تفسير الأحلام

كانت الأحلام تشغل الناس في العصور القديمة، وما زالت إلى اليوم تشكل أحد الموضوعات المجهولة التي يسعى الجميع إلى فهمها، والتفسير القديم كان يرى الأحلام بمثابة الرسائل التي تتعلق بالمستقبل، ولذلك كان الناس يحبون معرفة معاني أحلامهم ليعرفوا ماذا تحمله الأيام لهم، ودارت العديد من القصص حول الأحلام، واتخذت العديد من القرارات المهمة في العصور القديمة لأن الأحلام كانت تخبر الملوك والسلاطين ببعض الأمور، ولذلك كان التأليف في موضوع تفسير الأحلام حاجة في ذلك الوقت، وكان من المداخل التي اشتهرت هي تفسير الأحلام بناء على مفرداتها ومعانيها، وفي ذلك اشتهر كتاب تفسير الأحلام الذي ينسب لابن سيرين، وتدور شكوك كبيرة حول صحة نسبته إلى العلامة والفقيه محمد بن سيرين، حيث لم يذكر المؤرخون هذا الكتاب بين مؤلفاته، ويبدو أن مؤلفه جمعه ونسبه لابن سيرين ليعطيه رواجا بين الناس. 
ابن سيرين من طبقة التابعين ورجل عرف بالزهد والورع، وكان يحتاط في الفتوى كثيرا، وهو الأمر الذي ينفي أن يكتب في تفسير الأحلام الذي ليس موضوعا مهما بالنسبة لابن سيرين وغيره من الفقهاء الذي يتوكلون على الله حق توكله، كما أن أسلوب الكتاب يأتي في بساطة وربما خفة لا تليق بعالم جليل مثل ابن سيرين، وعلى الرغم من ذلك اشتهر الكتاب شهرة واسعة حتى أنه اليوم من أكثر الكتب التي يقتنيها كثيرون ويحرصون على قراءتها والرجوع إليها.