الجمعة، 11 مايو 2012

النساء أكثر تأثرا بسحر وجاذبية الألوان




مروة بني هذيل

عمان- للألوان جاذبيتها، وخاصة بالنسبة للنساء، فمنذ القدم تهوى حواء الألوان، وتدرك جيدا تأثيرها على جمالها، فقد كانت النساء يتجملن بمكونات الطبيعة ليضفن على جمالهن حيوية، تجعلهن أكثر شبابا، وهذا يفسر بوضوح حرصهن الدائم على اختيار الألوان وتفضيلهن بعضها على الآخر حتى عند ارتداء الألبسة.
ويرى علماء أن اختيار الألوان اقترن بالعادات والطقوس أوالاحتفالات، والعلاج النفسي، وبالحالة الشخصية التي تنعكس على نفسية المرأة وكل مخلوق على وجه الأرض.
ولا تجد الموظفة بيلسان غرايبة، أفضل من اللون الأسود، ليكون رفيقا لها في كثير من المناسبات، فهو بالنسبة لها عالمها الخاص، لما يمثله من وقع على نفسيتها وشخصيتها.
ولدى الثلاثينية ليندا الجعفري، هوس كبير بالألوان لتزيين بيتها، وتعتبرها من أهم الأشياء في عملية التصميم، حيث يظهر ذلك من خلال وضع الألوان المناسبة في أركان مختلفة من البيت، فيكون الفرق واضحا بين التصميم الجيد أو السيئ، وبين التصميم الجميل أوالقبيح.
وتقول "بيتي مليء بالألوان، وأحب اختيار اللون الأحمر ودرجاته في ديكور منزلي، إضافةً إلى الورد الجوري الأحمر، الذي يشكل أمراً أساسياً لتزيين المنزل، ويبث الراحة النفسية بداخله".
وتعبر الطالبة الجامعية ميس أحمد، عن انزعاجها من انتقاد صديقاتها الدائم لها، لتمسكها باللون البني في اختيار ثيابها، مبينةً أنها من دون وعي تجد نفسها تلتقط قطعة ثياب بلون بني، عند ذهابها إلى السوق.
وعن سر ارتباط ميس بهذا اللون تقول "إنه يذكرني بتراب بلادي المحتلة، وتمسكي به يريحني بأن بلادي دايما معي، وأنني خلقت من تراب، وسأعود إليه، فحبي لهذا اللون له فلسفة وعمق لا أشعر به سوى بداخلي".
وتنزعج المعلمة لينا خريسات، عند دخولها الصف في المدرسة الإبتدائية التي تعلم بها، بسبب تشعب الغرفة بالألوان المبعثرة، وعدم تناسقها، موصحة "فأنا لا أستطيع التركيز في شرح الدرس، بسبب لخبطة الألوان أمام عيوني، فاتجنب إطالة النظر إلى الجدران، لما تسببه لي من انزعاج نفسي، حتى أنني كثيراً ما أقدم دروسي في قاعة المختبر لهدوء ألوانها واتزانها، فأنا أفضل الألوان الكلاسيكية، ولا أحب الفوضى والعبث، بالألوان فذلك يفقدها قيمتها"، بحسب قولها.
في حين تختار الموظفة ربى العلمي، ألوان ثيابها وفقاً للفصول وحالة الطقس، ففي فصل الشتاء تفضل الألوان الداكنة حتى تشعر بالدفء، "وفي الصيف أفضل برودة الألوان، حيث يقيدني لون الثياب في المناسبات أحياناً، وأتمسك بالألوان الغامقة لأبدو أكثر نحافة ورشاقة".
الألوان علم مذكور في كتب الحضارات القديمة، كما وردت في القرآن الكريم، وفق الباحث والمفكر في علم الطاقة الدكتور حسام القطب، مبيناً أن لكل لون ترددا معينا، وموجة هذا التردد تنعكس على موجات تردد عقل الإنسان في انتقالها عبر الحواس.
ويذهب القطب إلى أنه توجد حول كل إنسان هالة حيوية (مجال كهرومغناطيسي)، وكل لون يؤثر على الدماغ من خلال المساعدة في إفراز هرمونات تبث المشاعر، إما الفرح أو الحزن أو الاكتئاب، أو الجنس والحب، وذلك عن طريق التفاعل بين ترددات اللون والعقل.
اختصاصي علم النفس الاجتماعي الدكتور فؤاد كعوش، يشير إلى تأثير الألوان على الجسم والنفس والطبع والمزاج ، مؤكدا أن "اللون يسمو بالروح ويغذي الأعصاب، ويريح الإحساس، وله تأثير واضح في حياتنا اليومية، فمنه ما يبعث في النفس السرور والسعادة، ومنه ما يبعث الملل والاضطراب، ومنه ما يحفز الهمة، ومنه ما يحبط الهمة، ومنه ما يوحي بالدفء أو بالبرد".
أما الأربعيني يوسف عماد، فيبدو أنه يؤكد أن الرجال لا يهتمون بالألوان مثل النساء، فهي لا تعني له شيئا، ولا يهمه أي لون، ولا يميزه عن الآخر.
ويعتقد أن الألوان من جماليات المرأة، فهي الأقدر على فهم الألوان وإبراز قيمتها والتفنن بها، "فاللون علم وفن لا يتقنه إلا النساء، ولا أعتقد على وجه الأرض، يوجد رجل يعشق لون معين، كما تعشق النساء ذلك، فالرجل بطبيعته يغلب الجانب العقلاني على العاطفي، وعشق الألوان قضية عاطفية تخص المرأة أكثر"، بحسب قوله.
ويرى أن للألوان تأثيرا على الإنسان، وبخاصة النساء، إما بالخير أو الشر، فتجدها من خلال ديكور المنزل، وفي الأشياء التي تستعمل كل يوم من خلال الثياب والسيارة والقلم الذي يستخدم يومياً، "فالألوان تستطيع أن تؤثر على نظرة الانسان للحياة "، من وجهة نظره.
ويشير القطب أن "هناك ألوانا مريحة وهادئة وتسمى الألوان الأنثوية، على عكس الألوان الذكورية، رائيا أن للألوان نفس القدر من التأثير على عقل الإنسان، لكن الاختلاف يكمن في طريقة استقبال اللون حسب خريطة العقل المرتبطة بذكريات الماضي".
ويؤكد كعوش أن لكل لون جاذبيته، خاصة الألوان التي تشد المشاهد وتجذب الأنظار، فهي لها انطباع خاص وتأثير على المشاعر والأحاسيس، وتدفع بالميول إلى تقبل اللون واقتنائه والانسجام معه، "فالألوان تختلف في تأثيراتها وانفعالاتها، لتضيف للمكان سحراً أخاذا وبعدا جماليا، وتبني رابطة في داخل سيكولوجيا الإنسان"، وفق ما يقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com