عمان- هوس محمد إسماعيل بالنجم العالمي "توم كروز" وملامح وجهه التي يصفها "بالجذابة" جعله يجوب بين أطباء التجميل كل بحسب اختصاصه، للحصول على الشكل الذي يريده.
وقرر فورا إجراء عملية تجميل لأنفه، وتوجه إلى أحد الأطباء للحصول على وجنتين مشابهتين للشخصية التي يريدها.
ولم يكتف إسماعيل بذلك فيقول "أخذت حتى الآن عشر إبر "فيلر"، والسبب هو رغبتي في الوصول إلى نفس شكل نجمي المحبب، حيث كان يشبهني به الناس منذ الصغر، فقررت إجراء بعض التعديلات للوصول إلى شكله تماما".
ويكمل حديثه "أنا لا أجري كل العمليات عند طبيب واحد، فكل مختص تجميل يبرع في شيء معين، ما يجعلني أبحث وأنبش عن كل طبيب، وما يجب أن أفعل عنده وأتوجه إليه".
ورغبة في الزواج مرة ثانية، ذهب الخمسيني موسى، إلى أحد أطباء التجميل، طالباً منه تخفيف التجاعيد، التي تكتنف وجهه فضلا عن عمل شد لرقبته، وأخذ بعض الإبر، التي تجعله يبدو أصغر سناً.
يقول موسى "عادت لي حيوتي وأصبحت أكثر شبابا، خصوصاً أنني أنوي الارتباط بفتاة تصغرني سناً، ولا بد أن يكون شكلي ملائما".
وبرأي موسى "إن الله جميل يحب الجمال، وعلى الرجال الاهتمام بشكلهم كي يبدوا أصغر سنا، خصوصا إذا كانوا يرغبون بالزواج مرة أخرى".
منذ أن ظهرت تكنولوجيا عمليات التجميل كانت مقتصرة على العناية بالنساء بشكل عام وتجميلهن، بينما في الآونة الأخيرة لاحظ أطباء التجميل أن هناك إقبالا كبيرا وملحوظا من قبل الرجال على تلك العمليات.
إلى ذلك، لم يعد الأمر مقتصراً على النساء ولم تعد النظرة المجتمعية مؤثرة كثيراً في الرجال وفي حال وجودها يتم إجراء العملية بتكتم كامل وسرية.
"هناك إقبال كبير من الرجال، لا سيما لمن لديهم تشوهات ظاهرة مثل الأنف، على عمليات التجميل، وفق استشاري جراحة التجميل والترميم والحروق د. وليد قرة شولي الذي يعتبر أن الشباب، هم الأكثر ترددا، ويعانون أحياناً من الهوس بالعمليات، خصوصاً إذا كانوا يريدون الوصول إلى شكل شخص معين مثل مشاهير هوليوود.
ويرى أن الفئة الثانية الأكثر تردداً هم الرجال في عمر متقدم ويرغبون في الزواج على زوجاتهم فيأتون، أما الفئة الثالثة فهم الأشخاص الذين تقتضي طبيعة عملهم أن يكونوا ذوي شكل جميل مثل المندوب، المذيع، مضيف الطيران، الرجال أصحاب صالونات السيدات والمطربين وعليهم المحافظة على شكلهم الجذاب.
ويشير إلى أن أكثر العمليات التي تلقى إقبالا من قبل الرجال هي عمليات الأنف، وشفط الدهون وزراعة الشعر، مبيناً أن على الشخص الاهتمام بنفسه لكن دون المبالغة في الأمر.
ويقول إن المجتمع ما يزال متحفظا على تلك الأمور، حيث إن هناك كثيرا من الرجال، يخجلون أو يصرون على إبقاء الأمر سراً، وغيرهم من ينكرون إجراءهم لأي عمليات تجميل.
وهناك حالات يربط بها الشخص نجاحه المهني والاجتماعي، بنجاح عملية التجميل، وفق شولي، الذي ينبه إلى ضرورة عدم ربط الشكل بالشخصية والنجاح.
أما الثلاثيني عمر سليمان فيقول إن طبيعة مهنته وعمله في مجال الإعلام، دفعته للتوجه لأحد أطباء التجميل من أجل إجراء عملية لأنفه، كونه يبدو مشوها أمام الكاميرا، وبالرغم من أنه يرفض الخضوع لمثل هذه العمليات أو المبالغة بها لكنه اضطر إلى ذلك.
ويقول "أنا وأصحابي نستهزئ بالشباب الذين يقومون بتلك العمليات، إلا أن عملية أنفي كانت ضرورية وطبيعة المجتمع تجعلني أنكر، في كل مرة أسأل فيها، أني قمت بأي عملية تجميلية".
وفي الوقت الذي قد يرتبط فيه الأمر ارتباطاً تاماً بالنظرة المجتمعية وتبدلها، يرى اختصاصي علم الاجتماع د.حسين الخزاعي، أن الرجال دخلوا بقوة على عمليات التجميل وهذا الأمر له عدة مؤشرات فقد يكون ايجابيا، القيام بهذه العمليات وبالذات إذا كان هناك ضروريات في الجسم تحتاج إلى ذلك، وتضيف لمحات جمالية على الإنسان.
في حين يرى أنها قد تكون عمليات سلبية في حال كانت عمليات تجميل كمالية وفيها مبالغة، فقط بسبب التقليد الأعمى.
إن من أكثر العوامل التي سببت انتشار عمليات التجميل، وفق الخراعي، هو الإعلام والدعاية، ونجاح هذه العمليات والإقبال الكبير عليها، كذلك التقليد من قبل فئة الشباب.
ويضيف الخزاعي أن هذا الازدياد سببه أن المجتمع أصبح يتقبل ذلك من قبل الرجال، بعكس النظرة التي كانت سائدة سابقا، فلم يعد مربوطا بنظرة معينة إنما بات الرجال يتباهون في ذلك ويعود السبب إلى الترويج والتأثير من قبل الأصدقاء والقبول الاجتماعي.
ويلفت الخزاعي إلى أن عمليات التجميل في حال كانت لأسباب طبية ولم تكن كمالية وتسهم في دمج أصحابها في المجتمع فهي منطقية، وكذلك إذا لم تغير من صورة الإنسان ومظهره، ولا تلحق به الضرر في المستقبل.
من حق كل إنسان رجلا أو امرأة أن يسعى إلى أن يكون أجمل وأوسم، بحسب اختصاصي الطب النفسي د. جمال الخطيب الذي يبين أنه مع التطور الاجتماعي والتبدل الذي يحدث، أصبح الأمر أقل حرجا عند الرجال بمتابعة عمليات التجميل والدخول فيها.
في الماضي كان هناك اعتقاد بأن الرجل لا يعيبه شكله، وكثير من تلك المعتقدات، في حين أن الأمر اليوم أصبح مختلفا، وليس هناك ما يمنع اهتمام الشخص بنفسه، إلا اذا قام بعمل عملية غير مبررة ولا داعي لها"، بحسب الخطيب.
ويرى أنه من المفروض أن تكون نتائج تلك العملية إيجابية على الشخص نفسياً، وتزيد من ثقته بنفسه، خاصة إذا كان الشيء الذي أقدم على تصحيحه يشكل له مشكلة.
الاثنين، 23 يناير 2012
رجال داخل غرف التجميل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق