الأربعاء، 16 مايو 2012

محيط خصرك يزيد من عمرك



صورة

إذا كنت تريد أن تنعم بحياة طويلة، يتوجّب عليك -بحسب آخر الأبحاث- أن تلتزم بالمقاييس الجديدة المستخدمة في تعريف «الجسد الصحّي» الذي يعمّر لسنوات أطول، تعتمد هذه المقاييس على محيط «الخصر» و»الطول»، وكلّ ما عليك بموجبها هو أن تحافظ على محيط خصرك بحيث يكون أقلّ من نصف طولك.
فقد خلص الباحثون أنّ هذه الطريقة الجديدة في القياس، والتي تعتمد على نسبة محيط الخصر على الطول، هي أفضل مؤشر يمكن أن يستخدم في التنبّؤ بخطر الإصابة بالأمراض القلبيّة والاستقلابيّة، إضافة إلى حساب متوسّط العمر المتوقّع للفرد، فالشخص الذي يكون محيط خصره أقلّ من نصف طوله ينعم بحياة أطول وبأمراض أقل، وذلك بحسب الدراسة التي تمّ تقديمها مؤخراً في المؤتمر الأوروبي للبدانة في نسخته التاسع عشرة (ليون-فرنسا).
وقد ذكر الباحثون أمثلة عن قدرة هذا المؤشر الجديد في التبّؤ بمتوسّط العمر المتوقّع، حيث وجدت أبحاثهم أنّ الذكر غير المدخّن والذي بعمر الثلاثين يقلّل سنوات عمره بنسبة 14% فيما إذا كان محيط خصره يصل إلى 70% من طوله، كما أنّه يهدر ثلث سنيّ حياته إذا كان محيط خصره يتجاوز الـ80% من طوله، فإذا كان هذا الشخص سيحيى ستّين عاماً مثلاً في الحالة الطبيعيّة، فإنّه قد يموت غالباً قبل أن يتمّ الأربعين في الحالة المذكورة.
منذ سنوات طويلة، يستخدم الأطبّاء والباحثون ما يسمّي بـ»مؤشر كتلة الجسم» لتعريف البدانة وتحديد خطر الإصابة بالأمراض القلبيّة والاستقلابيّة، يعتمد هذا المؤشر على تقسيم وزن الشخص (بالكيلوغرام) على مربّع وزنه (بالمتر)، فإذا كانت النتيجة أكثر من (25) فهذا يعني أنّ الشخص يعاني من السمنة، ثمّ أظهرت أبحاث حديثة أنّ قياس محيط الخصر بمفرده هو أكثر قدرة على التنبّؤ بخطر الإصابة بالأمراض خصوصاً وأنّه يركّز على السمنة المركزية، وبدأ فعلاً هذا القياس يحتلّ مكان «مؤشر كتلة الجسم» من اهتمام الأطبّاء والباحثين، إلا أنّ دراستنا الحاليّة تقترح مقياساً جديداً، هو -بحسب نتائجها- أكثر كفاءة من كلّ ما سبقه في جوانب عديدة.
إذ وجدت الدراسة التي شملت أكثر من ثلاثمائة ألف شخص من مجموعات إثنيّة مختلفة، أنّ قياس محيط الخصر تفوّق على «مؤشر كلتة الجسم» في التنبّؤ بالنتائج السلبيّة المستقبليّة للمرضى بنسبة 3%، بينما تفوّق المؤشر الجديد (نسبة الخصر على الطول) بنسبة 4.5%، والأكثر أهميّة أنّه كان أكثر فاعليّة في تحديد خطر الإصابة بالأمراض الهامّة كالسكّري وارتفاع الضغط الشرياني والأمراض القلبيّة والوعائيّة لدى كلّ من الرجال والنساء.
«إنّ الحفاظ على محيط الخصر بحيث يكون أقلّ من نصف الطول، هي أداة جديدة يمكن أن تساعد في زيادة معدّل الحياة لأيّ شخص في العالم» بحسب البروفيسورة «أشويل» مؤلّفة الدراسة.
ثمّ تذكر دلائل إضافيّة عن فوائد تبنّي الطبّ لهذه الطريقة الجديدة بدل الوسائل السابقة، إذ أنّ (نسبة الخصر على الطول) تصلح للاستخدام على جميع الشعوب والإثنيّات وفي مختلف الأعمار، بينما تحتاج المؤشرات الأخرى (محيط الخصر أو مؤشر كتلة الجسم) أن تأخذ بعين الاعتبار القيم المختلفة للإثنيّات المختلفة، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة وتعقيداً مما يجب أن يكون عليه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com