السبت، 12 مايو 2012

كيف تكسب جولة الجدال مع الآخرين؟




عمان-  يشترك الجميع في مجادلات يومية أو شبه يومية مع من حولهم سواء كان ذلك مع العائلة أو الأصدقاء أو حتى زملاء العمل. ولا تكمن المشكلة بتلك المجادلات وإنما بالشعور الذي يتبعها في بعض الأحيان، فعلى سبيل المثال هل سبق وأن شاركت في جدال معين سعيا لكسب "المبارزة" لتجد نفسك بعد كسبها تشعر بالكآبة والإحباط؟ الفوز بالجدال وإثبات صحة كلامك لا يعني بالضرورة أن ينتهي نهاية سعيدة.
عندما يحدث جدال بين عدد من الأشخاص فإن كلا منهم يحاول جاهدا أن يدافع عن نفسه وآرائه، وذلك عبر محاولة تغيير رأي الشخص المقابل، لكن ترى من هو الشخص الوحيد الذي يمكنك تغيير تفكيره؟ لو كانت إجابتك "أنا" فأنت محق. يصعب على الجميع تغيير آراء وطرق تفكير الآخرين لكنهم يستطيعون تغيير أنفسهم.
 على الرغم من أن الجميع يعرف هذه الحقيقة إلا أنهم يحاولون جاهدين لإقناع الطرف الآخر بوجهة نظرهم، ومحاولة تغيير أسلوب تفكيره لتناسب طريقتهم اعتقادا منهم بأن الوصول لهذه النتيجة سيجعل الأمور أفضل. إضافة لهذا فإن البعض يعتقدون، حسبما ذكر موقع LifeHack، بأنهم يعرفون مصلحة الطرف الآخر، ومن ثم يجدون بأنه من واجبهم حمله على تغيير طريقة تفكيره لتناسب ما يعتقدونه الأفضل، لكن هذا التصرف يسمى "السلوك العدواني".
يتم تطبيق السلوك العدواني من خلال جمل تحمل في طياتها كلمة "أنت" وتركز تلك العبارات على إظهار خطأ الطرف الآخر، ويتبع هذا محاولة السيطرة على آرائه وطرق تفكيره. وكمثال على ما سبق نجد جملة "أنت لا تملك الحق لتقول لي هذا" تعد من جمل من يتصف بالسلوك العدواني، والمشكلة أن الكثير من الناس يؤيدون هذا السلوك لاعتقادهم بأن الغاية تبرر الوسيلة.
يحتاج الطفل من والديه أن يقوما بوضع الإرشادات والحدود حتى يستطيع اتباعها والتعلم من أخطائه لو حدثت، لكن الطفل لا يحتاج إلى التوبيخ والصراخ المستمر حتى يتعلم، بل إن استخدام مثل هذه الأساليب معه يؤدي إلى شعوره بالخوف والسلبية تجاه من هم حوله، فضلا عن ضعف ثقته بنفسه. يعتمد التخاطب الصحي بين الأهل والأبناء على إظهار الخطأ الذي تم ارتكابه دون التركيز على تغيير تفكير الطفل، وهذا ما يسمى بسلطة الأبوين.
 من مواصفات التخاطب بتلك الطريقة أنها تعتمد على جمل تتضمن عبارة "أنا" أو ما شابهها، وغالبا ما تتميز هذه النوعية من الجمل بالصدق والابتعاد عن تقييم الآخر ومحاولة تغيير نمط تفكيره. ويمكن أن تكون جملة "لقد شعرت بالغضب عندما رفعت صوتك أمامي" أحد الأمثلة على ما ذكرناه.
فيما يلي عدد من النصائح والحقائق التي تخص الأحاديث والجدالات:
· يجب اتباع السلوك الحازم في الجدال الذي يمكن تلخيصه بالجملة "أنا بخير وأنت بخير"، مع ضرورة تذكير نفسك بأن هدفك هو التعبير عن رأيك وليس تغيير رأي الطرف الآخر.
· يحاول صاحب السلوك العدواني التركيز على إظهار خطأ الطرف الآخر ومحاولة حمله على تغيير أفكاره، ويمكن أن يلخص بالجملة "أنا بخير بينما أنت لست كذلك". وغالبا ما يعمل هذا الأسلوب على تراجع العلاقات بين الناس.
· قلة من العلاقات التي من الممكن أن تنجح مع الشخص الذي يسعى لإظهار تفوقه في الحديث بدلا من أن يسعى لأن يكون الطرفان رابحين.
·  احرص دائما على سؤال نفسك "هل أريد أن أحاكم الطرف الآخر أم أنه من الأفضل إظهار التعاطف معه؟" وتذكر دائما بأن لين القول هو الرابح.
· اعلم بأن الانتصار في المجادلات يصبح بلا قيمة في حال أصبح هدفك الدائم. وقد يؤدي هذا الأمر لابتعاد الناس عنك، أو أن يشعروا بالتوتر حال وجودهم معك. وبالتالي عليك أن تتذكر بأن الشعور بالوحدة ليس بالأمر السهل. 
ترى لو فكرت الآن بآخر الجدالات التي شاركت بها هل تجد بأنك كنت تريد من خلالها إثبات صحة آرائك؟ ولو كان الأمر كذلك، ترى كيف كان سيتغير مجرى الجدال لو ركزت بدلا من ذلك على مشاعر الطرف الآخر وأظهرت اهتمامك بهم؟ ولكي تنجح في سعيك هذا، تذكر بأن من يحاول التركيز دائما على إظهار أنه على حق فقط، ينتهي به الأمر بأن يصبح على باطل في أعين الآخرين الذين يسعون لتجنب خوض الأحاديث معه.

علاء علي عبد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com