الاثنين، 10 سبتمبر 2012

شخصية الإنسان .. ضغط الوراثة و قوى المجتمع

صورة
د. نايف الرشيدات - ..«الشخصية» كلمة تتردد بين الناس وفي المجتمع، ببساطة دون ان نعرف في اغلب الأحيان معناها المحدد .
 و سياق « كلمة الشخصية» ، كلمة كبيرة تحمل معاني عدة لها ارتباطها بكل ما في شخصية الفرد تنعكس على معاملاته مع الناس فالشخصية هي الصورة المنظمة المتكاملة لسلوك الفرد التي تميزه عن غيره , أنها تشمل عاداته و أفكاره و ميوله و اهتماماته و أسلوبه في الحياة و عندما نحاول وصف أية شخصية فإننا نفسرها على أساس السمات التي تتجلى على صاحبها مثل البشاشة , التجهم , السخاء , البخل , الصدق , حب السيطرة , الرياء .
عموما؛ لا نستطيع ان نلصق بشخص ما سمة من هذه السمات بل أنها في الحقيقة حصيلة تفاعل هذه السمات ببعضها .

طيب القلب 
..وهنالك على سبيل المثال الشخص الذكي النشيط , طيب القلب و لكنه مستسلم ان مثل هذا الشخص يصلح ان يكون تابعا مخلصا , و كذلك فان اختلاف سمة واحدة من السمات التي تميز شخصية ما قد يؤدي إلى تغيير في الصورة النهائية للشخصية . و تمر شخصية الإنسان في مراحل مختلفة من الطفولة حتى النضج , فالطفل مثلا يظهر صفات متضاربة من السلوك فهو يجب أمه ثم يكرهها في لحظتين متتابعتين , أو قد يكذب ثم يعرب بعد ذلك عن سخطه على الكذب , ان ذلك يعتبر من مظاهر عدم النضج في الشخصية , و مع مرور الوقت و تقدم عمر الطفل تنضج شخصيته و تتكامل .

مستوى الشخصية المتكاملة 
 ما الذي نلمسه عندما تكون الشخصية ناضجة؟ .
 ..إنها ؛ تعني وجود تناسق في السمات التي تميزها بطبع علاقات الفرد بالناس بطابع السلوك الصحيح و قدرته على تحمل كافة المسؤوليات و تقبل التضحيات المختلفة في سبيل بناء أسرته أو مجتمعه , و لكن ليس من الضروري ان يصل الشخص البالغ إلى مستوى الشخصية المتكاملة لمجرد اكتمال نضجه الجسماني , فقد تجد فتاة عمرها ثمانية عشر عاما و تتمتع بنضج في شخصيتها و نجد رجلا في الخمسين يعاني من عدم النضوج في شخصيته 
و لكن هل للوراثة دور في تحديد سمات الشخصية ؟.
 و بعبارة أخرى هل يرث الأولاد عن آبائهم ملامح شخصياتهم ؟ 
ان عمال الوراثة ضعيف في تحديد سمات الشخصية بعاملات الأشخاص الاجتماعية كمواقف الصداقة أو العداء بالنسبة للآخرين , ان البعض يجزم بجور الوراثة حتى في هذه الأبعاد و لكن العامل الوراثي يلعب دورا هاما في أبعاد الانطوائية و الانبساطية و بعدي الثبات الانفعالي و عدم النضج الانفعالي و بالتالي فان العلاج النسبي يمكن ان يكون ذا اثر فعال في تقويم الشخصية .

شخصية ذات قوة بالغة 
ان شخصية الفرد، تبدو من خلال تصرفاته مع الناس , و ان لم يحدث ذلك على الدوام فمن الممكن ان نقابل شخصية ذات قوة بالغة و نفوذ واسع فتقول عن صاحبها انه عظيم أو عبقري فإذا اختلا صاحبها بنفسه تعجب من رأي الناس فيه لأنه يعلم انه ى يتمتع فعلا بالصفات التي يسبغها عليه الناس , فهناك إذن الشخصية الظاهرية التي تعكس على الناس ما يريد صاحبها ان يعتقد الناس فيه و الشخصية الباطنية الحقيقية التي يحتفظ بها الفرد في داخله و يحاول إخفاءها حتى لا يتعرض لأنواع مختلفة من الصراع .
ان الفشل في الدراسة أو عدم التوفيق في الحياة الاجتماعية يرتبط أحيانا بالعائلة التي تريد توجيه الابن أو الابنة إلى دراسات معينة , فتتكيف شخصية الابن أو البنت على هذا الأساس و يقتنع بأن هذا الدراسة أو هذا العمل هو ما يناسبه فعلا , و لكن عندما يبدأ الابن أو الابنة بمزاولة هذه الدراسة على غير هواه يجد ان الفشل يلاحقه و يشعر بالملل و عدم الرغبة في الاستمرار.
ان السر في ذلك يتمثل في ان الشخصية ،لا تتلاءم مع الطريق الذي اجبر الفرد على السير فيه فالموافقة الأولى على السير في الطريق المرسوم، ليست نابعة من رأي الفرد نفسه لكنها في الحقيقة انعكاس لشخصية الآخرين آباء كانوا أم أمهات , و ليست لشخصية الفرد الأصلية أي دور في تحديد الطريق الذي اجبر على السير فيه .

اختصاصي الطب النفسي (العلاج السلوكي )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com