الأربعاء، 4 أبريل 2012

تعديل السيارات: هوس في السرعة وإبهار للمارة


عمان– باتت السيارات عند معظم الشباب، تخرج عن وظيفتها الأساسية، لتصبح مجالا للاستعراض والتحدي، كما يظهر ذلك في بعض المركبات التي تجول الشوارع، من تعديلات في الشكل، تشجع الشباب على "الهوس" في السرعة، فضلا عن التباهي بالمظهر المختلف لها.
وفي حين يجد شباب أن تعديل سياراتهم، يأتي لأغراض السباقات و"الرالي"، يغير آخرون في شكل مركباتهم بهدف التميز والشهرة، حتى تظهر مختلفة عن مثيلاتها من سيارات المارة فتبهر من يراها.
"هدفي من التعديل لفت نظر الناس"، وفق ما يقول العشريني حازم الخطيب، الذي يؤكد أن سيارته مميزة جدا بلونها الأحمر الفاقع، وشكل لديه هذا السلوك عادة حتى أدمن عليها في كل سيارة امتلكها.
ومع أن الموضوع بالنسبة إليه مكلف جدا "فعندما تتوافر لدي بعض النقود، أقوم بتعديل سيارتي واستكمال ما ينقصها، ورغم ذلك يبقى التغيير الشكلي هواية أعشقها"، وفق قوله. 
ويعد العشريني سمير العجلوني، من هواة تعديل السيارات، إذ يقول "ليس غرضي التفاخر والتباهي، وإنما أقوام بتعديل سيارتي من باب الهواية، التي لا أستطيع الاستغناء عنها"، مضيفا "سيارتي معدلة من ناحية الشكل والمحرك ومزودة بنظام صوتي متطور، وهي معدة لغايات التشحيط، فهي أصبحت بدمي".
وعن هواية بعض الشباب في تغيير شكل سياراتهم يؤكد خبير تعديل للسيارات في اربد، العشريني معاذ عماد، أن موضوع التعديل للسيارات مكلف اقتصاديا، لكنه بالفعل يصبح هوسا وإدمانا في نفس الشباب، مشيرا إلى أن البعض يعدل سيارته بسبعة آلاف دينار، منوها إلى أنه عاين سيارة معدلة في عمان بقيمة (85 ألف دينار)، لافتا إلى أن كل شخص يعدل على قدر حاجته وقدرته المادية، كما أن سعر السيارة الأصلي يؤثر في التعديل وكلفته.
ويبين أن السيارة تعدل بكل ما فيها ميكانيكيا من ماتور السيارة، و"الجير"، وحتى الكراسي تستبدل بأخرى أكثر أمانا، وهي لغايات السرعات والتشحيط، وكذلك "السنوبرسات" تعدل لتكون أكثر امانا للشخص، "والهند بريك" ليعمل على نظام الزيت، "والجير" يعدل لغايات الرياضة، و"الماتور للتيربو" أو "سوبر تشارج"، ليزيد من حقن الهواء على الماتور.
ويتابع حديثه عن المحركات والقطع التي تعدل في السيارة، مثل "الكاوشوك"، الذي يعدل لما هو خاص ويسمى "كاوشوك سلك"، بالاضافة إلى براميل "الهيدرز"، وإضافة "الانتركولر" لتبريد" التيربو".
ويرى عماد، أن التعديل يكون إما للمباهاة أو التميز، أو لإشباع هواية التشحيط والسرعات، ومنهم من يهوى دخول الرالي والفوز به، وهناك العديد من الشباب المعروفين في المملكة والحاصلين على عدد من الجوائز.
ويشير عماد إلى أكثر الشباب الذين يقبلون على تعديل سياراتهم، رغم التشديد في قانون السير، تتراوح أعمارهم من (18 وحتى 45 عاما)، لافتا ان التعديل يكون على السيارة بزيادة حجمها، وأحيانا بتغيير شكل السيارة كليا، حيث يختار الزبون من الإشكال المصممة على الكمبيوتر لتطبق على أرض الواقع، وتضاف للسيارة بعض القطع التي تكسبها الطابع الرياضي، مثل الجناح الذي يساعد على الثبات، وأيضا بالإمكان جعل أبواب السيارة تفتح إلى الأعلى.
ويوضح الخبير الاقتصادي حسام عايش أن الذين يقبلون على هوس التعديل، يمتهنون وظيفة براتب قليل "إذ يمكن أن ينفق الواحد منهم، راتبه كاملا في تزيين سيارته، ما يضطره إلى أن يستدين حتى يشتري احتياجاته، لأن سيارته أصبحت أعز عليه من نفسه"، حسب ما يقول.
ويشير في الوقت نفسه، إلى أن هناك أناسا يبيعون بعض ممتلكاتهم وحاجياتهم لتوفير المبالغ المالية التي تلبي رغباتهم الشخصية في تزيين سياراتهم لتخرج في أحسن حلة، مفسرا هذا السلوك في عدم محاسبة الأب لابنه، وإعطائه المال من دون حرص، إلى جانب الفراغ الزائد الذي يجعل الشاب يبحث عن متنفس له.
تنطوي المخالفات في دائرة السير لتعديل السيارات، وفق ما يقول المقدم في دائرة السير معن الخصاونة، تحت مسمى إضافات على المركبة، مشيرا إلى أن من المخالفات ما يسبب حجز المركبة 48 ساعة، وتسلم للسائق بعد دفع الضرائب والمستحقات المالية، وذلك يأتي ضمن مخالفة تركيب أجهزة إضافية على المركبة (ضوئية وصوتية)، غير المسموح لها بذلك.
ويؤكد الخصاونة، انه في حال تركيب مضخم على عادم الصوت فإن المخالفة تكون بحجز المركبة أيضا، وتحويلها على الترخيص، والمخالفة هي (تركيب مضخم على عادم الصوت)، وهناك مخالفات لوضع أية مواد إضافية كزخارف أو عاكسات على لوحات الأرقام.
ومن الممكن أن يعاقب السائق بالحبس ما لا يقل عن إسبوع، ولا يزيد على شهر، أو الاعفاء بكفالة مالية، لا تقل عن خمسين دينارا، ولا تزيد على مئة دينار، وذلك لكل من ارتكب المخالفات التالية؛ تركيب مضخمات مهما كان شكلها على عادم الصوت، وتركيب أو استعمال تنبيه الخطر أو متعدد الأصوات في المركبة غير المخصص لها ذلك، وفي حال استعمال شاشات عرض تلفزيون في المركبة هناك غرامة (50-100 دينار)، وبشكل يسمح للسائق رؤيتها خلال القيادة، إلى جانب فرض غرامة 40 دينارا، لتركيب أنوار وكاشفات مبهرة غير مسموح بها إن كانت أمامية أو خلفية.
وهناك الكثير من المخالفات، بحسب الخصاونة، تندرج في قانون السير لما يقوم به المواطنون من هوس في التعديل، لكن في المقابل، فالقانون يسمح بهذا التعديل في حالات خاصة ومتعارف عليها، في حال كانت السيارة رياضية ولأجل سباقات الرالي، ووفق شروط لنقل هذه المركبات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com