الأحد، 6 يناير 2013

تبادل المعرفة بين الاجيال .. والسر جهود ذاتية!

صورة

رياض ابو زايدة  -  الاهتمام بالقراءة ، والسعي الى المعرفة بشكل جماعي ، هو ما تسعى أندية القراءة المجتمعية الى تحقيقه على أرض الواقع عبر مناقشة عناوين كتب ادبية وفكرية شهريا بغرض الاجابة على الاسئلة التي تركها المؤلفون بين طياتها.     مهتمون بالشأن الثقافي يؤكدون اهمية تقديم العون والمساعدة من أجل المساهمة في ايجاد حالة ثقافية في المجتمع تبدأ من الشباب من خلال تبني مشروع اندية القراءة المجتمعية بحيث يتم تعميم التجربة على كل المحافظات.

 تشجيع القراءة في المجتمعات المحلية 
تجربة مشروع نادي القراءة المجتمعي ( انكتاب ) من التجارب اللافتة في العاصمة ، حيث وصل عدد الكتب التي تمت مناقشتها منذ بدء المشروع في شباط العام 2011 الى أكثر من 35 كتابا وفقا لقول احد مؤسسي المشروع وصفي القدومي .
وتوزعت عناوين الكتب ، بين الادب العالمي والعربي بدءا من الكتب الفكرية والادبية الى الروايات والشعر مثل : كتاب اللجنة لصنع الله إبراهيم، والهويات القاتلة لأمين معلوف، والعقد الاجتماعي لجان جاك روسو، وطبائع الاستبداد لعبد الرحمن الكواكبي ورواية عزازيل ليوسف زيدان وغيرها.
ويبين القدومي ان (انكتاب) عبارة عن مشروع ثقافي يهدف الى تشجيع القراءة في المجتمعات المحلية من خلال مجموعات يتم الاتفاق فيما بينها على قراءة كتاب معين خلال فترة محددة ومن ثم الاجتماع في احد الاماكن العامة لمناقشة أبرز ما ورد فيه من افكار وطروحات.

 صفة الهدوء واستيعاب الحضور 
ويشير الى ان الاماكن التي يجري فيها الاجتماع من اجل مناقشة الكتب تتنوع وتختلف باختلاف مضمون الكتاب , وهناك خصوصية معينة تفرض علينا اختيار المكان الذي يجب ان تتوفر فيه صفة الهدوء واستيعاب الحضور الذين قد يصل عددهم الى اكثر من 20 شخصا في كل جلسة.
كما ان تعدد الاماكن التي تناقش بها الكتب يعود الى رغبة المؤسسين بالمحافظة على استقلال المشروع بحيث يتم التركيز على الكتاب وليس على الجهات التي تستضيف مجموعات القراءة، بحسب القدومي. 
ويقول ان (انكتاب) تمكنت خلال الاشهر الماضية من تكوين مجموعات متنقلة عقدت جلسات عامة للقراءة ضمن المشروع في عمان والمناطق الاقل حظا , وهناك مشروع (خطوة) الذي يتضمن تكوين مجموعات لاشخاص جدد لقراءة ثمانية كتب خلال اربعة اشهر مبينا انه تمت اقامة ثلاثة معارض للكتب المستعملة .
ويصف استاذ الدراسات العليا في قسم اللغة العربية بجامعة البترا الدكتور احمد الخطيب وجود اندية القراءة بانها ظاهرة ايجابية وصحية ووسيلة هامة لاثراء الحياة الادبية والثقافية وتنمية الذوق العام باتجاه بناء حراك ثقافي حقيقي في المجتمع .
ويثني على جهود هؤلاء الشباب واصفا اياهم بالغصن المثمر ,ودعا الى تقديم المساعدة لهم ودعمهم من خلال تزويدهم بالكتب والاصدارات وتوفير المكان الملائم .

المؤشرات الحضارية 
طالب د.الخطيب ،ضرورة تكريس وتأطير هذه الاندية بحيث لا تكون عشوائية ويغلب عليها طابع اللقاءات الرسمية , بل يجب ادارتها كصالونات ادبية جادة لها دورها الهام، مبينا انه يجب القاء الضوء عليها اعلاميا واعطاؤها حقها كظاهرة صحية في المجتمع ما يسهم في جذب المزيد من الاشخاص اليها.
وقال ان القراءة وتشجيع الاخرين عليها هو معيار التحضر في المجتمعات الانسانية، موضحا ان المؤشرات الحضارية في أي أمة هو كم يقرأ افرادها ، بالاضافة الى تعدد طبعات الكتب ودوام الاصدارات من قبل دور النشر  وتنوعها .  وينصح الدكتور الخطيب الذي يشغل عميد شؤون الطلبة في جامعة البترا , هؤلاء الشباب بالسماح لخبير او اكاديمي من ذوي الخبرة بادارة جلسات الحوار في اندية القراءة ما يسهم في اثراء النقاش وتوجيهه واستثمار الوقت بطريقة جيدة تفيد الجميع ما يوصلهم الى مستويات متقدمة في نقد الكتب بشكل منوع ومختلف .
ويوضح ان انضمام هذه الشخصية الى مجموعات القراءة في كل مرة يسهم في رفع سوية القيمة المرجوة من كل جلسة بحيث يتم اعطاؤها الجدية التي تسهم في بناء ثقافة ومعرفة في آن معا.  ولا يخشى الدكتور الخطيب على الشباب من العناوين التي يتم اختيارها في كل مرة ، مشيرا الى ان هؤلاء الشباب رجال مسؤولون عن انفسهم وعن فكرهم وينبغي اعطاؤهم الحرية الكاملة في اختيار ما يقرأون ويناقشون.
ويشير الى وجود سيدات في المجتمع يتنادين ويجتمعن في وقت معين لمناقشة اعمال روائيين مثل عبده الخال وسميحة خريس ودواوين شعر، موضحا ان ذلك يعيد الينا الصالونات الادبية التي عرفت في تاريخ الادب العربي كصالوني العقاد ومي زيادة.
مدير مشروع مكتبة الاسرة في وزارة الثقافة د. احمد راشد قال ان :»اقامة مجموعات للقراءة ومناقشة الكتب أمر ايجابي ويبشر بالخير خاصة في ظل عدم وجود انشطة وبرامج تشغل اوقات الفراغ لدى الشباب بصورة عامة، وتستغل الطاقات الموجودة لديهم بصورة مفيدة».
وبين ان:» القراءة توسع مدارك القارئ وتؤثر في المجالات التي يهتم بها المجتمع، خاصة في تلك القضايا التي تتصل بالواقع المعاش والمشكلات التي يعاني منها الشباب في كل مكان».

 جهود ذاتية 
وطالب د. راشد بضرورة دعم اندية القراءة ورعايتها حتى وان لم يطلب هؤلاء الشباب الدعم، مشيدا بجهودهم الذاتية واعتمادهم على انفسهم في كثير من الاحيان من اجل القيام بمثل هذه النشاطات الثقافية بشكل دائم.
ويشير الى لقائه مجموعة من الشباب المعنيين بتكوين مجموعات للقراءة، واقتراحه عليهم القيام بهذا العمل بشكل منظم بغرض اعطاء هذا الجهد المصداقية التي يستحقها وبدون اي تدخل من الوزارة ، مؤكدا استعدادها لتقديم اصدارات وتأمين محاضرين اضافة الى الدعم المادي لمثل هذه المجموعات.
وكشف ان عددا من المدارس الخاصة طرحت على الوزارة اقامة اندية قراءة، والوزارة تفكر حاليا في ايجاد رواد دائمين لمكتبة الاسرة في هذه المدارس خاصة في الصفوف الاولى بهدف ايجاد جيل جديد يؤمن بالقراءة ويعي اهمية الكتاب منذ الصغر. 
بترا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com