عمان- يتعرض 10 إلى 20 % من سكان العالم لآفة ما من الآفات المدمرة التي تصيب الأنسجة المحيطة بالسن، بينما يتعرض 40 % آخرون لآفات التهابية اقل خطورة في المناطق ذاتها نتيجة لترسب اللويحات (البلاك) على الأسنان. كما تعاني نسبة من البالغين تصل إلى 95 % في العالم من نوع من أمراض اللثة في مرحلة ما من حياتهم.
المشكلة الرئيسية في هذه الآفات هي أنها غالبا ما تكون غير مصحوبة بأي أعراض، وبالتالي يصعب إقناع المريض باتباع علاج أو اتخاذ إجراءات وقائية.
ومعجون الأسنان الجيد يعمل على الوقاية من أمراض اللثة، كما يعمل على تخفيف حدة نزيف اللثة في حال الإصابة به، كما يساعد في تقليل اللويحات (البلاك) وتحييد الأحماض المتواجدة في الفم، ومكافحة نخر الأسنان (التسوس) والسيطرة على الجراثيم الموجودة فيه، إذا ما تم استعماله كجزء من برنامج متكامل للعناية بصحة الفم.
أمراض الأنسجة المحيطة بالسن
عبارة "أمراض الأنسجة المحيطة بالسن"، تستعمل لوصف مجموعة من الاضطرابات الالتهابية ذات الصلة فيما بينها، والتي تؤدي إلى فقدان الأسنان، والمرضان الرئيسيان الداخلان في هذه المجموعة هما: التهاب اللثة والتهاب الأنسجة المحيطة بالسن (بيريودونتيتس). يعتبر الكثيرون هذين المرضين مرحلتين من مرض واحد، ولكن هذا غير صحيح لأن كافة المصابين بالتهاب اللثة لايتعرضون للبيريودونتيتس،
كما أن الإصابة بالتهاب اللثة لا تسبق بالضرورة الإصابة بالبيريودونتيتس.
الأعراض الطبية لأمراض الأنسجة المحيطة بالسن
أولا: التهاب اللثة المزمن: يتصف التهاب اللثة بالتهاب سطحي للنسيج اللثوي ناتج عن سوء العناية بصحة الفم وتجمع اللويحات (البلاك)، تتراوح حدة الالتهاب بين تغيير طفيف في ملمس ولون اللثة واحمرار شديد مع نزيف تلقائي، هذا المرض يختلف اختلافا شديدا بين شخص وآخر وحتى لدى نفس الشخص بين مكان وآخر من الفم.
التهاب اللثة، هو أحد أمراض الأنسجة المحيطة بالسن والذي ثبت بشكل قطعي أنه ناتج عن سوء العناية بصحة الفم، فكلما قلت العناية بصحة الفم ازدادت درجة تجمع اللويحات (البلاك)، وبالتالي تصبح احتمالات الإصابة بالتهاب اللثة أكثر رجوحا.
أسباب التهاب اللثة المزمن: التهاب اللثة المزمن يبدأ ويستمر نتيجة لوجود ترسبات لويحية (البلاك) ناضجة حول السن، وتبعا لذلك فهو مرتبط ارتباطا مباشرا بعدم عناية المريض بصحة الفم، غير أنه يوجد عدد من العوامل الثانوية التي تساعد على تجمع اللويحات (البلاك) وتمنع إزالتها، تشتمل هذه العوامل على تصليحات خاطئة بالأسنان ووجود فجوات وأسنان تعويضية جزئية سيئة التصميم، بالإضافة إلى الأدوات المستخدمة لتقويم الأسنان وعدم استقامة الأسنان والتنفس عن طريق الفم والمواد المعدنية في الجسم والإجهاد.
بما أن اللويحات (البلاك) تتجمع إلى حد أكبر في الأماكن المحمية من التنظيف الموجودة ما بين الأسنان، فإن التهاب اللثة يبدأ هنا ومن ثم يمتد حول عنق السن، الأذيات الأولى تظهر بعد يومين إلى أربعة أيام من تجمع اللويحة (البلاك) يتبعها التهاب لثة مبكر بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
في بداية الأمر تنز الأوعية الدموية الصغيرة في اللثة وتزداد هجرة الخلايا الالتهابية والسائل إلى الأنسجة المحيطة، وإذا لم يعاود المرء العناية بصحة الفم بشكل جيد، تظهر أعراض الالتهاب فتنتفخ الحليمات بين الأسنان وتنزف لدى السبر.
بما أن النسيج الليفي يخرب في مكان الالتهاب النشيط كردة فعل، يتكاثر النسيج الليفي حول هذا المكان وتتشكل أوعية دموية جديدة، التخريب والإصلاح يسيران سوية مما يؤدي إلى تغيير في لون وشكل اللثة. إذا كان الالتهاب أكثر شدة تصبح الأنسجة حمراء اللون وطرية وتنزف بسهولة. إذا كان إنتاج النسيج الليفي الجديد يسيطر على التخريب فتبقى اللثة قاسية وبلون زهري ولكنها منخفضة ويكون النزيف إما طفيفا أو منعدما.
الأعراض الطبية لالتهاب اللثة:
1 - التبدل في مظهر اللثة: تظهر درجات متفاوتة من الاحمرار في اللثة لدى الإصابة بالتهاب اللثة، والنقاط الموجودة على اللثة قد تختفي أيضا ما يجعل اللثة ذات مظهر أملس، وفي كثير من الأحيان تفقد اللثة قساوتها وتصبح طرية وإسفنجية.
حافة اللثة التي عادة ما تكون دقيقة المظهر مثل حد السكين، وكذلك الحليمات بين الأسنان تصبح مستديرة وغير دقيقة مع وجود درجة من انتفاخ اللثة، وإذا كان الانتفاخ شديدا قد تحدث جيوب بين اللثة والسن. بما أن هذه الجيوب تكون مقتصرة على اللثة ولا يوجد تخريب للرباط المحيط بالسن فإنها عادة تسمى "جيوبا مزيفة".
2 - نزيف اللثة: ويعتبر أكثر الأعراض شيوعا إلا أن كثيرا من المصابين به يعدونه ظاهرة طبيعية نتيجة لعدم درايتهم الكافية يحدث نزيف اللثة في أكثر الأحيان لدى تنظيف الأسنان بالفرشاة، وقد تحدث أيضا نتيجة تناول أطعمة قاسية كالتفاح، كما يحدث عند فحص فجوة اللثة بواسطة المسبر، وقد يحدث النزيف تلقائيا عندما تصبح اللثة طرية جدا واسفنجية.
3 - عدم الراحة والألم: الألم ليس من الأعراض الشائعة في التهاب اللثة غير أن المريض قد يشعر به في بعض الأحيان عندما ينظف أسنانه بواسطة الفرشاة، ونتيجة لهذا الألم (إذا حدث) قد يعمد المريض إلى تنظيف أسنانه بشكل أقل شدة أو على فترات أقل، مما يسمح للويحات (البلاك) بالتشكل ويزداد المرض تفاقما.
4 - البخر (النفس الكريه): البخر من الأعراض الشائعة في التهاب اللثة وقد يرافقه طعم كريه في الفم، والرائحة ناجمة عن سوء العناية بصحة الفم وعن نزف اللثة.
ثانيا: التهاب الأنسجة المحيطة بالسن(بيريودونتيتس) المزمن: في التهاب اللثة يقتصر الالتهاب على النسيج اللثوي السطحي. خلافا لذلك، ففي التهاب الانسجة المحيطيه بالسن(بيريودونتيتس) تتأثر جميع هذه الأنسجة خاصة الرباط (الوتد)، على الرغم من أن التهاب الأنسجة المحيطة بالسن قد يصحب بدرجات مختلفة التهاب اللثة، إلا أن كل إصابة بالتهاب اللثة ليس من الضروري أن تتحول إلى إصابة بالتهاب الأنسجة المحيطة بالسن، والتخريب الناتج عن التهاب الأنسجة المحيطة بالسن لدى البالغين يرجع إلى إهمال العناية بصحة الفم في السنوات السابقة، وليس إلى إهمال هذه العناية في الوقت الحاضر.
في الماضي ساد الاعتقاد بأن التهاب الأنسجة المحيطة بالسن (بيريودونتيتس) يتطور ببطء وتدرجا ويؤدي بالنتيجة لفقدان السن، أما الآن فيعتقد أن هذا المرض يحدث على شكل اندفاعات وكل اندفاع يؤدي إلى تخريب أماكن معينة يتبعه فترات من الهدوء.
أسباب التهاب الأنسجة المحيطة بالسن (بيريودونتيتس)
المراحل الأولى لالتهاب الأنسجة المحيطة بالسن مماثلة لالتهاب اللثة ولكن مع تغير في أنواع الجراثيم المتواجدة، البشرة عند الوصلة بين اللثة والسن تهجر إلى الأسفل وتنفصل عن السن مما يحدث فجوة (جيب) حول السن، ولدى حدوث هذه الفجوة تتصل اللويحة الجرثومية (البلاك) اتصالا بالملاط وتصاب الأنسجة الضامة.
يتسع الالتهاب تدريجيا بحيث يشمل العظم السنخي الذي يبدأ بالاضمحلال، وعندما يصل تخريب العظم السنخي إلى درجة متقدمة، يفقد السن مسنده ويبدأ بالتخلل أو يهجر مكانه الأصلي وفي النهاية ينقلع السن تلقائيا.
الأعراض الطبية لالتهاب الأنسجة المحيطة بالسن
أعراض التهاب الأنسجة المحيطة بالسن (بيريودونتيتس) مختلفة ومتعددة، إن عارضين اثنين فحسب (هما تشكل الفجوة الجيب وامتصاص العظم السنخي) يشيران بشكل أكيد إلى وجود التهاب الأنسجة المحيطة بالسن (بيريودونتيتس) المزمن.
1 - التهاب ونزيف اللثة: يحدث التهاب اللثة عادة في بداية الإصابة بالتهاب الأنسجة المحيطة بالسن، غير أنه عندما تتفاقم هذه الإصابة تصبح أعراض اللثة أقل ظهورا، وقد يحدث النزيف في اللثة كما هي الحال لدى المصابين بالتهاب فيها.
2 - تشكل الفجوة: عندما يمتد التهاب اللثة إلى طبقات أكثر عمقا يؤدي ذلك إلى تخريب ألياف النسيج الضام في الرباط المحيط بالسن، وإلى التهاب حافة اللثة نحو الأسفل باتجاه ملاط جذر السن، عندما يحدث ذلك تتشكل فجوة (جيب) حول السن هذه الجيب تسمى: إما جيبا فوق العظم (عندما تحدث فوق قمة العظم السنخي) أو جيبا تحت العظم (عندما تشمل جزءا من العظم السنخي).
3 - تراجع اللثة: على الرغم من أن تراجع اللثة وظهور جذر السن قد يحدث أثناء الإصابة بالتهاب الأنسجة المحيطة بالسن (بيريودونتيتس) فإن هذا العارض ليس من الأعراض الدائمة الحدوث.
4 - امتصاص العظم السنخي: بما أن الالتهاب يشمل العظم السنخي يحدث امتصاص (فقدان) لهذا العظم، ويكون هذا الامتصاص إما: موزعا بالتساوي على جميع أنحاء الفم، أو متركزا في منطقة أو مناطق معينة يضمحل فيها العظم السنخي بسرعة.
5 - تحرك السن وهجرته: يتخلخل السن ويهجر مكانه بعد تلف الأنسجة المساندة له، وعندما يتحرك السن فإن الإجهادات التي يتعرض لها تغير اتجاهها مما يؤدي للمزيد من التلف والهجرة.
6 - الألم وعدم الراحة: الألم ليس من الأعراض المصاحبة لالتهاب الأنسجة المحيطة بالسن (بيريودونتيتس) ما لم يتشكل خراج في الجيب حوال السن، كما أن تراجع اللثة بشكل يظهر السن قد يؤدي إلى زيادة حساسية السن تجاه السخونة والبرودة.
7 - البخر (النفس الكريه) والطعم غير المستساغ: قد يظهر البخر نتيجة إفراز القيح الناجم عن الالتهاب الحاد.
العلاج
يرتكز العلاج الأساسي لالتهاب اللثة والتهاب الأنسجة المحيطة بالسن على ثلاثة إجراءات رئيسية يجب تنفيذها بنفس الوقت:
1 - توجيه تعليمات حول العناية الجيدة لصحة الفم.
2 - إزالة اللويحات (البلاك) والتحجرات بواسطة التقشير والكشط.
3 - تصحيح أي عوامل ثانوية تساعد على بقاء اللويحات (البلاك).
يعتمد كل إجراء على الاثنين الآخرين بشكل وثيق؛ إذ إن إزالة اللويحات والتحجرات مثلا لا تعطي فائدة ما لم يطبق المريض في منزله برنامجا متكاملا بالعناية بصحة الفم، وما لم يتم تصحيح أي خلل موجود في الأسنان الصناعية، إذ إن هذا الخلل يساعد على ترسب اللويحات من جديد.
بعد تصحيح هذه الظروف القائمة يصبح الهدف الذي يسعى إليه طبيب الأسنان والمريض على السواء هو المحافظة على محيط صحي داخل الفم.
إن جعل المريض يشعر بأهمية هذا الأمر ليس بالشيء السهل، خاصة أن أعراض الالتهاب اللثة والتهاب الأنسجة المحيطة بالسن (بيريودونتيتس) تكون شبه معدومة أو خفيفة وغير مزعجة، ومن بين الحجج التي قد يتفهمها المريض، التركيز على أهمية المحافظة على الأسنان الطبيعية طوال عمر الإنسان، وعلى أن العناية بصحة الفم هي من الظواهر الأساسية لنظافة الشخص وجزء من حسن مظهره.
الدكتور معين حداد
رئيس اللجنة التثقيفية الإعلامية
نقابة أطباء الأسنان الأردنية
hakeemwaleed@yahoo.com
المشكلة الرئيسية في هذه الآفات هي أنها غالبا ما تكون غير مصحوبة بأي أعراض، وبالتالي يصعب إقناع المريض باتباع علاج أو اتخاذ إجراءات وقائية.
ومعجون الأسنان الجيد يعمل على الوقاية من أمراض اللثة، كما يعمل على تخفيف حدة نزيف اللثة في حال الإصابة به، كما يساعد في تقليل اللويحات (البلاك) وتحييد الأحماض المتواجدة في الفم، ومكافحة نخر الأسنان (التسوس) والسيطرة على الجراثيم الموجودة فيه، إذا ما تم استعماله كجزء من برنامج متكامل للعناية بصحة الفم.
أمراض الأنسجة المحيطة بالسن
عبارة "أمراض الأنسجة المحيطة بالسن"، تستعمل لوصف مجموعة من الاضطرابات الالتهابية ذات الصلة فيما بينها، والتي تؤدي إلى فقدان الأسنان، والمرضان الرئيسيان الداخلان في هذه المجموعة هما: التهاب اللثة والتهاب الأنسجة المحيطة بالسن (بيريودونتيتس). يعتبر الكثيرون هذين المرضين مرحلتين من مرض واحد، ولكن هذا غير صحيح لأن كافة المصابين بالتهاب اللثة لايتعرضون للبيريودونتيتس،
كما أن الإصابة بالتهاب اللثة لا تسبق بالضرورة الإصابة بالبيريودونتيتس.
الأعراض الطبية لأمراض الأنسجة المحيطة بالسن
أولا: التهاب اللثة المزمن: يتصف التهاب اللثة بالتهاب سطحي للنسيج اللثوي ناتج عن سوء العناية بصحة الفم وتجمع اللويحات (البلاك)، تتراوح حدة الالتهاب بين تغيير طفيف في ملمس ولون اللثة واحمرار شديد مع نزيف تلقائي، هذا المرض يختلف اختلافا شديدا بين شخص وآخر وحتى لدى نفس الشخص بين مكان وآخر من الفم.
التهاب اللثة، هو أحد أمراض الأنسجة المحيطة بالسن والذي ثبت بشكل قطعي أنه ناتج عن سوء العناية بصحة الفم، فكلما قلت العناية بصحة الفم ازدادت درجة تجمع اللويحات (البلاك)، وبالتالي تصبح احتمالات الإصابة بالتهاب اللثة أكثر رجوحا.
أسباب التهاب اللثة المزمن: التهاب اللثة المزمن يبدأ ويستمر نتيجة لوجود ترسبات لويحية (البلاك) ناضجة حول السن، وتبعا لذلك فهو مرتبط ارتباطا مباشرا بعدم عناية المريض بصحة الفم، غير أنه يوجد عدد من العوامل الثانوية التي تساعد على تجمع اللويحات (البلاك) وتمنع إزالتها، تشتمل هذه العوامل على تصليحات خاطئة بالأسنان ووجود فجوات وأسنان تعويضية جزئية سيئة التصميم، بالإضافة إلى الأدوات المستخدمة لتقويم الأسنان وعدم استقامة الأسنان والتنفس عن طريق الفم والمواد المعدنية في الجسم والإجهاد.
بما أن اللويحات (البلاك) تتجمع إلى حد أكبر في الأماكن المحمية من التنظيف الموجودة ما بين الأسنان، فإن التهاب اللثة يبدأ هنا ومن ثم يمتد حول عنق السن، الأذيات الأولى تظهر بعد يومين إلى أربعة أيام من تجمع اللويحة (البلاك) يتبعها التهاب لثة مبكر بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
في بداية الأمر تنز الأوعية الدموية الصغيرة في اللثة وتزداد هجرة الخلايا الالتهابية والسائل إلى الأنسجة المحيطة، وإذا لم يعاود المرء العناية بصحة الفم بشكل جيد، تظهر أعراض الالتهاب فتنتفخ الحليمات بين الأسنان وتنزف لدى السبر.
بما أن النسيج الليفي يخرب في مكان الالتهاب النشيط كردة فعل، يتكاثر النسيج الليفي حول هذا المكان وتتشكل أوعية دموية جديدة، التخريب والإصلاح يسيران سوية مما يؤدي إلى تغيير في لون وشكل اللثة. إذا كان الالتهاب أكثر شدة تصبح الأنسجة حمراء اللون وطرية وتنزف بسهولة. إذا كان إنتاج النسيج الليفي الجديد يسيطر على التخريب فتبقى اللثة قاسية وبلون زهري ولكنها منخفضة ويكون النزيف إما طفيفا أو منعدما.
الأعراض الطبية لالتهاب اللثة:
1 - التبدل في مظهر اللثة: تظهر درجات متفاوتة من الاحمرار في اللثة لدى الإصابة بالتهاب اللثة، والنقاط الموجودة على اللثة قد تختفي أيضا ما يجعل اللثة ذات مظهر أملس، وفي كثير من الأحيان تفقد اللثة قساوتها وتصبح طرية وإسفنجية.
حافة اللثة التي عادة ما تكون دقيقة المظهر مثل حد السكين، وكذلك الحليمات بين الأسنان تصبح مستديرة وغير دقيقة مع وجود درجة من انتفاخ اللثة، وإذا كان الانتفاخ شديدا قد تحدث جيوب بين اللثة والسن. بما أن هذه الجيوب تكون مقتصرة على اللثة ولا يوجد تخريب للرباط المحيط بالسن فإنها عادة تسمى "جيوبا مزيفة".
2 - نزيف اللثة: ويعتبر أكثر الأعراض شيوعا إلا أن كثيرا من المصابين به يعدونه ظاهرة طبيعية نتيجة لعدم درايتهم الكافية يحدث نزيف اللثة في أكثر الأحيان لدى تنظيف الأسنان بالفرشاة، وقد تحدث أيضا نتيجة تناول أطعمة قاسية كالتفاح، كما يحدث عند فحص فجوة اللثة بواسطة المسبر، وقد يحدث النزيف تلقائيا عندما تصبح اللثة طرية جدا واسفنجية.
3 - عدم الراحة والألم: الألم ليس من الأعراض الشائعة في التهاب اللثة غير أن المريض قد يشعر به في بعض الأحيان عندما ينظف أسنانه بواسطة الفرشاة، ونتيجة لهذا الألم (إذا حدث) قد يعمد المريض إلى تنظيف أسنانه بشكل أقل شدة أو على فترات أقل، مما يسمح للويحات (البلاك) بالتشكل ويزداد المرض تفاقما.
4 - البخر (النفس الكريه): البخر من الأعراض الشائعة في التهاب اللثة وقد يرافقه طعم كريه في الفم، والرائحة ناجمة عن سوء العناية بصحة الفم وعن نزف اللثة.
ثانيا: التهاب الأنسجة المحيطة بالسن(بيريودونتيتس) المزمن: في التهاب اللثة يقتصر الالتهاب على النسيج اللثوي السطحي. خلافا لذلك، ففي التهاب الانسجة المحيطيه بالسن(بيريودونتيتس) تتأثر جميع هذه الأنسجة خاصة الرباط (الوتد)، على الرغم من أن التهاب الأنسجة المحيطة بالسن قد يصحب بدرجات مختلفة التهاب اللثة، إلا أن كل إصابة بالتهاب اللثة ليس من الضروري أن تتحول إلى إصابة بالتهاب الأنسجة المحيطة بالسن، والتخريب الناتج عن التهاب الأنسجة المحيطة بالسن لدى البالغين يرجع إلى إهمال العناية بصحة الفم في السنوات السابقة، وليس إلى إهمال هذه العناية في الوقت الحاضر.
في الماضي ساد الاعتقاد بأن التهاب الأنسجة المحيطة بالسن (بيريودونتيتس) يتطور ببطء وتدرجا ويؤدي بالنتيجة لفقدان السن، أما الآن فيعتقد أن هذا المرض يحدث على شكل اندفاعات وكل اندفاع يؤدي إلى تخريب أماكن معينة يتبعه فترات من الهدوء.
أسباب التهاب الأنسجة المحيطة بالسن (بيريودونتيتس)
المراحل الأولى لالتهاب الأنسجة المحيطة بالسن مماثلة لالتهاب اللثة ولكن مع تغير في أنواع الجراثيم المتواجدة، البشرة عند الوصلة بين اللثة والسن تهجر إلى الأسفل وتنفصل عن السن مما يحدث فجوة (جيب) حول السن، ولدى حدوث هذه الفجوة تتصل اللويحة الجرثومية (البلاك) اتصالا بالملاط وتصاب الأنسجة الضامة.
يتسع الالتهاب تدريجيا بحيث يشمل العظم السنخي الذي يبدأ بالاضمحلال، وعندما يصل تخريب العظم السنخي إلى درجة متقدمة، يفقد السن مسنده ويبدأ بالتخلل أو يهجر مكانه الأصلي وفي النهاية ينقلع السن تلقائيا.
الأعراض الطبية لالتهاب الأنسجة المحيطة بالسن
أعراض التهاب الأنسجة المحيطة بالسن (بيريودونتيتس) مختلفة ومتعددة، إن عارضين اثنين فحسب (هما تشكل الفجوة الجيب وامتصاص العظم السنخي) يشيران بشكل أكيد إلى وجود التهاب الأنسجة المحيطة بالسن (بيريودونتيتس) المزمن.
1 - التهاب ونزيف اللثة: يحدث التهاب اللثة عادة في بداية الإصابة بالتهاب الأنسجة المحيطة بالسن، غير أنه عندما تتفاقم هذه الإصابة تصبح أعراض اللثة أقل ظهورا، وقد يحدث النزيف في اللثة كما هي الحال لدى المصابين بالتهاب فيها.
2 - تشكل الفجوة: عندما يمتد التهاب اللثة إلى طبقات أكثر عمقا يؤدي ذلك إلى تخريب ألياف النسيج الضام في الرباط المحيط بالسن، وإلى التهاب حافة اللثة نحو الأسفل باتجاه ملاط جذر السن، عندما يحدث ذلك تتشكل فجوة (جيب) حول السن هذه الجيب تسمى: إما جيبا فوق العظم (عندما تحدث فوق قمة العظم السنخي) أو جيبا تحت العظم (عندما تشمل جزءا من العظم السنخي).
3 - تراجع اللثة: على الرغم من أن تراجع اللثة وظهور جذر السن قد يحدث أثناء الإصابة بالتهاب الأنسجة المحيطة بالسن (بيريودونتيتس) فإن هذا العارض ليس من الأعراض الدائمة الحدوث.
4 - امتصاص العظم السنخي: بما أن الالتهاب يشمل العظم السنخي يحدث امتصاص (فقدان) لهذا العظم، ويكون هذا الامتصاص إما: موزعا بالتساوي على جميع أنحاء الفم، أو متركزا في منطقة أو مناطق معينة يضمحل فيها العظم السنخي بسرعة.
5 - تحرك السن وهجرته: يتخلخل السن ويهجر مكانه بعد تلف الأنسجة المساندة له، وعندما يتحرك السن فإن الإجهادات التي يتعرض لها تغير اتجاهها مما يؤدي للمزيد من التلف والهجرة.
6 - الألم وعدم الراحة: الألم ليس من الأعراض المصاحبة لالتهاب الأنسجة المحيطة بالسن (بيريودونتيتس) ما لم يتشكل خراج في الجيب حوال السن، كما أن تراجع اللثة بشكل يظهر السن قد يؤدي إلى زيادة حساسية السن تجاه السخونة والبرودة.
7 - البخر (النفس الكريه) والطعم غير المستساغ: قد يظهر البخر نتيجة إفراز القيح الناجم عن الالتهاب الحاد.
العلاج
يرتكز العلاج الأساسي لالتهاب اللثة والتهاب الأنسجة المحيطة بالسن على ثلاثة إجراءات رئيسية يجب تنفيذها بنفس الوقت:
1 - توجيه تعليمات حول العناية الجيدة لصحة الفم.
2 - إزالة اللويحات (البلاك) والتحجرات بواسطة التقشير والكشط.
3 - تصحيح أي عوامل ثانوية تساعد على بقاء اللويحات (البلاك).
يعتمد كل إجراء على الاثنين الآخرين بشكل وثيق؛ إذ إن إزالة اللويحات والتحجرات مثلا لا تعطي فائدة ما لم يطبق المريض في منزله برنامجا متكاملا بالعناية بصحة الفم، وما لم يتم تصحيح أي خلل موجود في الأسنان الصناعية، إذ إن هذا الخلل يساعد على ترسب اللويحات من جديد.
بعد تصحيح هذه الظروف القائمة يصبح الهدف الذي يسعى إليه طبيب الأسنان والمريض على السواء هو المحافظة على محيط صحي داخل الفم.
إن جعل المريض يشعر بأهمية هذا الأمر ليس بالشيء السهل، خاصة أن أعراض الالتهاب اللثة والتهاب الأنسجة المحيطة بالسن (بيريودونتيتس) تكون شبه معدومة أو خفيفة وغير مزعجة، ومن بين الحجج التي قد يتفهمها المريض، التركيز على أهمية المحافظة على الأسنان الطبيعية طوال عمر الإنسان، وعلى أن العناية بصحة الفم هي من الظواهر الأساسية لنظافة الشخص وجزء من حسن مظهره.
الدكتور معين حداد
رئيس اللجنة التثقيفية الإعلامية
نقابة أطباء الأسنان الأردنية
hakeemwaleed@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق