الاثنين، 3 سبتمبر 2012

تنظيم الوقت مفتاح نجاح الطفل دراسيا


مروة بني هذيل

عمان- فتح العام الدراسي أبوابه، وخلع التلاميذ حلة الإجازة الصيفية وعادوا لترتيب برنامجهم اليومي بتنظيم من أولياء أمورهم الذين يسعون للموازنة بين الدراسة، ونومهم ولعبهم.
العشرينية ميس ماجد تعتبر نفسها موكلة رسمية كمديرة لتنظيم أوقات طفلها البكر (سنان)، والذي سيدخل عامه الدراسي الاول بعد أيام، توضح:"سعيدة جداً وانا أرى طفلي الوحيد يكبر يوماً بعد يوم، وسعادتي في دخوله المدرسة كفيلة بأن أنظم جدوله اليومي من دراسة ولعب والجلوس معي ومع أبي".
ميس منذ أشهر وهي تحضر أجواء دراسية مريحة لطفلها سنان، فأحضرت له لوحة للكتابة في غرفته، لتدمج الدراسة بجو من اللعب والترفيه لكي لا يشعر بالضغط أو التوتر، وليكون سعيداً في دراسته".
الإجازة الصيفية مليئة بأوقات الفراغ، وأكثر ما يلجأ إليه التلاميذ خلالها، مشاهدة التلفزيون، وممارسة الألعاب الإلكترونية، وبعض الأهالي يقضون أوقات الاجازة بالسفر، والاستمتاع برفقة الأقارب والأصدقاء، مما يشكل تغييرا تاما في نفسية الطفل، ويشعر كأنه حر لا يوجد عليه واجب مدرسي بانتظاره، ولا استيقاظ مبكر للدوام، مما يتطلب من الأهل بذل مجهود في إعادة برمجة الطفل للمدرسة، وفق اختصاصي علم النفس الدكتور جمال العتوم.
النوم مبكراً الاستيقاظ مبكراً هو أهم ما تسعى الثلاثينية بثينة المصري إليه لتنظيم جدول الوقت مع أطفالها الثلاثة مع بدء العام الدراسي الجديد، مبينةً انها ومع بداية العام الدراسي تعمد إلى إعادة ترتيب برنامجها اليومي الذي تغير خلال الإجازة الصيفية الطويلة، والتي امتدت قرابة ثلاثة أشهر، بما يتوافق مع العودة إلى المدارس من ضبط عملية النوم، والاستيقاظ لأطفالها الطلاب مبكراً.
وتقول المصري "اتجهت إلى تعويدهم على النوم مبكراً تدريجياً قبل أيام، وذلك من خلال التقليل من الأنشطة التي تسبب الإثارة قبل النوم بساعتين على الأقل، كمشاهدة التلفاز أو اللعب على الكمبيوتر أو الألعاب التي تحتاج لطاقة جسدية، كما اتخذت الأسلوب ذاته في الاستيقاظ مبكراً لتكون بداية اليوم بالتمارين الرياضية وتناول وجبة الإفطار، وممارسة العاب لها علاقة بشكل غير مباشر باسترجاع الطاقة التعليمية للطفل".
والاسلوب ذاته اتخذته الموظفة حنان عليوة للاستعداد للعام الدراسي الجديد، تبين: "عندي 4 أطفال في مراحل دراسية مختلفة، وأهم ما أحرص على تعليمه لابنائي هو تنظيم وقت النوم، فالعقل السليم بالجسم السليم، وكذلك الالتزام بتناول وجبة الافطار لما لها من تأثير ايجابي وفعال على طاقة الطفل ونشاطه في الصباح".
ونتيجة انشغال عليوة في العمل في فترة الصباح، "بدأت بعد العيد مباشرةً في التحضير للدروس لابنائي، وتهيئتهم نفسياً، وأحاول ان لا اشكل ضغطا عليهم، لكن الظروف تفرض نفسها، واريد ان اطمئن على مستواهم وعلى مدى استيعابهم للدروس الجديدة عليهم، كي تتشكل في عقولهم نوعاً من المعرفة فيما سيدرسونه هذا العام".
وتحتار الأمهات دائما عند محاولة تنظيم وقت الطفل وجعل الطفل نفسه منظما خلال العام الدراسي، وفق الاختصاصية التربوية في شؤون الطفل الدكتورة مجدولين الطويل، لافتة إلى أنه يمتلئ بالواجبات المدرسية والمهام الواجب إنجازها والأنشطة المختلفة التى قد يمارسها الطفل بعد المدرسة، اضافة الى تنظيم وقت النوم المبكر للطفل، والاستيقاظ مبكراً، وتنصح الامهات بتنظيم وقت اطفالهم عن طريق إيجاد نوع من التوازن وتشجيع الطفل على تجربة أشياء جديدة، اضافة الى التركيز على الجزء الاهم وهو تحبيب الطفل في الدراسة من خلال استخدام اسلوب ترفيهي في التعليم، واعطاء المكافآت بعد الانجاز وحل الواجبات وتنظيم الوقت".
ويبدو ان التزام الطالب الصغير في تنظيم وقته، ومراجعة دروسه باستمرار، وكسب رضا والديه، له تأثير ايجابي جداً على نفسية الطفل وشعوره بالمسؤولية، مما ينعكس ايجابياً على تحصيله الدراسي، اذ يشير الطالب قيس سرطاوي (10 أعوام) الى ان والدته منذ أن كان في مرحلة التمهيدي تحثه على تنظيم وقته، فيجعل وقتاً للدراسة ووقتاً للهو واللعب مع الأصدقاء، يخصص وقتا ثالثا لمشاهدة التلفزيون ووقتا آخر لمشاركة أسرته في أي نشاط اجتماعي أو ثقافي أو ترفيهي.
وتحدث بلهفة وحماس عن تجربته في تنظيم الوقت، "لا أسمح لأي شيء يخترق وقت دراستي، وابقى في غرفتي احل واجباتي المدرسة، ثم تأتي أمي بعد ان رتبت وقتها وفقاً لوقت دراستي، لتشرح لي دروس الحصة القادمة، وبعد أن انتهى، اشعر براحة واذهب عند صديقي ابن الجيران ونلعب على الكمبيوتر سوياً"، واليوم يزداد حماس قيس ليقدم أفضل ما عنده في العام الدراسي الذي يطرق الأبواب، مشيراً الى انه أصبح مسؤولا عن نفسه، وسيذاكر هذا العام بمفرده دون مساعدة والدته.
لهذا يؤكد العتوم على ضرورة التدريج في مساعدة الطفل بالاندماج مجدداً بالدراسة، خاصة وأنه يحتاج الى نفسية ايجابية، وذهن يقظ لاستيعاب الدروس الجديدة، "الاهل هم المسؤولين عن نجاح اطفالهم أو فشلهم دراسياً، من خلال الاسلوب المتبع في متابعة أمورهم المدرسية، وتنظيم الوقت داخل الأسرة يحقق النجاح لجميع الأطراف"، بحسب العتوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com