الاثنين، 3 سبتمبر 2012

الحاسوب يضر بالعين ويصيبها بالجفاف والحساسية


عمان- مع تطور التكنولوجيا واستحداث أجهزة جديدة للاستخدام البشري، حدثت تغييرات كبيرة على أجسادنا؛ حيث إن هذه التكنولوجيا سلاح ذو حدين لها إيجابياتها وسلبياتها، أما السلبيات فهي كثيرة؛ وأولها الإضرار بالعين وإصابتها بالجفاف والحساسية.
ومن هذه الأجهزة التي أصبح استخدامها ضروريا ويكاد يكون مهما في حياتنا، الحاسوب؛ هذا الجهاز له فوائد جمة في حياتنا، ولكن هناك أضرار عديدة تصيب العين من وراء استخدامه بالشكل الخاطئ، ومن هذه الأضرار التي سنتكلم عنها في هذه المقالة إصابة العين بالجفاف، فما هذا المرض؟ وكيف يمكننا الحماية منه بدون الإضرار بمصالحنا أو أعمالنا المرتبطة بالتكنولوجيا؟
أسئلة كثيرة تراود أذهاننا بخصوص هذا المرض لانتشاره الكبير بيننا، خصوصا للأشخاص الذين يعتمدون كليا على استخدام الحاسوب بكثرة لإنهاء أعمالهم ولقضاء احتياجاتهم، ومن هذه الأسئلة: ما تعريف هذا المرض، وهل هو خطير جدا قد يودي بحياة الإنسان؟ وكيف يمكننا الوقاية منه بالسبل المتاحة؟
تعريف جفاف العين
يعد جفاف العين من أهم أمراض العيون التي كثيرا ما نواجهها في عملنا اليومي، وتضايق المريض إلى حد أنها تؤثر على حياته اليومية، ومنذ اكتشاف مرض جفاف العين وحتى يومنا هذا لا يوجد له علاج جذري، ولكن تفهمنا للمرض زاد نتيجة للأبحاث المستمرة، مما زاد الوعي بالاحتياطات اللازم اتخاذها قبل أن نصاب بجفاف العين.
وما يجهله الكثيرون من الناس بخصوص جفاف العين، أن الدموع التي وهبنا إياها الخالق سبحانه وتعالى تساعد كثيرا على حماية أعيننا من هذا المرض، فالدموع تحافظ على وجود سطح أملس لقرنية العين لتوفير شفافيتها، كما أنها تعمل على ترطيب سطح العين باستمرار لتسهيل حركة الجفون على العين، والدموع بمثابة مضادات حيوية ضد البكتيريا على سطح العين، كما يعد رمش العين جزءا مكملا لوظيفة الدموع؛ حيث يساعد على تجديد الدموع باستمرار داخل العين، ولابد أن نعلم أن الإنسان الطبيعي يقوم بالرمش كل 5 ثوان تقريبا.
أما أعراض هذا المرض فنلخصها بما يلي:
1. حرقان بالعين.
2. إحساس بجسم غريب داخل العين.
3. احمرار العين وعدم احتمال الضوء.
4. إجهاد العين وإحساس بلزوجة داخلها.
5. خروج إفرازات لزجة من العين.
وتزداد هذه الأعراض حدة بوجود مكيفات الهواء أو عدم الرمش لمدة طويلة بسبب التركيز في شاشة الكمبيوتر. وأسبابه متعددة؛ ومنها:
- التقدم بالعمر.
- التعرض للرياح أو لمكيفات الهواء.
- الأمراض التي تصيب جهاز المناعة؛ حيث إن هذه الأمراض قد تؤثر سلبا على العناصر المكونة للطبقة الدمعية الرقيقة، مما يتسبب في حدوث جفاف العين.
- جفاف العين قد يكون سببه أحد المضادات الحيوية الشائعة الاستعمال؛ كالأدوية المضادة للهستامين، وغيرها.
- عمليات تصحيح النظر قد تسبب هذا المرض، ولكن يكون مؤقتا وليس دائما.
ولحماية عيوننا وأنفسنا من هذه الأضرار، علينا اتباع ما يلي:
- ضرورة أخذ فترة راحة كل ‏15‏ أو ‏20‏ دقيقة، وذلك بالنظر إلى أبعد نقطة في الغرفة أو من خلال النافذة أو غمض العين بين فترة وأخرى، وذلك لتجنب الجفاف. والمحافظة على اليدين مستقيمتين على قدر المستطاع أثناء الكتابة على لوحة المفاتيح أو عند استخدام الفأرة مع الحفاظ على المرفق ليكون أقرب إلى الجسم‏.‏
- أفضل طريقة لتقليل تيار الإشعاعات التي تصدر عن الكمبيوتر؛ كالأشعة فوق البنفسجية، الابتعاد عن الشاشة بمسافة لا تقل عن‏ 50‏ سنتيمترا واختيار شاشة ذات مواصفات جيدة‏.‏
- أن يكون ارتفاع الشاشة مناسبا؛ بحيث يكون على مستوى النظر والارتفاع المثالي، وهو أن يقع نظرك على الشاشة مباشرة في خط مستقيم‏،‏ كما ينصح باقتناء شاشة بحجم ‏15‏ بوصة على الأقل ووضعها في مكان مناسب تقل به الانعكاسات من الإضاءة الخلفية أو النوافذ‏.‏
- يفضل أيضا استخدام حامل للمستندات توضع عليه الأوراق عند الكتابة، على أن يكون في مستوى شاشة الكمبيوتر نفسه لتجنب الألم بالرأس والظهر والأكتاف والرقبة‏.‏
- يجب الانتباه إلى أن نسبة الرمش بالعين؛ أي غلق العين وفتحها أثناء التركيز في شاشة الكمبيوتر، قد تقل إلى النصف، وبالتالي يقل أيضا ترطيب العين الذي يحميها والاحمرار والألم، لذلك يمكن استعمال وسيلة الدموع الصناعية كإحدى القطرات التي يصفها الطبيب لحماية العين من الجفاف‏.
وفي النهاية، أرجو من الجميع الالتزام بهذه الوصايا، وذلك للحفاظ على هذه النعمة التي لا تقدر بثمن، فهي نعمة غالية على قلوبنا، فبدونها لا نستطيع رؤية الجمال على حقيقته ولا نستطيع فك الغاز الكثير من الأشخاص.
ولغة العيون هي لغة القلوب، فبهذه اللغة نعرف الطيب من الخبيث، نعرف الصريح من الغامض، فأشياء كثيرة يخفيها ذلك الجزء الصغير الذي يحتل مكانة مهمة في عالمنا الإنساني، رغم صغر حجمه، ولا ننسى أبدا أن الوقاية خير من قنطار علاج.


الدكتور إياد الرياحي
استشاري طب وجراحة العيون والمدير الطبي لمركز العيون الدولي
www.eiadeyeclinic.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com