الجمعة، 4 يناير 2013

التعلم الالكتروني والألواح التفاعلية

صورة

فادية جورج عواد 
دبلوم التربية في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات

أضحت التكنولوجيا اليوم جزءاً لا يتجزأ من التعليم الحديث، حيثُ تعمل على تعزيز الاستراتيجيات الحديثة في التعليم ، وفي هذا الإطار تعتبر الألواح التفاعلية الطريقة المثلى لتحويل الغرفة الصفية إلى بيئة تعليمية تفاعلية ، وهي الطريقة التي ابتدأنا في تطبيقها منذ بداية العام الدراسي الحالي في المدرسة المعمدانية بعد أن درسنا ولمسنا الأثر الإيجابي الذي ستتركه على إجمالي عملية التعلم، فالألواح التفاعلية سهلة التشغيل ،تجذب انتباه الطلبة، وتربط الدروس بواقع الحياة عن طريق استخدام البرامج التعليمية فهي خطوة للأمام في مجال تثقيف الطلبة وتسهيل العملية التعليمية وتعزيز جودتها . 

 آليات الاتصال الحديثة 
 يُعتبر التّعلم الالكتروني طريقة فعّالة للتعلم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من الحاسوبِ وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوتٍ، و صورة، ورسومات، وآليات بحث ومكتبات الكترونية، وكذلك بوابات الانترنت سواء كان عن بعد أو في الغرفة الصفية ،فالمهم هو استخدام التّقنية بجميع أنواعها في إيصال ِ المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكثر فائدة، ولكن هل ينفي ذلك وجود المعلمين والمدارس كما قد يتوهم البعض ؟؟الجواب بالنفي طبعًا، وذلك لأن التعلم الالكتروني يختلفُ في بعضِ جوانبهِ عن التعلم التقليدي، فالتّعلم التقليدي يعني وجود مُتعلم ومُعلم ومادة دراسية وصف في مدرسة يقدم فيها المعلم المعلومات للطالب بحيث يكون المعلم محور العملية التربوية وليس الطالب كما هو مطلوب، في حين أن التعلم الالكتروني عملية ذاتية بالدرجة الأولى وقد تكون داخل المدرسة أو خارجها بوجود معلم أو بعدم وجوده، ولذلك فإننا نتحدثُ هنا عن التعلم الذي يستند إلى الوسائط الإلكترونية ويُعطي مجالاً واسعًا لعمليات التعلم، والتعلم عن بعد من مختلف مصادر المعرفة التي تُتيحها البوابة الالكترونية من خلال مناهج تم تحويلها إلى كتب الكترونية .

 مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة 
إنَّ الدراسات والأبحاث المختلفة تؤكد أنَّ التّعلم بوساطة الحاسوب ،من أرقى أنواع التعلم وأكثرها ديمومة وذات معنى لدى المتعلم، وإن هذا النوع من التّعلم يسير وفق إمكاناته وقدراته الذاتية وبالتالي يساعد على مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة .
وتبرز أهم خصائص ومزايا هذا النوع من التعلم في اختصارِ الوقت والجهد والتكلفة إضافة إلى إمكانية الحاسوب في تحسين المستوى العام للتحصيل الدراسي ومساعدة المعلم والطالب في توفير بيئة تعليمية جذابة لا تعتمد على المكان أو الزمان .
أما المثيرُ في عالمِ التكنولوجيا فهو دخول الألواح التفاعلية إلى الغرف الصفية فاللوح التفاعلي هو شاشة عرض تفاعلي يرتبط بجهاز الحاسوب وجهاز العرض بحيث يقوم جهاز العرض (projector) بعرض سطح المكتب الخاص بالحاسوب على اللوح التفاعلي حيث يقوم المستخدم بالتحكم بالحاسوب باستخدام القلم والإصبع أو أي جهاز آخر، ويكون اللوح التفاعلي عادةً مثبت على الحائط أو على قاعدة متحركة وهو يُساهم في تحقيق بيئة تعليمية تفاعلية تعاونية لإيجاد وسائل تعليم ناجحة .

 أداة تعكس الألوان، 
إن ألواح الكتابة التفاعلية أداة رائعة لعرض الدروس، والصور، والفيديو والبرمجيات المختلفة ، كما أنها أداة تعكس الألوان، وقد أثبتت الدراسات أن الطلاب ينجذبون للعروض التي تحتوي الألوان والصور والحركة أكثر من غيرها إضافة إلى أنها تقابل أنماط التعلم المختلفة وقد تم تجريب اللوح التفاعلي في المدرسة المعمدانية للعام الدراسي (2010-2011) بناءً على رؤية المدرسة في تطوير العملية التعلمية ، بحيث زادت قدرة الطلبة على المشاركة الصفية الفاعلة وأصبح الطلبة أكثر تقبلاً للمعلومة التي تطرح من قبل المعلم وزادت مشاركتهم في تعلم واقعي فعّال مرتبط ببيئتهم العملية ، ولا ننسى أن اللوح التفاعلي يسمح للمعلمين بأن يستخدموا الوسائط المتعددة بشكل موحد دون الضرورة إلى تقسيمهم مجموعات و ذلك يعود لطبيعة المادة المتعلمة .
كما لاحظ المعلمون أن التعليم والتعلم باستخدام اللوح التفاعلي يقلل من تشتت انتباه الطلبة داخل الغرف الصفية ويساعدهم على الإنخراط في المناقشة والحوار بصورة أكبر، خاصة بدروس اللغة العربية التي تمت حوسبتها، فيسمح اللوح التفاعلي للمعلمين بعرض الكتب على اللوح التفاعلي وتطبيق التدريبات اللغوية باستخدام الألوان والأشكال وكافة ميزات وخصائص اللوح التفاعلي، وكمثال حي على ذلك تم إستخدام الألواح التفاعلية لعرض مجموعة من القصص الغنية بمضامينها اللغوية والعلمية والتربوية كرافد أساسي للمنهج حيث لاحظت المعلمات تقبل الطلبة للمفاهيم وسهولة حفظ المعلومات كأن تطلب المعلمة من الطالب تمييز فعل ما من القصة بتلوينه أو بوضع خط أو دائرة حوله مستخدماً الألوان من خلال اللوح التفاعلي خلال مدة زمنية محددة تجعل الطالب ينخرط بكل امكاناته لتحقيق المطلوب منه ضمن بيئة مرنة يكون هو في لحظتها محور العملية التعلمية برمتها. 
كما أنّ اللوح التفاعلي ساهم في عرض الصور،والأفلام، واستخدام المختبر الجاف الذي يسهل العملية التعلمية لمادة العلوم ، وأصبح الطلبة أكثر تفاعلاً في حل المسائل الرياضية معتمدين على الصور والرسومات (شبه المحسوس ) في الحل لتسهيل فهم وتطبيق المسائل الرياضية في بيئة تعلمية تفاعلية نشطة ،ويعد اللوح التفاعلي استراتيجية تعليمية فعالة للطلاب الذين يستفيدون من التكرار، وطلاب صعوبات التعلم الذين يكافحون من أجل التعليم ، والذين هم بحاجة لمعرفة المواد المقدمة مرة أخرى .

 معيار موحد لصياغة المحتوى 
ورغم تلك الأهمية لهذا النوع من التّعلم والنتائج الأولية التي أثبتت نجاح ذلك ،إلا ان الإستخدام والتوظيف لا زالَ في بداياته حيث يواجه هذا التّعلم بعض العقبات والتحديات سواءً أكانت تقنية تتمثل بعدم اعتماد معيار موحد لصياغة المحتوى، أم فنية وتتمثل في عدم مشاركة التربويين في صناعة هذا النوع من التعليم، إلا أن العديد من المدارس في أردننا الحبيب قد تبنت هذا المشروع (إدخال الألواح التفاعلية إلى الغرف الصفية ) تحقيقاً للرؤية التربوية بأن المعلم المبدع هو من يأخذ طلبته إلى مناطق لم يصل هو إليها أبداً ويستنبط الطاقات الكامنة لديهم ويؤهلهم ليكونوا قادة في مجتمعهم قادرين على العمل في ظل طوفان المعلومات مستخدمين محتوى تفاعلي يعتمد على الوسائط المتعددة (الصوت ،الصورة ،الحركة) ،ويُقدم من خلال وسائط إلكترونية مثل الحاسوب والانترنت.
إن وجود أداة مثل اللوح التفاعلي في الغرفة الصفية يحقق قيمة مضافة ويُنشىء بيئة تعليمية تفاعلية نشطة ويثير الحماسة في نفوس طلبتنا جيل المستقبل الواعد عن طريق تعلم كتابي ،وصوتي ، وبصري ، وذهني ،وترفيهي بنفس الوقت .
لقد أصبحَ يقينًا الآن أن التعلم الالكتروني يُعدُّ نمطًا جديدًا من أنماط التعلم فرضتهُ التغيرات العلمية والتكنولوجية ،وهو ما فرض منافسة تكون نتيجتها محسومة مقارنة بأساليب التعلم التقليدية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com