السبت، 3 نوفمبر 2012

النانو تكنولوجي : نعمة أم نقمة

صورة

لا يبدو المختبر الكائن خلف   مرآب متعدد الطوابق جذابا بوجه خاص من الخارج  ، لكن «بايوميرس» تعد  واحدة من عدد من الشركات التي ساهمت في وضع سنغافورة في صدارة النانو  تكنولوجي.
وبايوميرس هي شركة للأجهزة الطبية متخصصة في تطبيقات الطب الاحيائي وتعد  الوحيدة في العالم التي تمكنت من إيجاد حل واضح لمشكلة تقويم الاسنان  بمعنى أنه بمقدور المرضى الخضوع للعلاج الخاص بتقويم الاسنان دون الشعور  بالحرج الذي تسببه الدعامات المعدنية قبيحة المنظر.
فقد استخدم الباحثون والطلاب بجامعة سنغافورة الوطنية النانو تكنولوجي   لمساعدة الشركة في تطوير سلك لتقويم الاسنان ثبت فعاليته من الناحية  الاكلينيكية .
ويقول جورج ألفيتراس أحد مؤسسي ونائب رئيس قسم التطوير بشركة بايوميرس  «رأينا على الفور أن المركب الكيماوي  يعد بديلا مثاليا لدعامات  الاسنان. وليس هناك أحد يريد أن يركب له في أسنانه دعامات أشبه بقضبان  السكة الحديد».
ويعتقد كثير من العلماء والشركات أن النانو تكنولوجي تتيح إمكانيات  وحلولا ثورية في مجالات مثل الفلترة لتقليص معدلات نفاد الماء في السدود  ومستجمعات المياه.
هذذه التكنولوجيا قد يكون لها أيضا استخدامات في صناعة النسيج ومنع  الصدأ وأدوات نقل المواد في الطب.
ويقول البروفيسور آندي هور المدير التنفيذي  بمعهد أبحاث وهندسة المواد   في سنغافورة والخبير في مجال النانو تكنولوجي «نشاط البحث في هذا المجال   قد زاد على مدى الاعوام الخمسة الماضية».
لكن استخدام النانو تكنولوجي لا يتم دون  مخاطر وآثار جانبية .  
ويوضح هور ذلك قائلا «لطالما كان العلم يري أن في الامكان التنبؤ بسلوك  أي منتج بمجرد معرفتنا بطبيعته الكيماوية. على سبيل المثال  الملح دائما  هو الملح بغض النظر ما إذا كانت الحبة كبيرة أو صغيرة. أصبحنا نعلم الان   أن الحجم  ليس له تأثير في واقع الامر وأن تلك المواد يمكن أن تطور  خصائص جديدة».
ويقول هور إن المخاطر الصحية التي ينطوي عليها استخدام النانو تكنولوجي   في حاجة إلى التقييم وخاصة في المجال الطبي  وفي انتاج الكريمات والمواد  الغذائية . وأضاف «هناك أمور كثيرة لا نفهمها».
النانو تكنولوجي صار ينظر إليها الان على أنها قادرة على تقديم حلول  لمشاكل خطيرة  في مجالات  متنوعة مثل الصحة وحماية المناخ والطاقة  والزراعة المستدامة.
تقييم المخاطر الصحية الناجمة عن استخدام جزئيات النانو  ترك حتى الان  الكثير من الاسئلة بدون إجابة رغم قول المعهد الاتحادي  لتقييم المخاطر  بألمانيا إنه لا يوجد أي دليل حتى الان  على أن النانو تكنولوجي  تسبب  مشاكل صحية.
يذكر أن سنغافورة قد بسطت  منذ 2006 السجادة الحمراء لشركات النانو  تكنولوجي الناشئة.
وفي هذا الصدد يقول يي - هسين جيان المدير بالهيئة السنغافورية للتنمية  الاقتصادية «كان لدينا 13 شركة تعمل في هذا المجال والان صار عددها 50  شركة «.
ورفعت الحكومة  ميزانية البحث الخمسية بين 2011 و2015 بقرابة 25 في  المئة  لتصل إلى 1ر16 مليار دولار سنغافوري  (1ر13 دولار أمريكي). وأضاف «نقدم حوافز ضريبية وقروضا تنموية أو نتحمل جزءا من مخاطر العمل».

(د ب أ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com