العين الى تدهور شديد في مستوى النظر وقد يعود النظر بالعلاج أو من دونه ولكن ليس بالصورة الطبيعية السابقة، ويعتمد العلاج على مادة الكورتيزون. والشخص الذي أصيب في عصب العين سابقا قد يعاني من ضعف نظر متكرر عند تعرضه لارتفاع في درجة الحرارة سواء عند الاستحمام أو عند القيام بالرياضة البدنية أو عند تغيير الطقس، ويعود النظر طبيعيا عند زوال السبب في كل مرة، وقد تستمر الحالة لسنين عديدة بدون ان يكون لها مفعول عكسي على حدة الإبصار على المدى الطويل.
ومن الأسباب الأخرى لضعف النظر العابر بعض أنواع الأورام التي تتكون بالقرب من عصب العين والتي تؤدي الى تدهور مؤقت في النظر وإذا استمر هذا الضغط لفترة طويلة، فقد يؤدي الى عمى دائم، ويمكن معالجة هذه الحالات بالأدوية أو بالأشعة أو التدخل الجراحي لإزالة الضغط عن عصب العين.
وتؤدي بعض الكدمات والضربات في العين الى تدهور في النظر ناتج عن نزيف في العين وقد يستمر هذا النزيف لفترة طويلة، ويمكن بعد زوال النزيف ان يعود البصر سليما إذا لم تصب الضربة بعض الأجزاء الحساسة للعين كعصب البصر أو الشبكية.

الدكتور إياد عبد العزيز الرياحي
استشاري طب وجراحة العيون/ المدير الطبي لمركز العيون الدولي
www.eiadeyeclinic.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com