الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

لثـة سليمـة.. قلـب قــــوي !

صورة

د.سهاد سلمن حبش -  ..ربما لم يتاح للموروث الشعبي ؛الانتباة الى دلالات تربط بين صحة الاسنان واللثة - تحديدا- بصحة و امراض القلب .
 و يعتبر التهاب اللثة، ثاني مسبب لفقدان الأسنان بعد تسوس الأسنان (المسبب الأول ) ، ولكنه أخطر وأكبر ضررا من التسوس لأنه في أغلب الأحيان يؤدي إلى فقدان أكثر من سن في آن واحد ، أما التسوس فيؤدي إلى فقدان السن نفسه دون أن يؤثر على الأسنان من حوله .
 ويعد التهاب اللثة من الأمراض «النائمة» أي أن أعراضه بسيطة، يكاد لا ينتبه لها المريض أو حتى إذا لاحظها فإنه يتجاهلها ظنا منه أنها لا أهمية لها .
 أن الخراب، الذي يحدثه مثل هذا الالتهاب كبير ويمتد ليشمل أعضاء أخرى من الجسم، اضافة إلى خراب اللثة والعظم والأنسجة المحيطة بالأسنان .

 الأسنان المفقودة و ظهور أمراض القلب.
 أثبتت العديد من الدراسات، وجود علاقة أكيدة بين مرض التهاب اللثة وأمراض القلب والشرايين ، إحدى هذه الدراسات أجريت على 42 ألف شخص تتراوح أعمارهم مابين 40- 80 سنة تبين من خلالها أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من أمراض في شرايين القلب تصل إلى حوالي 21% عند الأشخاص الذين لديهم فقدان لخمسة أسنان .
 وتصل إلى حوالي 60% عند الأشخاص الذين لديهم فقدان لأكثر من 6 أسنان ، بينما تصل إلى حوالي 80% عند الأشخاص الذين لديهم فقدان لكامل أسنانهم ، أي أن هذه الدراسة، بينت وبشكل واضح أنه كلما زاد عدد الأسنان المفقودة كلما زادت احتمالات ظهور أمراض القلب والشرايين .
 وفي دراسة أخرى وجد ارتفاع ملحوظ بنسبة كولسترول الدم عند الأشخاص المصابين بالتهابات مزمنة في اللثة . وقد فسر الخبراء هذه النتائج على أن وجود التهابات بكتيرية مزمنة في اللثة يؤدي إلى اضطراب مكافحة الجسم للأمراض ويشكل عبئا على جهاز المناعة بشكل متواصل بحيث يضعف من محاربة الجسم للأمراض .

 اللثة عند النساء الحوامل 
كما أن هذه المستعمرات البكتيرية: تعيش وتنهش في الأنسجة المحيطة بالأسنان، وتفرز سمومها أثناء إقامتها الطويلة ، ومن ثم تعبر هذه البكتيريا من خلال الأوعية الدموية القريبة من مكان الالتهاب لتصل إلى القلب متى سنحت لها الفرصة بذلك . 
وعدا عن وجود مثل هذه العلاقة بأمراض اللثة المزمنة وأمراض القلب والشرايين، فقد تبين أيضا وجود علاقة بين التهاب اللثة عند النساء الحوامل وازدياد معدلات الولادة المبكرة وولادة أطفال قليلي الوزن .
 من هنا وجب على النساء معالجة أمراض الفم والأسنان وخاصة أمراض الأنسجة المحيطة بالأسنان قبل الحمل ليبدأن بالحمل بلثة سليمة .
 
 أسباب التهاب اللثة و الأنسجة المحيطة بالأسنان
العامل الرئيسي المسبب لالتهاب اللثة هو وجود طبقة البلاك أو ما يسمى باللويحة الجرثومية وهي عبارة عن طبقة لزجة من البكتيريا واللعاب وبقايا الطعام تلصق بالأسنان وتسبب – إذا ما أهملت – تسوس الأسنان والتهاب اللثة .
 وهناك عوامل أخرى تهيئ لالتهاب اللثة منها وجود بعض الأمراض كالسكري ، أو تناول بعض الأدوية كمضادات الاكتئاب ، أو بسبب بعض التغيرات الهرمونية كالحمل أو البلوغ ، بالإضافة إلى العامل الوراثي والتدخين . 

ماهي أعراض التهاب اللثة ؟
في المراحل الأولى تصبح اللثة حمراء داكنة ، هشة ، ضعيفة ، منتفخة إسفنجية و تنزف لأقل سبب كالتفريش أو أثناء الأكل مثلا .
 ومن ثم تتكون جيوب بين الأسنان واللثة أي تتباعد اللثة عن الأسنان وتظهر رائحة كريهة منبعثة من الفم . وإذا ما أهملت طبقة البلاك فإنها تكون الجير أو الكلس وتبدأ اللثة بالانحسار عن مستواها الأصلي ، وهنا يكون التأثير قد شمل عظم الفك أيضا إذ إن انحسار اللثة عن مستواها يعني أيضا ذوبان العظم من تحتها ، فتنكشف جذور الأسنان وبالاستمرار في الإهمال يزداد حجم التكلس و يزداد تآكل العظم وابتعاد اللثة عن الأسنان فتفقد الأسنان دعامتها من الأنسجة والعظم وتبدأ بالتخلخل .

 كيف يكون العلاج ؟ 
في المراحل الأولى للمرض، يكون العلاج بسيطا وناجعا وذلك بتقليح الرواسب الكلسية (أي إزالة طبقة البلاك والكلس عن الأسنان ) الذي يقوم به طبيب الأسنان المختص ، إذ إنه لا يمكن التخلص من الكلس بالتفريش العادي ، وقد يصف الطبيب بعض العلاجات والمضامض للمريض تبعا لحدة الالتهاب . 

before after 
أما المراحل المتقدمة من المرض فتحتاج إلى جراحة لثوية وتثبيت الأسنان المتضررة بأسنان أخرى قريبة ومدعومة بعظم الفك بشكل جيد .وأحيانا يكون لا مفر من خلع بعض الأسنان في حالة تضررها وتخلخلها بشكل كبير .
وأخيرا لابد من التركيز على أهمية الزيارات الدورية كل ستة أشهر لطبيب الأسنان لعلاج أي مشكلة قبل تفاقمها حيث أنه هناك العديد من الأمراض الكامنة التي لا يمكن اكتشافها إلا من قبل طبيب الأسنان المختص .

www.drsuhad.com


تنظيف الأسنان بانتظام يقي من أمراض القلب
 
قال علماء إن بكتيريا الفم التي تتسرب الى الدورة الدموية يمكن أن تسبب تجلطات وتؤدي الى التهاب شغاف القلب الذي يهدد بالموت أو التهاب القلب نفسه.
وتقيم في الفم أنواع من البكتيريا مثل ستربتوكوكوس غوردوني ويمكن لها إذا دخلت الدورة الدموية عن طريق اللثة النازفة أن تسبب أضراراً خطيرة باكتساب شكل بروتينات بشرية تسبب تجلط الدم الذي قد يؤدي الى نوبة قلبية. واكتشف باحثون في كلية الجراحين الملكية في إيرلندا وجامعة بريستول البريطانية أن بكتريا ستربتوكوكوس غوردوني قادرة على إنتاج جزيء على سطحها يحاكي بروتين فايبرينوجين البشري الذي يسبب تجلط الدم. ويطلق هذا البروتين صفائح دموية تتراكم في الأوعية الدموية.
وأظهرت دراسات سابقة أن عدم العناية بالأسنان واللثة النازفة قد يسمحان بتسرب نحو 700 نوع من البكتريا الى الدورة الدموية. ويزيد هذا خطر النوبة القلبية بصرف النظر عن لياقة الشخص وصحته. والمعروف أن مرض اللثة يسبب رائحة الفم واللثة النازفة، وإذا لم يُعالج فإنه يسبب تسوّس الأسنان وتراجع اللثقة وسقوط الأسنان. ولكن خبراء يقولون إن الخطر الأكبر على الصحة هو مئات الأنواع من البكتيريا الموجودة في الفم.(هلث نيوز)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com