الاثنين، 10 سبتمبر 2012

الخوف من الظلام جزء طبيعي من النمو

صورة

د. سو هوبارد - يختبر الأطفال كلهم تقريبًا مرحلة الخوف من الظلام. من المثير للاهتمام أن نرى طفلاً يذهب سعيدًا إلى الفراش في غرفته التي يعمها الظلام الدامس ويتحول بعمر السنتين إلى طفل يرتعب من الظلال والوحوش في الغرفة المظلمة. كيف يمكن لذلك أن يحدث بين عشية وضحاها؟
الخوف جزء طبيعي من النمو، ويظهر عادة لدى الأطفال الذين يناهزون السنتين إلى الثلاث من العمر. تتطور المخاوف عندما يكبر الطفل بما يكفي وتنمو مخيلته، لكن لم يكبر كفاية بعد لتمييز الخيال من الواقع. فحاولي أن تقولي لطفل في الثالثة من العمر «أن الأشباح ليست حقيقية» و{اذهب إلى النوم»، وأنا أضمن لك أنك ستخسرين المعركة!
يسمى الخوف من الظلام «رهاب الليل» وهو شائع بشكل مثير للدهشة. حتى كشخص بالغ، يبدو أن قلقي ومخاوفي تتزايد في الليل، وفي الظلام، أكثر من القضايا نفسها التي تحدث خلال ساعات النهار.
يتمتع الطفل بمخيلة نشطة جدًا، تتأثر أيضًا بالأشياء التي يراها ويسمعها طوال اليوم. البرامج التلفزيونية وأشرطة الفيديو التي شاهدها الطفل، أو القصص التي سمعها قد تبدو بريئة بما فيه الكفاية خلال النهار، لكن تثير ذكريات مخيفة في الليل.
عندما يذهب الأطفال إلى النوم، وحتى بعد أوقات ما قبل النوم اللطيفة والمهدئة، تجول في عقولهم الكثير من الأفكار التي تشغلهم، وتدخل أدمغتهم في حالة تأهب قصوى في الظلام. فجأة، يتحول الظل في الزاوية إلى الساحرة التي شاهدوها في الفيلم، أو الضجيج في الأروقة إلى «الرجل السيئ». هذه الظهورات مخيفة جدًا.
أفضل وسيلة لقهر هذا الخوف هي مناقشة مخاوف الطفل معه، فتحدثي معه عن الأشياء التي يبدو أنها تثير خوفه. اطفئي التلفزيون والفيديو أو أي أجهزة محفزة، وارسمي الصور التي تجسد أفكار الطفل المخيفة، ثم اجعليه يتخلص منها. غالبًا ما يساعد تمكين الأطفال من التحدث عن مخاوفهم في شعورهم بالتحسن.
علّمي أطفالك حديث النفس الإيجابي وشجعيهم على استخدام عبارات مثل: «أنا لست خائفًا، إنه الظلام فحسب»، أو «أنا لست وحدي. أمي وأبي في الغرفة الأخرى».
إليك استراتيجية أخرى نجحت في منزلنا هي «صندوق النوم». زينّا علب الأحذية وملأناها بأشياء تساعد على جعل أبنائنا يشعرون بالأمان والقدرة على التعامل مع مخاوفهم في الليل. وضعنا في الصندوق مصباحًا يدويًا، وبطاريات إضافية (للإجابة عن مناقشة «ماذا لو كانت البطاريات فارغة؟»)، وعصا سحرية و«الغليتر» الذي يرش في الغرفة، والكتب المفضلة لديهم. فيعلمون أن هذه العلبة هنا إذا ما احتاجوها. غالبًا ما يرغب الأطفال بضوء ليلي، وبعضهم يفضل ترك النور مضاءً في غرفة النوم لفترة من الوقت، ليشعر وكأنه يسيطر على الوضع.
أخيرًا، ثمة كتب كثيرة يمكن أن تقرئينها مع أطفالك عن الخوف من الظلام. زوري المكتبة واطلبي بعض الاقتراحات من أمين المكتبة.
تحل مسألة خوف الأطفال من الظلام عادة في عمر الأربع أو الخمس سنوات، في الوقت الذي يبدأ فيه تفكيرهم «السحري» بالنضوج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com