الأحد، 10 مارس 2013

الدوار: الأنواع والأسباب




ميونيخ- تُعد نوبات الدوار من أكثر المتاعب الشائعة التي يذهب بسببها المرضى إلى الأطباء. ونظراً لأن هذه النوبات تتسبب في التعرض للسقوط، ما قد يؤدي إلى الإصابة بالكسور، لاسيما بالنسبة لكبار السن، لذا لابد من استشارة طبيب مختص على الفور بمجرد حدوثها، خاصةً إذا اقترنت بالإصابة باضطرابات لغوية واضحة أو باضطرابات في البلع أو في الرؤية أو بالإصابة بالشلل، حيث يُمكن أن يُشير ذلك إلى الإصابة بالسكتة الدماغية.
ويقول البروفيسور كلاوس يان، المتحدث باسم المركز الألماني لعلاج نوبات الدوار واضطرابات التوازن بمدينة ميونيخ:"ترجع الإصابة بنوبات الدوار إلى وجود خلل بحاسة التوازن في الجسم، التي تلعب دوراً رئيسياً عند المشي أو الوقوف".
وكي يتعرف المريض على كيفية التعامل مع الإصابة بنوبات الدوار، أوصى الطبيب الألماني بقوله:"يجب إطلاع الطبيب بشكل مفصل على مدة الإصابة بالدوار ونوعها وكيفية حدوثها وكذلك على المواقف، التي تطرأ خلالها؛ حيث غالباً ما يُمكن للطبيب الاستدلال من هذه المعلومات على سبب الإصابة بنوبات الدوار، مع العلم بأن جزءا كبيراً منها يحدث كأثر جانبي لتناول الأدوية".
حاسة التوازن
ويلتقط البروفيسور هاينتس هارلد أبهولتس، مدير معهد الطب العام التابع لمستشفى دوسلدورف الجامعي، طرف الحديث ويقول:"إن الكثير من أعضاء الجسم تُسهم في دعم حاسة التوازن"، موضحاً:"يحتاج الإنسان للعينين والأذن الداخلية وأعضاء التوازن الموجودة بداخلها، كي يُحافظ على توازنه، مع العلم بأنه لابد أن تتم عملية معالجة المثيرات العصبية في المخ والحبل الشوكي بشكل سليم أيضاً". وأضاف أبهولتس :"يكفي أن تكون هناك مشكلة ولو بسيطة في جهاز أو أكثر من هذه الأجهزة، كي يصاب الإنسان بالدوار".
وأشار الطبيب الألماني يان إلى أن ما يُسمى "بالدوار الموضعي الحميد" يُعد أكثر أنواع الدوار شيوعاً، موضحاً أعراضه بقوله: "يشعر المريض بالدوار في فراشه منذ لحظة استيقاظه من النوم في الصباح، ويسقط خلال ذلك في نوبة دوار قوية مصحوبة بغثيان، لكنها تتلاشى من تلقاء نفسها بعد 30 ثانية".
وأردف يان أنه ربما يُعزى السبب في ذلك إلى وجود بلورات صغيرة في الأذن، وصلت إلى القنوات المؤدية إلى الأذن الداخلية على سبيل الخطأ، ما تسبب في تهيج الخلايا الحسية هناك؛ ومن ثمّ حدثت الإصابة بالدوار.
وأشار فرانك فالدفارير، اختصاصي علاج الدوار بعيادة أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى إرلانغن الجامعي، إلى أن نوبات الدوار المتكررة المصحوبة بغثيان وقيء ربما ترجع إلى الإصابة بما يُسمى بـ(مرض مينيير)، وهو أحد الأمراض التي تُصيب الأذن الداخلية نتيجة زيادة السوائل بها وزيادة الضغط، وتتسبب عادةً في تراجع القدرة على السمع لدى المريض وسماعه لأصوات مدوية في أذنه. وأوضح فالدفارير أن المتاعب المصاحبة لهذا المرض تستمر لمدة تتراوح بين 20 دقيقة إلى يوم كامل، ويُصاب المرضى بها بشكل مفاجئ، لافتاً إلى أنه لم يتم اكتشاف أسباب الإصابة بها حتى الآن. ولكن يُطمئن فالدفارير أنه توجد نوعيات معينة من الأدوية تُتيح للمرضى إمكانية الوقاية من النوبات الناتجة عن هذا المرض.
أما إذا حدثت الإصابة بنوبة دوار مصحوبة بشعور شديد بالغثيان بشكل مفاجئ للغاية بدون حدوث أي متاعب أخرى، فيحذر فالدفارير حينئذٍ :"يُمكن أن يرجع السبب في ذلك إلى وجود اضطراب في عضو التوازن بالأذن، وقد يُعزى سبب ذلك إلى الإصابة بعدوى فيروسية أو إلى اضطراب في سريان الدم بالجسم".
أما إذا تحقق طبيب الأنف والأذن والحنجرة من أن أسباب الإصابة بنوبات الدوار لا تعزى إلى وجود أي مرض في الأذن، فأوصى فالدفارير حينئذٍ بضرورة استشارة طبيب أعصاب مختص؛ حيث يُمكن لهذا الطبيب من خلال إجراء أشعة للمريض التعرف على ما إذا كانت هذه النوبات تُعزى إلى الإصابة بسكتة دماغية مثلاً أو إلى وجود أورام أو التهابات بالمخ.
العامل النفسي
ويلتقط الطبيب الألماني يان طرف الحديث موضحاً أن 15 إلى 20 % من حالات الإصابة بالدوار لا تُعزى إلى أسباب عضوية على الإطلاق؛ وإنما ترجع إلى الإصابة بدوار الرهبة المعروف باسم (Phobic Postural Vertigo) والذي يرجع إلى أسباب نفسية.
وأردف يان:"يشكو الكثير من الأشخاص المصابين بهذا النوع من الدوار من الإصابة بنوبات دوار متكررة على الدوام في المتجر مثلاً أو عند قيادة السيارة أو في التجمعات الحاشدة بالناس، كما أنهم يشكون من شعور بتشوش ذهني"، لافتاً إلى أن معدل الإصابة بهذا الشكل من الدوار يزداد بشكل خاص لدى الشباب.
ونظراً لأن الإصابة بهذه النوعية من الدوار ترجع غالباً إلى شعور الإنسان بالخوف أو تعرضه لضغط ما، ينصح يان:"من المهم أن يتم انتزاع الشعور بالخوف من داخل المريض أولاً، لذا غالباً ما يلجأ الكثير من الأطباء إلى إخضاع المريض للعلاج السلوكي ويضطرون في حالات معيّنة لوصف مضادات اكتئاب له". - (د ب أ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com