الاثنين، 2 أبريل 2012

مشاكل الطلبة تبدأ صغيرة بالمدارس وتتوسع خارج أسوارها


عمان - لا تنتهي شهور الدراسة عند طلبة المدارس إلا بعد أن يكتسب هؤلاء علما وافرا، وثقافة جديدة، غير أن المشكلات المجتمعية، قد تتسلل إلى ساحات المدارس بل تتعداها إلى الصفوف ما يجعل الطلبة عرضة لخلافات، قد لا يعرفون سبل الخروج منها.
وقد يتصرف احدهم تصرفاً عفوياً يعتقد أنه الحل المناسب، لكن في حقيقة الأمر يكون سبباً لمشكلة أكبر، أي كما يقول المثل (جينا نكحلها.. عميناها).
ومن هذه الزاوية، هناك كثير ممن يقعون في فخ خيانة الأفكار والتصرفات، هم طلاب المدارس وذلك لقلة وعيهم، وعدم إدراكهم التام لما يجري حولهم.. فطلبة المدارس تبدأ مشاكلهم صغيرة، وتنتهي كبيرة.
تقول الطالبة ميسون أحمد (15 عاما) "لا أعرف كيف أتصرف حين أواجه مشكلة خاصة، سواء على الصعيد المدرسي أو العائلي، فحين أواجه اتهاما من أي شخص على أنني على غلط، ابدأ بالانفعال والصراخ وينقلب الموضوع كاملاً علي، ولا أعرف كيف أخرج منه".
وتؤكد الخمسينية (أم إبراهيم )، بأن مشاكل طلاب المدارس تشكل القلق الأكبر لديها نتيجة خوفها على ابنها (محمود)، في الصف الثامن، "فقد تعرض لمشكلة مع أحد زملائه في الصف، ولوجود رابط عائلي بين زميله ومدير المدرسة، وقع في الفخ وتم فصله من المدرسة لمدة ثلاثة أيام، رغم أنه لم يرتكب أي ذنب يذكر، بل مجرد مشاحنات طلابية طبيعية جداً"، كما تقول.
وقد تتطور تلك الخلافات البسيطة بين الطلبة لتتحول إلى قضايا كبيرة لا يمكن حلها بسهولة، وفق ما تشير إليه اختصاصية التربية الأسرية الدكتورة مها الكايد، مفسرة أنه "نتيجة الاندفاع العاطفي عند الطلاب في سن النضج، نجد أن أغلبهم يحلم بأن يكون بطلاً في أي موقف يتعرض إليه، وبالتالي فحدوث الخلافات بين الطلاب، يعتبر فرصة لإثبات الذات، ويبدأ العنفوان والعدوانية".
وتعرضت الطالبة ياسمين فراج في الصف العاشر إلى مشكلة في العام الماضي، فقد كانت على علاقة جيدة مع زميلة لها في الفصل، وفي أحد الأيام، حدث خلاف بسيط بينهما لسبب "صغير جدا"، ولكن على ما يبدو كانت تحمل في جوفها حقدا دفينا علي، فقامت بالانتقام مني بشكل فظيع، اذ تكلمت مع والدي وبدأت بتشويه صورتي أمامه".
وتتابع قصتها، "وصلت لمرحلة الاكتئاب بسبب معاملة أبي السيئة لي بعد أن امتلأت أفكاره بما بثته زميلتي، وما تزال آثار تلك المشكلة متغلغلة حتى اليوم في كل تفاصيل حياتي".
تؤكد الدكتورة الكايد رغم أن المجتمع يقلق على الشباب بشكل أكبر، لكن الفتيات هن الأكثر عرضة للمشاكل الكبيرة "فسمعة البنت تساوي الكثير، ويجب الحفاظ عليها من رفيقات السوء".
ولي أمر إحدى الطالبات خالد الكسواني يضع المسؤولية على المرشدة الطلابية أو الأخصائية الاجتماعية، لأن أي مشكلات داخل المدارس بحاجة إلى تقنيات علاجية جديدة، وفق أسس علمية حديثة.
ويعتقد أن ما تقوم به المدارس حيال علاج مشكلات البنات هو جهد ضائع، لأن هذا الجيل لم يعد يتقبل النصح أو التوجيه التقليدي .. بل بحاجة إلى إقناع في إطار من الحوار، حتى نؤمن باحتياجاته أولاً وإقناعه بأن يلتزم بواجباته".
ولكن المرشدة الاجتماعية في إحدى المدارس ريم عليوات، ترى أنه يمكن مساعدة الطالبات عند وجود مشاكل، لكن المدرسة مسؤوليتها التعليم بالدرجة الأولى، ويفترض على الأهل أن يقوموا ببناء أساسيات شخصية وتدعيم أخلاق الطفل، ليدخل مجتمع المدرسة وهو على علم مسبق بما قد يتعرض له، وذلك من توجيهات الأهل لابنهم.
وتقول "أما فيما يتعلق بالخلافات الطلابية، فتقوم المرشدة بحل الخلاف لكي لا يتمادى الطلبة في المشاكل على حساب التعليم، ولكن ما يحصل خارج المدرسة حتى وان كانت جذوره داخلها، فمسؤولية ذلك يعود على الأهل في ضبط ابنهم والسيطرة على المشكلة".
في حين لاختصاصي علم النفس الاجتماعي الدكتور فخري كنعان، وجهة نظر مغايرة، وخاصة بالنسبة للفتيات اللاتي ينشغلن، بالحياة ومفاتنها، "فالفتاة في تلك المرحلة تحب أن تكون مميزة ولديها معجبون ترضي من خلالهم غرورها البريء، وقد يتوغل هذا الشعور داخل الفتيات ليصبحن ضحايا ما يسمى بالحب، فتجد أبسط خلاف بين الطالبات يتطور حتى تنتقم الواحدة من الأخرى، وتبدأ بتشويه صورتها".
كانت الفتاة في المرحلة الثانوية مي جوابرة، ضحية خلاف بسيط بينها وبين زميلتها، ما أدى إلى تدني مستواها الدراسي، رغم تفوقها في الأعوام التي سبقت المشكلة، وتوضح "لم أكن أتوقع وجود فتيات يملؤهن الحقد لهذه الدرجة في المدارس، ولم أكن أصدق أمي حينما تنبهني بأنه لا توجد صداقة للفتاة إلا أمها وأخواتها"، متابعة "كنت أتمرد على أمي لدرجة أني أحببت صديقاتي بدرجة كبيرة، ووثقت بهن إلى حد الغباء، وبعد خلافي مع صديقة لي، أيدنها زميلات لها للانتقام مني بشكل مسيء جداً"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com