الأحد، 13 يناير 2013

تغيرات مناخية متوقعة في 2013



إسراء الردايدة

عمان- إنه عام جديد، ويمكن توقع الكثير من التحديات المناخية فيه؛ الجديدة والقديمة على حد سواء، مع تغير التوقعات والتنبؤات للمناخ في هذا العام وما بعده من خلال الاتجاهات التي برزت في العام الماضي، خصوصا إعصار ساندي الذي حصل في الأشهر الأكثر سخونة.
والمناخ هو متوسط الطقس الذي نختبره يوميا، وتأثيره على أحداث الطقس بأمورا محتملة ومعينة، ولكنها لم يتم التيقن منها بعد، ما يجعل من نجاح التوقعات كلها حول التأثير على التغير المناخي في أي سنة أمرا ليس ممكنا، وأفضل ما يمكن فعله هو القول ما هو المرجح أن يشكل تحديا، وسط التيقن من أن هناك العديد من العوامل ذات الصلة بالتغير المناخي والتي ستحدث ربما ومن أبرزها لهذا العام:
- الدفء سيتواصل أكثر فأكثر، وسنتابع كسر سجلات الحرارة الأكثر دفئا، إذ سجلت اتجاهات علمية تصاعدا في درجات الحرارة والتي تبلغ في المتوسط حوالي 0.16 درجة مئوية في السنة، وفي الواقع هذا الأثر مرتبط بتوقع التغير المناخي، لذا فإن توقعات الانحباس الحراري مستمرة بدون قول.
وهذه الظاهرة المتعلقة بالدفء المتزايد تحجب تقلب الأحوال اليومية، ومن الضوضاء الذي ترتبط بثلاثة مصادر فعالة هي؛ النشاط الشمسي والنينو والنشاط البركاني.
ولكن من السهل إزالة هذه الآثار وكشف الاتجاهات الأساسية التي تعزى للانحباس الحراري، وقد تأكدت هذه الاتجاهات في نواح كثيرة أبرزها؛ ملاحظات الأقمار الصناعية التي تظهر على شكل مزيد من ارتفاع درجات الحرارة في الغلاف الجوي، والتي تدخله إلى جانب الغازات المنبعثة منه، ما يرفع من ظاهره الانحباس الحراري مسببا ملاحظة هذا الدفء الحراري في طبقة رقيقة من الهواء الذي نتنفسه.
كما أن النينو مرتبط بدرجات الحرارة القصوى التي تسجل بعد أربعة أشهر من أي حدث مناخي، والتي تطلقها حرارة المحيطات وأثرها الذي تتركه، وأحوال النينو لا يتم التنبؤ بها حاليا للعام هذا، ولكن إن حصلت، فإنها يمكن أن تسهم في رفع درجات الحراة، والتي هي بالفعل سجلت ارتفاعات قياسية.
- استمرار الجفاف، خصوصا في الولايات المتحدة الأميركية والجنوب الغربي والتي شهدت جفافا مدمرا، ومن المتوقع أن ترتفع ظاهرة الجفاف عالميا وفقا للإدارة الوطنية لدراسة المحيطات NOAA، فإن التغير المناخي سيستمر، ما يعني استمرار الجفاف مستقبلا.
- تراجع الغطاء الجليدي وانخفاضه بنسبة أعلى، في 16 من أيلول (سبتمبر) من العام الماضي سجل الحد الأدني للجليد البحري في القطب الشمالي من حيث مدى المساحة الثلجية وحتى الكثافة، وهذا يعني أن جزءا ضخما من الجليد في القطب الشمالي وللمرة الأولى سيذوب بكميات كبيرة، خصوصا أن الجليد الحديث والذي يسمى الأصغر سنا أرق من الجليد المتراكم منذ مدة طويلة، ما يعني أنه من السهل أن ينكسر ويذوب بسرعة أعلى في فصل الصيف، وفي هذه الظروف، فإن استنزاف الجليد في القطب الشمالي يتعزز في هذا العام، ولو لم يسجل أرقاما جديدة، إلا أنه من المرجح أن يشهد انخفاضا في الغطاء الجليدي، علما أنه على وجه العموم، فإن الحد الأدنى للتناقص الجليدي المتواجد في القطب الشمالي من المرجح أن يسجل 13 % في العقد الواحد.
- الصيف سيكون أطول، وسيميل الخريف بأن يتبع لاحقا وستبقى الأوراق على الأشجار لعشرة أيام  أكثر مما بقيته في العام 1980، والربيع سجل حضورا مبكرا في منتصف القرن الحالي، كما سجل من خلال تكون أوراق جديدة، وكل هذه التحولات الموسمية لديها جذور مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، بدءا من طول اليوم والأمطار التي تؤثر في التغيرات الموسمية، وهذا ما سبب التقلبات الفصلية والسنوية، وبالرغم من كل هذا فإن الاتجاهات المناخية تشير إلى أن فصل الصيف سيكون أطول مستقبلا.
-  ارتفاع متواصل في مستويات البحر وتزايد العواصف، إذ ستتواصل المناطق الساحلية بالتعرض للخطر والتي يجلبها التغير المناخي جراء ارتفاع مستوى المياه في البحر، والتي تسببها العواصف المرافقة لها  وهي تجعل من المطر أكثر كثافة. وهذه العوامل الثلاثة تضع المناطق الساحلية بخطر محدق ومثال عليها الأعاصير التي ضربت منها العام الماضي مثل نيويورك ونيوجيرسي، وهذه الأحداث تنعكس على الطقس باتجاهات لا يمكن التنبؤ بها مسبقا.
ولكن المرجح هو أن التغير المناخي بتزايد وينعكس على متوسط مستوى سطح البحر الذي ارتفع حوالي 8 بوصات منذ العام 1880، وسيستمر هذا الأمر وستشعر به الدول الجزرية المنخفضة وتعاني من آثاره الشديدة، وفي العام الحالي ستسمر الفيضانات وستكتسح المنازل والحقول.
 وفي مواجهة مثل هذه التحديات المستمرة، فإنه يمكن توقع تشجيع الحلول المختلفة من الخبراء والفاعلين في مجال التغير المناخي للتقليل من أثرها، مثل نشاط في تصميم خلايا شمسية فعالة وجهود كبيرة في الاجتماعات السياسية ومواصلة القتال في اتخاذ قرارات حاسمة ترضخ لها السياسات والاقتصاد من أجل إنقاذ الكوكب.

israa.alhamad@alghad.jo

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com