الأحد، 2 سبتمبر 2012

"الأرتيكاريا": أكثر أنواع حساسية الجلد انتشارا


عمان- الغد - الجلد مرآة الجسم يمكن من خلاله تشخيص أمراض عدة، والتنبؤ بوجود مشاكل صحية معينة؛ لهذا يجب الانتباه إلى أي تغير في اللون أو الجلد أو عند ظهور بثور عليه..، وهناك تغيرات تصيب الجلد، وهي الارتيكاريا، ولنبدأ أولا بالحديث عن الحساسية بشكل عام.
تعريف الحساسية بشكل عام
الحساسية مشكلة شائعة ومعروفة لدى الجميع، تؤثر على ملايين الناس حول العالم، يمكن تعريفها ببساطة على أنها ردة فعل مبالغ فيها للجهاز المناعي، ذلك أن للأشخاص الذين يعانون من الحساسية جهازا مناعيا مفرط النشاط، يبالغ في ردة فعله لمواد موجودة في البيئة تدعى "مواد تثير الحساسية أو المستأرجات"، فقد يكون التعرض لمادة غير ضارة كاللقاح سببا لحدوث ردة فعل غير طبيعية للجهاز المناعي للشخص المصاب بالحساسية، بحيث يرفض جهازه المناعي اللقاح ويعتبره مادة ضارة، ومن الممكن أن تبدأ أعراض الحساسية بالظهور في أي عمر، وللعامل الوراثي دور كبير في ظهور تلك الأعراض بانتقالها من الوالدين إلى الأطفال.
تعريف الأرتيكاريا
الارتيكاريا من أكثر أنواع حساسية الجلد انتشارا؛ إذ إن سدس البشر يصابون بالارتيكاريا مرة أو أكثر في حياتهم، وتحدث الإصابة بها نتيجة التعرض لأحد مسببات الحساسية مثل الطعام أو الدواء...الخ، مما يؤدي إلى تنبيه جهاز المناعة فيها بإنتاج الأجسام المضادة "غلوبلين المناعي" (IgE) لمحاربة المادة المثيرة للحساسية "المستأرج"..، الارتيكاريا (حساسية الجلد) هي طفح جلدي يسبّب حكة ترافقها حبوب ونتوءات تصيب أعضاء الجسم المختلفة، ويسبب حك الجلد حدوث المزيد من تلك النتوءات، والتي تظهر وتختفي خلال ساعات، وقد يصاب بعض الأشخاص بالارتيكاريا مرة في العمر أو أكثر. 
 لكن أعراض الارتيكاريا لا تظهر عند أول تعرض للمادة المسببة للحساسية، وإنما عند تكرار التعرض لها.
أعراض الأرتيكاريا
في معظم الحالات لا تسبب الارتيكاريا أي خطر على الصحة العامة، ويظهر لدى عدد قليل من المرضى ورم في اللسان والمجاري التنفسية، ويتطلب ذلك عناية طبية سريعة.
وغالبا ما تصيب الارتيكاريا الجلد فقط مسببة الطفح الجلدي المميز لها في أجزاء الجسم المختلفة، مع وجود حكة شديدة تزيد الحالة سوءا، وقد تكون هناك أعراض في غير الجلد مثل تورم الشفتين أو الحبال الصوتية مسببة الاختناق، وقد تصيب الأمعاء فيحدث مغص معوي أو إسهال أو إمساك.
وتظهر الأعراض على عدة أشكال منها:
• فقد تكون على شكل بقع حمراء متورمة وبارزة قليلا عن سطح الجلد مع وجود حكة شديدة. 
• قد تظهر الارتيكاريا في مكان ما فجأة وتختفي بسرعة وتظهر في مكان آخر بالجلد.
• في بعض الحالات الشديدة يحدث ما يسمى بـ Angioedema التي تعتبر أحد أنواع الأرتيكاريا التي يصاحبها تورم في بعض المناطق مثل العينين والشفتين والأصابع والأعضاء التناسلية.
• قد يصاحب الإصابة بالارتيكاريا ضيق في النفس أو صعوبة في البلع أو انخفاض في ضغط الدم.
أنواع الارتيكاريا حسب مدة ظهور الطفح الجلدي
قد لا تظهر الارتيكاريا طوال الوقت، فقد تظهر في أوقات معينة خلال النهار، وتصنف الارتيكاريا بشكل عام حسب طول مدة بقائها على الجلد، إلى نوعين هما:
الارتيكاريا الحادة
وتستمر لمدة تتراوح بين ساعات وأيام وقد تستمر لعدة أسابيع، ومن الجدير ذكره أن حوالي 50 % من الحالات يكون مسبب الحساسية فيها معروفا.
الارتيكاريا المزمنة
تستمر لمدة تتراوح بين عدة أشهر وعدة سنوات، وتصيب على الأقل 0.1 % من الناس، وتنتشر بكثرة بين السيدات، وتزداد احتمالية حدوثها كلما تقدم العمر بالشخص.
تشخيص الأرتيكاريا 
يمكن تشخيص المرض بداية إذا تم تحديد مسبب الحساسية، وهذا يعتمد على وضوح القصة المرضية التي يسردها المريض لطبيبه، ومعرفته كذلك بالمواد التي تعرض لها قبل ظهور الأعراض لديه والتي قد تكون هي المسبب للحساسية، والجدير ذكره أن أعراض الأرتيكاريا كالبثور أو الطفح الجلدي تتشابه مع الحالات الجلدية الأخرى، لهذا يجب تحديد المسبب بدقة. 
ومن الإجراءات التي يقوم بها الطبيب لتشخيص المرض:
- تحفيز ظهور الطفح باستخدام محفز معين.
- إجراء تحليل كامل للدم وفحص شريحة من الدم تحت المجهر لأنواع من كريات الدم البيضاء.
- أخذ خزعة (عينة) Skin Biopsy من الطفح وفحصها مجهريا لمعرفة آلية حدوث الطفح.
- كذلك فإن إجراء فحص روتيني للدم من الأمور المهمة لاستثناء حالات طبية نادرة مسببة للارتيكاريا.
مسببات الأرتيكاريا
هناك مئات المواد التي تسبب الحساسية، لكن في أغلب الأحوال يكون سبب الارتيكاريا غير معلوم، وتختلف الأسباب المؤدية لحدوث الارتيكاريا من شخص لآخر، ومن هذه المسببات:
• بعض أنواع الأطعمة (حساسية الطعام Food Allergy): هناك بعض أنواع الطعام التي تسبب الارتيكاريا مثل البيض والسمك والجمبري والألبان ومنتجاتها، والموز والفراولة والمانجا والشوكولاتة والمكسرات والجوز والكيوي، كذلك المواد الحافظة ومكسبات اللون (الصبغات) في الأطعمة المحفوظة.
• بعض أنواع الأدوية :Drug Reactions قد تسبب بعض أنواع الأدوية طفحا حادا عند الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه نوع معين من الدواء، لذلك لا بد من التوقف عن تناول هذا الدواء مرة ثانية، كذلك قد تسبب بعض مسكنات الآلام الخاصة بمعالجة الانفلونزا والبرد حصول الأرتيكاريا أو جعلها تتفاقم، ومن أهم هذه الأدوية البنسلين والأسبرين والامبيسلين والنيومايسين والسلفا ومضادات الروماتيزم وأدوية البرد وصبغات الأشعة والأمصال مثل مصل التيتانوس، كما تسبب معظم المضادات الحيوية الارتيكاريا عند بعض الأشخاص.
• استنشاق بعض المواد ووصولها إلى الدم عن طريق المجاري التنفسية، مثل استنشاق الهواء المتطاير الحامل لحبوب اللقاح وجراثيم الفطريات. 
• لدغات بعض الحشرات مثل النمل أو النحل أو الدبابير. 
• الإصابة ببعض الميكروبات والطفيليات المعوية مثل الإسكارس
وHookworm وEcchinococcus التي تولد أجساما مضادة بدرجة كبيرة.
• الضغوط العاطفية والتوتر النفسي: فالتعرض لضغوط عاطفية يعد سببا مباشرا للإصابة بالارتيكاريا، وقد تزداد الحالة سوءا إذا كانت موجودة بالفعل.
• الإصابة بالأمراض الباطنية مثل أمراض الكبد HBV، والكليتين. 
• الإصابة ببعض الأمراض الخبيثة. 
• التعرض لأشعة الشمس Solar urticaria قد يسبب الإصابة بالارتيكاريا لدى بعض الأشخاص. 
• التعرض للطقس البارد، أو ملامسة سطح الجلد لأي شيء بارد.
• وضع العطور أو مستحضرات التجميل.
• الإصابة بمرض الذآب الحمامي (الذئبة الحمراء)، وذلك في حالات نادرة.
• الإصابة بالالتهابات الفيروسية Viral Infections. 
• عوامل وراثية أخرى كالوذمة الوعائية الوراثية Hereditary Angio-Oedema وهو مرض وراثي نادر جداً. 
أهم الفحوصات التي يمكن إجراؤها لتحديد سبب الأرتيكاريا 
فحص الحساسية عادة لا يلزم، وفي حالة الشك في أن الطعام هو المسبب عندها يتم إيقافه لمراقبة تطور الحالة، وإذا استمرت حالة الارتيكاريا فقد يكون من الضروري إجراء فحص دم روتيني لاستثناء حالات طبية نادرة مسببة للارتيكاريا.
علاج الأرتيكاريا
 في موضوع حساسية الارتيكاريا- كمواضيع أخرى كثيرة- فإن الوقاية أفضل من العلاج، لذلك فمن الأفضل تجنب مسببات هذه الحساسية، ويعتمد علاج الارتيكاريا على نوعها، وتشمل طرق العلاج ما يلي: 
1. العلاج غير الدوائي، ويشمل:
• تجنب مسببات الحساسية إذا كانت معروفة. 
• الاستحمام بالماء البارد بدل الماء الساخن، وتجنب الحرارة الزائدة لتقليل الحكة.
العلاج الدوائي ويشمل
• يمكن تخفيف درجة الإصابة باستخدام حقن الادرينالين أو مضادات الهستامين التي تتحكم في الآثار الموجودة على الجلد لمعظم مرضى الارتيكاريا، ولكنها لا تؤثر في السبب الأساسي لحدوث الطفح، ومضادات الهستامين قد تؤخذ بشكل مستمر أو متقطع حتى يختفي السبب الأساسي لحدوث الارتيكاريا، وهناك نوعان من مضادات الهستامين، نوع لا يسبب النعاس وآخر يسببه، لهذا يجب على المريض المعالج بتلك المركبات الامتناع عن قيادة السيارة وعدم ممارسة الأعمال التي تحتاج إلى انتباه كبير.
• ملطفات موضعية للجلد في صورة كريم مرطب.
• في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج وغير محددة السبب، يلجأ الطبيب إلى استخدام عقاقير الكورتيزون عن طريق الفم مع التخفيض التدريجي للكورتيزون خلال 15 يوما وتحت إشرافه المباشر، أو تستخدم حقن الكورتيزون. 
•  في حالات تورم الحنجرة تعالج بالكورتيزونات عبر الوريد Intravenous Steroids والإبينيفرين تحت الجلد Subcutaneous Epinephrine. 
نصائح للوقاية من الإصابة بالأرتيكاريا
يمكن الوقاية من الإصابة بالارتيكاريا باتباع النصائح الآتية:
• يجب معرفة السبب وتجنبه، فهو الخطوة الأساسية للوقاية.
• تجنب الأغذية المصنعة والمحفوظة.
• تجنب التوتر والقلق النفسي.
• عدم تناول الأدوية التي أوصى الطبيب بتجنبها. 
• الامتناع عن التدخين.
• تجنب تربية الحيوانات الأليفة في المنازل.
• التقليل من تناول الفاكهة الحمضية. 
• تجنب تناول العقاقير التي تزيد من سوء حالة الارتيكاريا مثل الأسبرين أو الكوديين.
• تجنب الحرارة العالية. 
• تجنب الأماكن المزدحمة سيئة التهوية وضرورة شفط الغبار المنزلي بالمكنسة الكهربائية حتى لا ينتشر داخل المنزل‏.  
• وضع المستحضرات الملطفة على جلدك لتخفيف الإحساس بالحكة.
• الاستحمام بالماء البارد لتخفيف الحكة، وتبريد المنطقة المصابة بمروحة أو قطع الثلج أو غسول ملطف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com