الاثنين، 14 مايو 2012

البيوت التراثية في اربد



صورة

ماجد ساجع - تعد البيوت التراثية في مدينة اربد ارث حضاري وتاريخي وهوية لمنطقة وسط المدينة التي تنتشر ضمن محيط المدينة .
وقامت جهات عدة منها  وزارة السياحة وبالتعاون مع وزارة البلديات باعادة ترميم واستملاك البيوت التراثية في وسط مدينة اربد، ضمن مشاريع وخطط مدروسة لغايات الحفاظ عليها من الخراب والهدم والانهيار.
وبحسب الواقع فان العديد من البيوت التراثية وسط المدينة قد تعرضت للازالة من قبل ورثتها بهدف استغلالها في اقامة محال وشقق سكنية بدلا منها بالرغم من قيمتها التاريخية والحضارية. 
ويعد بيت النابلسي والذي بقي مستخدما للسكن حتى عام 1965 م فيما تم تحويله بعد ذلك الى مدرسة للاناث ولفترة بسيطة الى ان تم استملاكه مؤخرا من قبل بلدية اربد الكبرى من اهم هذه البيوت .
 ويتفق العديد من المؤرخين ان بيت النابلسي يعتبر احد المعالم التاريخية في اربد الذي يدل على اصالة المدينة وعراقتها حيث يمزج ـ البيت ـ بين حداثة المدينة وماضيها من خلال الابنية الجديدة التي تحيط به وطرازه المعماري القديم الذي يظهر من خلال تصميمه الخارجي الذي يتميز ببناء الشبابيك الحديدية والاقواس الى جانب استخدام الحجر والبلاط القديم في بناءه والتي جمعت من بلاد الشام ومناطق اخرى متفرقة .
وجاء تصميم البناء على شكل وحدتين من دورين (طابقين) يفصل بينهما درج ليشكلا منزلين منفصلين الاول في الدور الارضي والثاني في الدور الاول ومن خلال تحليل الاسلوب وتقنية البناء الخارجي والاشكال الهندسية المختلفة للشبابيك العلوية حيث  بدا واضحا ان المبنى تم تشييده في فترات متلاحقة.
والبناء من الداخل لا يقل جمالا عن الخارج حيث يضم البيت في قلبه فناء مفتوحا تطل عليه الواجهات الداخلية للبيت بتفاصيلها الجميلة حيث يصادف الزائر اثناء دخوله الى البيت من الجهة الجنوبية بئر ماء يزيد عمقه عن 10 امتار وتم وصله بقناة خاصة خارجية بهدف تجميع مياه الامطار الى جانب وجود «نافورة» للمياه وسط الساحة الداخلية التي تستخدم للجلوس فيها الامر الذي يؤكد ان طريقة التصميم للمنزل بحسب البناء الشامي القديم الذي يشتهر بذلك. 
وقامت بلدية اربد ووزارة السياحة والاثار ووزارة البلديات بعملية اعادة تأهيل للمنزل والتي اشتملت على اضافة بعض الجسور للاسقف بهدف تقويتها ومنعها من الانهيار بهدف الحفاظ على الطابع التراثي القديم دون اجراء اية تعديلات عليه  حيث ما تزال  بعض المسامير ظاهرة للعيان في قلب البناء ليس بالامكان ازالتها الا بعد اخذ موافقات خاصة.  
ويشكل البيت احد العناصر المهمة في مشروع تطوير وسط مدينة اربد الذي تم تسليمه من قبل وزارة السياحة الى البلدية مشيرا الى انه سيتم استعماله حاليا في احياء الانشطة الثقافية والفنية المختلفة بما يخدم سكان المدينة وابنائها.
 بيت علي خلقي الشرايري
 وانهت  مديرية سياحة محافظة اربد كذلك عملية تاهيل وترميم بيت علي خلقي الشرايري بكلفة 313 الف دينار وتم تشغيله وادارته كمتحف سياسي خلال الفترة المقبلة بعد تاثيثه بالمستلزمات والوثائق التاريخية التي ستعرض بشكل دائم داخل المتحف للزوار والسياح .
 وستعرض في المتحف وثائق  تتمثل في كتب مؤلفة عن رجالات السياسة في الشمال والانجازات الوطنية خلال فترة تقلدهم المناصب السياسية وصور تاريخية ووثائق تاريخية مهمة متعلقة بالاتفاقيات والمعاهدات التي كانت تعقد في رحاب المنزل انذاك .
وتكمن اهمية البيت باعتباره ارث حضاري وهوية تراثية لمنطقة وسط المدينة التي تمثل اقدم جزء من المدينة بالقرب من تل اربد الذي كان احد المراكز الحيوية للدولة العثمانية خلال العقود الماضية  وسيشكل المتحف السياسي ذاكرة حية للاجيال الحالية والقادمة باعتباره اداة دائمة للتعريف بتاريخ الاردن السياسي ورجالاته.
ويعود بناء البيت الى عام م1908 حيث يتكون من طابقين ويقع المبنى جنوب شرق تل اربد بالقرب من دار البلدية وبقيت اسرة اللواء الشرايري من ـ ابنائه واحفاده ـ تقطن البيت حتى عام 1985 الى ان استملكته البلدية عام 2005م يشار الى ان اللواء علي خلقي شرايري يعتبر أحد أهم الشخصيات التاريخية في إربد و التي عملت ضد الاستعمار البريطاني  . 
وشهد المنزل العديد من اللقاءات الوطنية والعربية على مستوى القيادات والزعامات بغرض التباحث في الاوضاع السياسية في ذلك الحين ومن اهم الشخصيات التي زارت المبنى الملك المؤسس عبد الله الاول وغيره من أحرار العرب .

 بيت   عرار
 ومن اهم بيوت التراثية في مدينة اربد ايضا بيت شاعر الاردن عرار و هو مقر إقامة الشاعر الأردني مصطفى وهبي التل المشيد منذ أوائل القرن العشرين على الطراز المعماري الشامي حيث تم إعادة ترميم المبنى وغرفه التي تحيط بفناء داخلي سماوي مرصوف بالحجر البركاني وعند وسط الجدار الشمالي للمبنى وفي مواجهة المدخل الجنوبي للمبنى تماما ً تقع ديوانية دفنت فيها رفات الشاعر التي أقيم فوقها قبره بينما تتجاور بقية غرف المبنى من الجهة الشرقية والشمالية وتعرض في إحداها مقتنيات ومخطوطات وكتابات وصور فوتوغرافية للشاعر والشخصيات الأردنية التي عاصرته والدراسات المحلية والعربية التي تناولت تجربة الشاعر الإبداعية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com