الاثنين، 10 سبتمبر 2012

في بيتنا فيس بوك .. دون رقابة أسرية

صورة

سهير بشناق - يجلسن؛ على غير العادة لفترات طويلة امام اجهزة الكمبيوتر، في غرفهم شباب وفتيات ، تجمعهن المراهقة بكل صعوباتها، دون رقيب .
ليس الا الرقابة الذاتية ،وغالبا تفقد من قدرتها تدريجيا امام الرغبة بمعرفة المجهول والدخول في عالم التجارب باعتبارها معنى للنضوج وتخطي هذه المرحلة .
وفي زمن التواصل الاجتماعي عبر «الفيس بوك»، واستبداله عن العلاقات الاجتماعية على ارض الواقع واصرار الشباب والفتيات على استخدام الفيس بوك بهدف التعارف والغاء الحدود الخاصة بحياتهم اصبح هذا الفكر السائد عند الاغلبية منهم، ليتحكم بحياتهم بشكل واضح امام حرية غير محمودة النتائج لم تخضع للمراقبة ولو من باب الحرص والخوف.

 نقل التعارف على ارض الواقع
 لم يعد الفيس بوك مصدرا للتواصل الاجتماعي والفكري – ان وجد – للمراهقين فحسب، بل اصبح مصدرا لنقل التعارف على ارض الواقع واقامة علاقات بين المراهقيين والمراهقات كانوا قد تعارفوا مسبقا عبر الفيس بوك. 
..والمهم ؛ ما اعلن من نتائج كشف عنها مدير إدارة حماية الأسرة العميد وليد بطاح من:» تمكن الادارة من رصد 30 شخصاً حاولوا الايقاع ببعض الاطفال والفتيات عبر موقع التواصل الاجتماعي بهدف انتهاك اعراضهم مؤكدا على ان الارقام المعطاة تدل على ارتفاع اعداد قضايا الانتهاكات الجسدية والجنسية». 
بطاح ،حذر من خطورة هذا الامر مطالبا بذات الوقت بضرورة الابقاء على الرقابة الاسرية بهدف حماية الاطفال من خطر استدراجهم عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة التي باتت في معظم البيوت.

لغة العصر 
 استخدام الفيس بوك؛ لفئة المراهقيين وحتى الاطفال، الذين لم يصلوا لهذه المرحلة بعد اصبح مظهرا وسلوكا طبيعيا يتعامل معه الاباء والامهات غير مكتثرين بخطورته ،ونتائجه السلبية على ابنائهم وبناتهم واطفالهم ،الا بعد ان يكتشفوا ان الابناء اقاموا علاقات غير سوية(...) على ارض الواقع دون علمهم،.. مصدرها الاساسي الفيس بوك . 
 استاذ علم الاجتماع المشارك في جامعتي البلقاء التطبيقية والاردنية الدكتور حسين الخزاعي وصف مواقع التواصل الاجتماعي ، وما يطرح على شبكة الانترنت والتويتر واليوتيوب والماسنجر والبريد الالكتروني ، بانها:» لغة العصر حيث فرضت وجودها على افراد المجتمع بكافة فئاته و لم تعد حكرا على الشباب فقط بل اصبحت محط اهتمام غالبية الناس ولا يمكن الاستغناء عنها ومتابعتها شملت الفتيات وحتى كبار السن وربات البيوت» . 
وعزا الخزاعي ، سبب تركيز فئة الشباب (ذكوراً واناثا) على المواقع الالكترونية كونها تقدم خدمات المعلومات والاخبار والتعريف عن النفس بالطريقة التي يريدونها وتمنحهم الفرصة لمزيد من التعرف والاتصال والحوار مع اكبر عدد من الاصدقاء والتحرر من الرقابة والتحكم وامكانية اخفاء الشخصية الحقيقية للمرسل». 
 وناقش الخزاعي ،ما منحه هذا العالم الافتراضي من فرصة التعبير عن الاطفال و الشباب :»انفسهم واهتماماتهم وثقافتهم وانشاء مجموعات اهتمام تحت مسميات معينة واهداف محددة وتنسيق اجتماعات وحوارات وتعارف».
مشيرا الى انه:» امام هذا الواقع قد بات ضروريا التوعية بخطورة الاستخدام السلبي للتكنولوجيا وخطورة استخدامة من قبل بعض الاصدقاء الافتراضيين السلبيين والاطلاع على خصوصيات الاخرين وعدم احترامها واستخدامها كما يحلو لهم وخاصة الصور الشخصية واستخدامها لاغراض سلبية». 
 جيل الشباب والشابات اكثر انفتاحا على استخدام الحواسيب والدخول على مواقع الانترنت والدردشة فهم اكثر الفئات استخداما للانترنت وخاصة الفيسبوك فدخول ( الاناث ) على استخدام المواقع الالكترونية ساعد في انتشار استخدام المواقع الالكترونية من قبل الذكور لان الاتصال المباح لهم عبر الحواسيب والمواقع الاكرتونية غير مباح لهم في الاماكن العامة .
 ويخلص الى ان هذا الامر ادى:» احيانا الى استغلال الفتيات في عمليات استدراج من قبل بعض الشباب للحصول على معلومات خاصة بهم او صور شخصية او بيانات اسرية واستخدامها في اغراض غير صحيحة». 
..لكن ؛ د.الخزاعي يؤشر الى ان :» انتشار الانترنت داخل البيوت وفي متناول جميع افراد الاسرة وبدون قيود صارمة من الاهل ساعد في انتشار نسب الاستخدام وفي الاردن تتجاوز نسبة مستخدمي الانترنت من فئة الشباب الاردنيين الـ (50%)، اما مستخدمي الفيسبوك من الشباب والشابات الاردنين ويستخدمون الفيسبوك بشكل يومي تبلغ نسبتهم (75%) ، اما الاناث لوحدهم فتبلغ نسبتهن ( 45%)».

 ادمان الانترنت
 النتائج المترتبة ،على الاستخدام السلبي للفيسبوك والمواقع الاجتماعية (...) عدا عن الافراط في التعرض لهذة المواقع يؤدي الى ادمان الانترنت ، وخاصة ان ( 25%) من مستخدمي الانترنت يستخدمونه بمعدل ثلاث ساعات او اكثر يوميا ، وهذا يمهد للادمان على الانترنت ويجعل المشتركين يعيشون حالة اثناء تواجدهم على الموقع يصعب أن يعيشوها في واقعهم ، مما يسهم في خفض درجة تقديرهم لذاتهم خاصة وان الجلوس لساعات طويلة امام الحاسوب ومواقع التواصل الاجتماعي تحرمهم من فرصة الكشف عن ذاتهم وخاصة في مرحلة الشباب الامر الذي يؤثر في بناء شخصيتهم .

اذا ما وظفت للاستخدامات الايجابية
.. تلك المواقع ؛ اذا ما وظفت للاستخدامات الايجابية , وليس لملء الفراغ والتسلية واللعب ، تشكل ارضية خصبة للتعليم المستمر والتثقيف وتعزيز المشاركة والعمل التطوعي والتواصل مع اصحاب المجالات الواحدة من اكاديميين ومثقفين وشباب وكتاب وغيرهم
كما ان تعزيز التواصل الاجتماعي - بحسب ذات المصدر- يؤسس لشبكة تعليمية تبني على المحصلة العلمية لكل اكاديمي وتفرز نوعية جديدة للتعلم المستمر عبر تبادل التجارب والخبرات التعليمية واساليب التدريس ومنهجيتها . 
 وينصح الخزاعي الاهل ان:» يكونوا قريبين من ابنائهم وعدم تركهم للحواسيب لوحدهم وان يكونوا دائمي التوجيه للابناء لخطورة اصدقاء السوء الاليكترونيين وتحذيرهم من الاستخدام السلبي للانترنت . لان بعض الاصدقاء يستخدمون اسماء وهمية واماكن اقامة وجنسيات وهمية وصور وهمية «. 
مبينا ان:» استخدام الفيسبوك شهد ثوره كبيرة جدا في عدد مستخدميه في الوطن العربي اذا بلغت نسبة الزيادة 400 % خلال الخمس السنوات الماضية «

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com