د. جميل القدسي الدويك 
(مأخوذ بتصرف من كتابي القولون العصبي) 

لو أردنا في يوم من الأيام وضع الأمراض المزمنة في قائمة تصنيفية لنرى أيها اشد وطئا وأفتك أثرا وأكبر هما وغما على الإنسان وجسده ونفسه، فلربما لا نكون قد بالغنا أبدا عندما نجد أن مرض القولون العصبي يتربع على قمة عرش هذه الأمراض إذ إنه يسكن قمة الهرم في ذلك بلا منازع، فهو بطل في الفتك ومتفرد في الإزمان، ومتميز في صناعة الإعياء والإضناء لكل من يعيش معهم من بشر, ولعل القولون العصبي يعتبر من الأمراض الوحيدة التي يفتن الإنسان في اليوم مائة مرة ويقتله ألما وما هو بميت، ويقتله عذابا ووسواسا وفكرا وهما وغما واكتئابا ولا يقضي عليه، هذا المرض العضوي النفسي الذي لا يترك جزءا من الجسم إلا وقد نال منه وأثر عليه أيما تأثير، ولعل ذلك ما يفسر لماذا كان استخدام اسم متلازمة القولون المتهيج أكثر تعبيرا وأقوى علميا وأقوم قيلا من غيرها من الألفاظ، لأن المتلازمة تعني تلازم مجموعة هائلة من الأعراض مع بعضها بعضا، تأتي وكأنها طقم منسق منمق متلازم في غدوه ورواحه. 
وداء القولون العصبي يفني ما في جيب المرء من دخل، ويجعل مدخراته تضيع هباء منثورا على فحوصات عديدة مديدة ليس منها طائل ولا تخفف من وطأة القولون من شيء، فكم هي كثيرة المناظير التي يعيشها مريض القولون العصبي خلال شهور حياته والتي يكررها مرارا وتكرار لفحص هذا القولون المتعذب، وكم هي عديدة مناظير المعدة والطرق الهضمية العلوية التي يفعلها كذلك، ولعل هذه الصورة ما زالت لا تفارق مخيلتي أبدا، فما زارني من مريض بالقولون العصبي في عيادتي إلا وجدته يحمل في جعبته صورا شعاعية وطبقية عديدة يكون قد أجراها عبر سني عمره الطويلة من المعاناة مع هذا المرض والذي يزداد ويتغول يوما بعد يوم ولا ينقص أبدا، وكم هي سميكة تلك الملفات التي يحملها مرضى القولون العصبي في حلهم وترحالهم والتي تحمل بين دفتيها فحوصات الدم المتنوعة والعديدة وكذلك فحوصات مخبرية كثيرة لمشعرات السرطانات التي يعتقد من أصابه القولون العصبي أنه مصاب بها في بطنه، وذلك لما أقلقته وأرقت مضجعه براثن أعراض هذا القولون العصبي، ومثلها يحمل أيضا أعدادا مختلفة من الفحوصات الأخرى، غير أنني يجب أن أعترف هنا بأن كل ما فعله المريض من صور شعاعية ومناظير طبية وفحوصات مخبرية وأرهق جيبه وكاهله وأسرته معه، كان للأسف دون جدوى وبفائدة تقرب الصفر، فهذا مرض يتشخص بنفي الأسباب الأخرى، غير أنه يحدث من القلق وبالبلابل والتوتر والأفكار السوداوية عند مريضه ما يجعله ينفق كثيرا مما يملك، كي يجد طريقا لإنهاء هذه المعاناة، ودون سبيل لذلك أبدا، فالإحصائيات تشير إلى أرقام فلكية مخيفة، ففي الولايات المتحدة وحدها تؤكد الدراسات أنه ما ينفق على مرض القولون العصبي في سنة واحدة فقط يعادل 8 مليارات دولار، وهو يؤدي بالمصابين به إلى أخذ إجازات مرضية تتراوح بين 7-13 يوما في كل سنة من شدة ما يعانون من براثنه وأغواله، وإذا علمنا أن ربع البشرية تعاني من مرض القولون العصبي، أدركنا حجم العبء الذي تحمله كل دولة وحجم الخسارة الكبيرة، عندما يغيب ربع موظفيها في كافة أركان الدولة ووزاراتها، عن عملهم مدة 13 يوما كل سنة، لا لشيء أبدا، إلا لأنهم مصابون بالقولون العصبي. 
 وأقول لعل ما من الله سبحانه وتعالى به علينا جعلنا نجد طرقا غذائية خاصة تجعل الاحتفال بالخلاص من هذا المرض أكبر فرحة يمكن أن يعيشها الإنسان في حياته.
غير أن أول خطوة نخطوها في بداية هذا الطريق في الغذاء الموجه هو معرفة السبب، فكما قيل فيما أثر من القول، إذا عرف السبب، بطل العجب، ومن هنا سيكون لدينا سلسلة من المقالات نتناول في كل واحد منها فردا من أفراد هذا المتلازمة، نحلله، نقف على أسبابه، ونغوص في معرفة آلياته التي يحدثها لنضع من الطعام الخاص والأنواع المميزة من الخل والزيت ما يتغلغل في عمق هذه الألية وما أثبتت الدراسات العلمية أنه يتفق مع هذه الآلية، ويحل تعقيدها وشدتها بطريقة علمية سهلة يمكن تحقيقها,كما تسحب الشعرة من العجين.
الحقيقة أن متلازمة القولون العصبي هي أكثر شبها بمجموعة من الحبال المعقودة بداخل بعضها بعضا بشدة وإحكام، فهي متداخلة بشكل معقد يجعلها ككتلة واحدة، وكلما حاولت أن تسحب واحدة من هذه العقد زاد الشد على العقد الأخرى أكثر وأكثر، ولكن كلما استطعت أن تفك عقدة من هذه العقد سهل لك هذا فك العقد الأخرى بشكل مذهل وجميل ومبشر.
ولعل أهم آلية تدك أركان المريض في داء القولون العصبي وتقلق يومه وتنغص عليه حياته، والتي تكون عادة السبب الأول والأعظم في تسطير قائمة الأعراض الطويلة ورسمها، هي زيادة تكاثر البكتيريا في القولون وزيادة فوعتها بشكل جنوني، وأذكر هنا بأن التمييز بين زيادة الفوعة البكتيرية القولونية، وبين البكتيريا الطبيعية المتعايشة في القولون بدون فوعة، يعتبر من الحكمة ومن الفهم الدقيق لمفاتح هذا المرض، غير أن السؤال الذي يقفز إلى هذا المقال في هذه اللحظة، والذي يثير في فكرنا استفهامات واسعة ؟ من أين تأتي البكتيريا إلى جسم الإنسان، وكيف تستوطن قولونه فترة عظيمة لتزداد فوعة وقوة وانتشارا وتكاثرا عند مريض القولون العصبي ؟ 
 والجواب على ذلك يبحر في الحقيقة العلمية التي تخبرنا أن الله العظيم قد بدأ خلق الإنسان من طين، والطين من منظور العلم الحديث ما هو إلا ماء وتراب وبكتيريا تسكن بين ذرات الذرى وحبيباته، ولسنا نبالغ أبدا عندما نقول أن البكتيريا في الطين تلعب جزءا حيويا غاية في الأهمية والحساسية في أجسام الخلق المخلوق من هذا الطين، إذ ترسم لنا الدراسات الزراعية وفي علم التربة لوحة مليئة بالحقائق العلمية، تخبرنا فيها أن غراما واحدا من هذا التراب الضئيل الذي لا يكاد يبين يحتوي على ما لا يدركه العقل من جيوش البكتيريا وأنواعها يبلغ في تعداده ألف مليون في هذا الغرام الذي تستصغره العين وتهمله، ولعل هذا يذكرنا بقصة الفيلم الكرتوني الذي يحمل فيه فيل زهرة، تبدو كزهرة من الأزهار لكنها تحمل في أركان ذراتها وجزيئاتها قبائل من المخلوقات المذهلة تعيش وتأكل وتتكاثر وتشرب كأمم أمثالنا، وهكذا هي قبيلة الألف مليون من البكتيريا التي تسكن غراما واحدا من التراب الذي خلقنا منه، وكما بنو الإنسان هم أمم منهم الطويل ومنهم القصير ومنهم الرفيع ومنهم السمين فأكثر ما يسكن هذا الغرام الواحد من التربة نوع من البكتيريا يتميزون بطولهم ورفع أجسامهم وكأنهم عصي، ولذلك استحقوا عن جدارة من بني الإنسان لقب البكتيريا العصوية، إذ إنهم يظهرون لنا أنفسهم تحت المجهر بهذه الهيئة، والمذهل أيضا أن نفس هذه العشيرة من البكتيريا، التي تظهر على سائر البكتيريا بطولها ورفعها وعصويتها، هي التي تسكن قولون الإنسان وتستوطنه، وكأنها انتقلت في كل مراحل خلق الإنسان وخطواتها من التراب لتكون في القولون قبيلا وعشيرا. وبالرغم من أن هذه البكتيريا لا تكاد ترى بالمجهر, إذ إنها ضئيلة جدا في حجمها ووزنها وأبعادها، غير أن تكاثرها الذي يجعلها من كل حدب تنسل وتنقسم، يجعل لها من الأعداد الخيالية المذهلة ما يحقق وزنا بالأطنان، فالهكتار الواحد كما يخبرنا علم التربة يستوطن فيه 2000 كيلو غرام من هذه البكتيريا. 
فلا عجب إذن ما دامت هذه البكتيريا قد ارتحلت وأنتقلت في كل مرحلة من مراحل خلق الإنسان من طين إلى أن سواه الله تمثالا فعدله، في أي صورة ما شاء ركبه، فكما كانت في التربة جيوشا وقبائل وعشائر حتى في الغرام الواحد من التربة، فهي ما زالت كذلك بعد مراحل الخلق كلها في قولون الإنسان الطبيعي، فما بالكم بمن مرض قولونه واعتل ليصبح عصبيا ؟ 
فقولون الإنسان يستوطنه أكثر من خمسمائة قبيلة مختلفة وعشيرة متباينة من الجراثيم والبكتيريا، ولكن لعل أكبرها عددا وأكثرها عدة أولئك الأقوام البكتيرية الطوال الرفيعين في شكلهم وهيئتهم، ولا غرو إذا أن نعلم أن غراما واحدا من المواد البرازية يوجد به وسطيا حوالي 30-40 مليارا من هذه الجراثيم والبكتيريا، ولا عجب إذا أن نرى بأن كل إنسان على وجه هذه البسيطة يطرح في يوم واحد فقط حوالي 17 تريليونا من الجراثيم مع الغائط، ليعيدها إلى التربة، فمنها خلق وإليها يعود ومنها يخرج تارة أخرى. 
ومن هنا تنبع خطورة داء القولون العصبي، فالآلية الاهم في إطلاق طلقة البدء في هذا المرض الشديد الأليم، هي جيوش مجيشة وأعداد خيالية وأنواع مذهلة من كائنات لا ترى بالعين ولا يبصرها الإنسان، وهنا يكمن خطرها وفتكها وألمها وإيلامها وخباثتها، أنك تواجه عدوا لا تراه ولا تعرف عنه شيئا أبدا، ولذلك كان أول الخلاص من هذا المرض بإذن الله، معرفة أسبابه، وأولها عدو خفي كبير جرار اسمه بكتيريا القولون، أما كيف نفهم أنواع هذه البكتيريا الخمسمئة، وكيف نعيد توازن قواها الاستراتيجي، وكيف نقتل ما فاع منها وطغا وبلغ التريليونات في عدده ؟، فهذا هو أول الغيث لمريض القولون العصبي.
 
 دور البكتيريا في
 بدء المرض وتفاقم هجماته
 وهذه المقدمة في الحقيقة تجعل مريض القولون العصبي يقف أمام جيش خفي في قبائل وعشائر جرثومية لا يرى بالعين المجردة أبدا ولكن ترى آثار آلامه وعذاباته لمريض القولون بكل حواس الجسم وأجهزته، فهل من دليل متين، وبرهان أكيد على أن البكتيريا تلعب الدور الأكبر في المساهمة في داء القولون العصبي وبراثن أعراضه المضنية ؟ 

أقول نعم 
فالدراسة التي أجريت على 544 شخصا أصيبوا بالتهاب معدة وأمعاء حاد، أثبتت أن أكثر من 25% من هؤلاء الذين أصيبوا بهذا الالتهاب البكتيري الحاد في أمعائهم قد أصيبوا بعدها بمتلازمة القولون العصبي، وفي دراسة أخرى أجريت في جامعة أخرى على مرضى القولون العصبي أنفسهم ذكر 33% منهم أن داء القولون العصبي ببراثنه وأدوائه قد ابتدأ معهم على شكل أعراض مثل أعراض التهاب المعدة والأمعاء تماما، وتلا هذا الداء بحذافيره، هذه الاعراض مباشرة. 
 وفي دراسة ثالثة أخرى، أثبتت أن التهاب البروستات الجرثومي الحاد عند الرجال وكذلك التهابات عنق الرحم والملحقات الجرثومي الحاد عن النساء يتبع بنسبة عالية تصل إلى 30% بالإصابة بمتلازمة القولون العصبي، ولعل الآلية في حدوث ذلك واضحة للعيان وجلية للمتأمل وبائنة بسهولة لأي مختص في العلوم الطبية، إذ إن موقع المستقيم عند الرجال (وهو الجزء الأخير من القولون) يسكن عادة خلف البروستات والمثانة مباشرة، في حين أنه عند الإنثى يسكن المستقيم والقولون خلف الرحم تماما، وهذا ما يفسر كيف يمكن للالتهابات البكتيرية التي تغزو هذه المنطقة من البروستات والمثانة والرحم أن ترحل لمسافة قصيرة وتنقل لجوارها، أي للقولون والمستقيم، ولعلنا لا نجافي الصواب أبدا عندما نقول أن العكس صحيح تماما ، ولذلك نجد أن جرثومة الإيشريشيا كولي وهي أكثر جرثومة على الأطلاق في إحداث التهاب القولون عند النساء وهي نفسها التي تسبب التهاب المثانة والتهاب الطرق التناسلية عند النساء.
وتشير الأبحاث إلى انطلاق متلازمة القولون العصبي بعد إنتان الأمعاء بنوع من الجراثيم يعرف باسم الكامبيلوباكتر campylobacter وخصوصا ذلك النوع من هذه الجراثيم الذي يفرز السموم في الأمعاء toxin ، إذا لاحظ العلماء أنه ولمدة سنة كاملة بعد الإصابة بهذا الجرثوم تحدث تغيرات في الغشاء المخاطي للقولون تساهم بشكل مذهل وكبير في إحداث متلازمة القولون العصبي، ولعل أهم هذه التغيرات هو زيادة الخلايا الهرمونية المعوية في داخل الأمعاء والتي سنتطرق بإذن الله للدور الهرموني في القولون العصبي، وكيف تزداد أعراضه ومنغصاته وانتفاخاته، عند كثير من النساء قبل دخول الدورة الشهرية لموعدها وما يترافق ذلك من اضطرابات هرمونية مختلفة في تلك الفترة، وسيكون ذلك في مقال مفرد لذلك 
والمذهل أيضا أن حدوث القولون العصبي بعد الإنتان الحاد للمعدة والأمعاء بالبكتيريا والجراثيم يزداد بشكل كبير عند المدخنين، والذين أبشرهم بطريقة سهلة للإقلاع عن التدخين بسهولة، وكذلك عند المصابين بالاكتئاب والذي يعتبر عند البعض جزءا من داء القولون العصبي إذ إننا سنفرد لهذا الاكتئاب الكبير مقالا أو إثنين بإذن الله في هذا السلسلة. 
ولعلنا نلمس فيما سبق دور البكتيريا والإنتان الجرثومي في إحداث وبدء حدوث متلازمة القولون العصبي، ولكن سؤالنا هنا، هل يتوقف دور البكتيريا على أن تكون نقطة البداية ونقطة الصفر التي يتم عندها إطلاق هذا الصاروخ المدمر، وأقصد بذلك القولون العصبي، أقول لا، فدراسات كثيرة تتوالى تترى، تثبت زيادة تكاثر البكتيريا في الأمعاء الدقيقة عند القولون العصبي، وقد تم أثبات هذا التكاثر وهذه الزيادة في جراثيم الأمعاء الدقيقة من خلال اختبار مميزرائع و يعرف باسم اختبار التنفس لاكتيولوز هيدروجين lactulose Hydrogen breath test وهو يعتبر أحد الفحوصات التي تستخدم في الكشف والتحري عن داء القولون العصبي، إذ يتم إعطاء المريض 10 غرامات من اللاكتيولوز أو 70 غراما من الجلوكوز، إذا إن اللاكتيولوز لا يتم امتصاصه في الأمعاء الدقيقة، مما يجعله يجذب البكتيريا إليه لتتغذى عليه كما يجذب المغناطيس برادة الحديد، ومن ثم تؤخذ عينة من هواء الزفير عند لحظة البداية وكذلك كل 20 دقيقة، ويتم دراسة هواء الزفير هذا، وعندما يكون هواء الزفير غنيا بغاز الهيدرجين أو غاز الميثان أو كلاهما خلال الساعتين الأوليين من الاختبار الذي يستمر ما بين 3-5 ساعات، فهذا علامة قوية على وجود زيادة لتكاثر البكتيريا في الأمعاء الدقيقة. 
ولا يقتصر دور البكتيريا على هذا، ففي دراسات مطولة على أنواع البكتيريا الموجودة في القولون وجود حدوث تغير كبير في أنواع البكتيريا (الخمسمائة في عددها) التي تعيش بين جدران هذا القولون الذي أصبح عصبيا ، وقد كان التغير في الجزيئات البكتيرية التي تخرج مع البراز على ذلك دليلا، فقد اختفت السلاسل الجزيئية لعصيات اللاكتوبسيليس lactobacillus مع الخروج بشكل كبير، وهذه العصيات هي التي نعرفها بأنها عصيات مفيدة نافعة للإنسان، ولقولونه، فهي تحمل الخير له وتفيده بشكل كبير، واختفاؤها يفقد التوازن الاستراتيجي في القولون بين قوى البكتيريا الشرسة وقوى البكتيريا الخيرة في القولون، فيطغى الفساد والخلل على مستويات عدة عند مرضى القولون العصبي، ولعل خير دليل على ذلك استخدام المضادات الحيوية لفترة طويلة وخاصة ما عرف عنه القوة من أنوعها، الأمر الذي يساهم في قتل البكتيريا النافعة أكثر مما يقتل الجراثيم الشرسة التي تطور المقاومة تجاه هذا المضاد بآليات وطرق مختلفة، وهو ما يسبب زيادة تكاثر هذه البكتيريا الشرسة بشكل اكبر بكثير مما يحدث لدى البكتيريا الخيرة النافعة، فيكون الاختلال وتظهر أعراض المرض. 
في مقالنا القادم، وبعد أن توضحت لنا كثير من الآليات التي يحدث بها تكاثر البكتيريا الشرسة الضارة عند مريض القولون العصبي سنبدأ بوضع الحلول الغذائية الطبيعية لمثل هذه المشكلة، .



قبائل من البكتيريا


أننا خلقنا من طين لازب، يحمل الغرام الواحد منه قبائل من البكتيريا مذهلة العدد وعشائر كثيرة يبلغ تعدادها ألف مليون في هذا الغرام ولما كان خلق الإنسان من طين غني بالبكتريا يعرف بالحمأ المسنون (أي أنه منتن متغير) كانت البكتريا جزءا من خلق الإنسان إن إنها تجعل جسمه وطنا لها تسكنه وتستوطنه سواء أكان ذلك في الفم أوبين الأسنان وفي الإبط أوفي المنطقة المغبنية، ولكن لعل أكثر مناطق الجسم استعمارا بالبكتيريا وانتشارا لها، هي قولون الإنسان, الذي يأوي بداخله أكثر من خمسمائة نوع من قبائل البكتيريا المختلفة وعشائرها، ويسكن الغرام الواحد فقط من خروج الإنسان أكثر من 30-40 مليار عصية بكتيرية، ويقدر ما يطرحه الإنسان يوميا في خروجه ب 17 ترليون عصية بكتيرية وهو رقم مذهل كبير وأضخم بمراحل كبيرة هائلة، مما يطرحه من خلاياه الطبيعية التي تموت يوميا حسب برنامجها للحياة والموت.

www.dr-jameel.com