الخميس، 1 نوفمبر 2012

البترا في ذاكرتنا .. كل عيد

صورة

زياد الطويسي - للعرب أيضا طقوس خاصة في الغزل؛ ما أن عاد من اجازته ونفض غبار الصحراء وتعب العمل عن جسده المتعب، حتى بدأ يتغزل بعنيها مشبها اياها بجبلين شامخين وسط الصحراء..
قالت: بعد أيام قليلة سيأتي العيد.. كثيرون هم الذين سيقضون اجازته على الشواطئ وفي المدن السياحية، كثيرون هم الذين سيركبون الطائرات والسفن، سيسافرون ويسافر معهم حبهم.. إلا نحن..
احتضنها بشغف، وبدأ بمسح دموع الحرمان التي بدأت تهل من عينيها، ثمّ بدأ بالغزل ومنحها قبلة العاشق..
قال: صحيح أننا فقراء لا نكاد نملك قوت شهرنا، صحيح أن القدر حرمنا من أن نعيش كما يعيش كثيرون إلا أننا سنعيش عيدا مختلفا هذه المرة وهذا وعد مني..
أعاد النظر في عينيها مشبها إياها بألق أجمل مدينة قضى فيها يوم من إجازة العيد قائلا: تشبهين جبال بترا، وترتسم على وجهك ألوان صخرها الوردي.. وبريق عينيك يشبه إلى حد ما؛ لمعة ماء المطر حينما يجري بين أروقة السيق..
سنسافر إلى هناك وسنعيش أجمل يوم عيد.. فبترا الوردية يا صغيرتي والتي قضيت فيها قبل أعوام قليلة من الآن يوما من عطلة العيد كانت من أجمل المدن.. فرادة في التشكيل والتكوين ولمشهد الجبال التي تحيط وادي موسى سحر خاص..
عادت النظرات والقبل.. غير أنه لا يزال يقرأ في عيني معشوقته حزنا كان وليد الحرمان والفقر..
أكمل: لا تقلقي يا صغيرتي فبترا الوردية قلبها كبير وحضنها دافئ.. هناك لا زال لبهجة العيد حضور.. ولا زالت ضحكة المدينة تبعث الأمل في نفوس زوارها.. هناك لا زال الناس يشبهون الوطن ويفتحون قلوبهم وبيوتهم للزوار من كل مكان..
في اجازة العيد التي قضيتها في البترا، لم أنفق المال الكثير لأن السياحة فيها غير مكلفة.. كما أن أبناء المدينة غمرونا بطيبهم وحسن ضيافتهم.. والأهم أننا هناك سنعيش قصة حبنا من جديد، وستحيي تفاصيلها جبال المدينة التي تشبه وجهك.. ودهشة صنعها التي تشبه سحر عينيك..
ابتسمت وعانقته بشدة وكأن سيرة بترا قد أزاحت الحزن من عينيها.. تابع: هناك سيغني لسيرة حبنا لحنا بدويا كذلك اللحن الذي سمعته أمام أحد محلات بيع التحف هناك، كان الفتى يغني والسياح يلتفون حوله سعداء، فيما كان آخر يوزع عليهم الشاي بنكهة شيح المدينة..
..هناك في أيام العيد أينما ذهبتِ سيقدمون لك الضيافة، وسيسرك مشهد أبناء المدينة وأدلاء السياحة وهم يبتسمون للزوار..
في البترا يا صغيرتي ستكتشفين أننا كنا الأفضل حظا من بين كل الذين خرجوا لقضاء اجازة العيد، سنزور الآثار والطبيعة وعيون الماء وسنجلس على اطلالات وادي موسى..
سيسرك العيد في شارع المدينة السياحي، وستلهم رومانسيتنا دهشة البترا.. وسيغنيك أيمن العمرات موالا على الربابة، وسيسقينا محمد الفلاحات شايا بنكهة الشيح.. ونظل نستذكر بترا الوردية في كل عيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com