الأحد، 6 يناير 2013

نمــــو الجنيــــن البشـــــري.. ارادة وأنوثـــــة

صورة

مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم
 الدكتور سميح خوري-  كثيرون من الاطباء البحاثة شبهوا الجنين وما يحيط به بعملية زرع عضو او بنمو ورم، في جسم الحامل.
 والواقع يعلمنا ان هذا التشبيه الطبي، ليس مبالغا به لانه بالفعل، له جذور علمية لا يمكن التغاضي عنها.
فالجنين هو:  عملية زرع عضو في جسم غريب او نصف غريب، لانه يملك مستحضرات غريبة في جسم الحامل، تعود الى موروثات ابوية، وشخصية خاصة  ومشيمية وليس فقط مستحضرات متأتية في جسم مستضيفه لكن هذه العملية الزراعية الطبيعية، لا يرذلها جسم الحامل كما هي الحال في زراعة الاعضاء، اختباريا وجراحيا، لذى نرى انفسنا ، امام مشكلة مناعية كبرى.

 مضادات حيوية مميزة 
فالمرأة التي تصير حاملا، تكون قد تعرضت بشكل طبيعي لخلايا شريكها الغريبة عبر الجماع، فالمني يحمل بعض الانسجة البروتينية، يقال لها مولدات المضاد(أي بروتينات تثير استجابة المضاد الحيوي).
ولكن وبشكل طبيعي تنتج المرأة الحامل مضادات حيوية مميزة حموه وتحمي خلايا الارومة الغذائية Trophoblast من المضادات الحيوية الاخرى. وهذه المضادات الحيوية المميزة، الخاصة بالحمل تسمي المضادات الحيوية المحصرة Enhancing Antibodies.
بالنسبة لتشبيه الجنين بورم فهذا امر صحيح ايضا، لان الجنين ينمو، ويكبر ويتمتع بانقسام الخلايا بصورة سريعة وعجيبة لكن بعكس ما يحصل في احوال السرطان، يقف ذلك النمو عند حد مرسوم مسبقا، لانه مبرمج ضمن حدود معترف بها بيولوجيا اذا نرى انفسنا امام مشكلة نمو مدروسة وانقسام انسجة وخلايا مصمم، واكتساح جسم مبرمج.

 الذي يسلم زمام الامور ؟.
اما اعتبار الجنين وكأنه طُفيلي، فذلك عادي جدا نظرا لضرورة التزامه بالحامل ليعيش   حتى وقت الولادة اجل انه ضعيف ملزم في جسم محتم ،لكن المستضيف لا يظهر علامات ضعف او احباط او بوادر تسمم لذا فاننا امام تأقلم بيولوجي غريب، ووفاق تام بين الجنين والحامل.
 ماذا عسانا نقول عن حب الحامل البيولوجي وقبولها العفوي بجنين(..) في الوقت الذي يملي فيه هذا الاخير شروطه البيولوجية على مستضيفه ويتسلط عليه وماذا عسانا نفكر بعبقرية هذا الضيف الصغير، الذي يسلم زمام الامور الى مسؤول عنه، هو السخد (المشيمة) فيتنازل اليه عن جميع حقوقه، ويوليه الثقة كاملة وكأنها وكالة غير قابلة للعزل، ليخدمه ويسهل عليه ويوصله الى شاطىء الامان. والمشيمة تربط عملية التنفس بينه وبين امه وكذلك تقوم بوظيفة تبادل المواد، بحيث يتضح انها تلعب دور الكلى، والرئة والامعاء.
 في الواقع  تعمل المشيمة وكأنها فلتر خاص، وهي ليست مجرد فيلتر بين الحامل وجنينها وانما لها ايضا وظيفة استقلابية وهرمونية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com