الجمعة، 4 مايو 2012

داء الرئة الانسدادي: الأسباب والأعراض والتشخيص




عمان-الغد- بالرغم من كم الحملات المضنية التي تقوم بها المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في سبيل توعية الناس حول مضار التدخين الصحية والاقتصادية والاجتماعية إلا أنَ الإحصائيات والأرقام ما تزال تدل على توالي ازدياد أعداد المدخنين في فئات المجتمع المختلفة  وخصوصا بين النسوة والمراهقين.
لماذا تتناقض النتائج الإحصائية مع المجهودات التي تقوم بها هذه المؤسسات في سبيل إقناع المواطنين بمضار التبغ والدخان؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرح بكل صراحة ومصداقية.. لماذا لا يقتنع المواطن بمضار التدخين؟ ولماذا يصر البعض على أنَ التدخين غير ضار؟ هل يجب أن يشعر بآلام المرض وعذاباته بشكل شخصي حتى يقتنع بأن التبغ يضر بصحته ويعرضه لأمراض مستعصية كالسرطان والربو ومرض الداء الانسدادي المزمن!!
نعم، هي أمراض مستعصية كثيرة تلك التي يتعرض لها المدخن وقد تحدثنا سابقا عن عدد منها مثل؛ سرطان الرئة والربو وحديثنا اليوم سوف يكون عن الداء الرئوي المزمن هذا المرض المستعصي الذي يصيب المدخنين تحديدا "لعل هذا الحديث يكون عبرة للكثير من المدخنين الذي يعتقدون أن آلام المرض وآهاته بعيدة تام البعد عنهم"!
حيث يعد الداء الرئوي المزمن أحد أمراض الجهاز التنفسي الناتجة عن التدخين المستمر فما الداء الانسدادي المزمن؟ وما أسباب حدوثه؟ وكيف يمكن الوقاية من الإصابة بهذا الداء؟
ويعرف الداء الرئوي الانسدادي المزمن مجموعة من الحالات المرضية المزمنة تتصف بتدني تدفق الهواء إلى الرئتين، نتيجة انسداد المجاري التنفسية والحويصلات الهوائية، مما يؤثر على قدرة المريض على إخراج الهواء أثناء الزفير وبالتالي انحباس الهواء داخل الرئتين وحدوث صعوبة في التنفس بشكل عام.
يشمل الداء الرئوي الانسدادي المزمن كلا من الأمراض التالية:
• التهاب القصبات المزمن: ويذكر أن هذه الحالة لا تسبب انسداد رئوي بالكامل، لكنها مصحوبة في كثير من الأحيان بحدوث التهابات غير طبيعية للرئتين.
• داء النفاخ الرئوي Emphysema ويتميز بحدوث خلل للحويصلات الرئوية.
أعراض الداء الرئوي
 الانسدادي المزمن
إن السعال وخروج القشع وهو زيادة إفراز المخاط (البلغم) في الرئتين والمجاري التنفسية. من أهم العلامات الأولى التي تظهر في بداية الإصابة بالداء الرئوي الانسدادي المزمن، ومن أهم الأعراض الأخرى للداء الرئوي الانسدادي المزمن:
• الصفير.
• الشعور بضيق في النفس وخاصة عند بذل مجهود.
• الشعور بضيق في الصدر.
• زيادة الإصابة بالتهابات المجاري التنفسية.
كما تسبب الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن عددا من المضاعفات أهمها: زيادة احتمالية الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى الإصابة بأمراض القلب والاكتئاب
أسباب الإصابة بالداء الرئوي الانسدادي المزمن
يصيب هذا المرض عادة المدخنين بعد عمر الأربعين؛ ذلك أن هذا المرض يتطور ببطء على مر السنين، أما عن أسباب الإصابة بالداء الانسدادي المزمن فأهمها ما يلي:
• تدخين التبغ: إن تدخين السجائر عامل الخطورة الأهم بالنسبة لهذا المرض، ويشمل ذلك تدخين الغليون والسيجار وأنواع التبغ الأخرى المختلفة، كما يشمل التدخين السلبي أي التعرض لتدخين الغير.
• التعرض للغبار والمواد الكيميائية في موقع العمل (الأبخرة والأدخنة) عندما يكون التعرض كثيفاً ولفترات طويلة.
• تلوث الهواء بالمواد الناتجة عن حرق الفحم وبعض الأنواع التي تخدش أنسجة الرئتين.
• بالإضافة إلى أن العامل الوراثي الذي له أثر في زيادة فرص الإصابة؛ حيث يصيب هذا المرض الكثيرين ممن يعانون من نقص وراثي في إنزيم ألفا المضاد للتريبسين alpha-1-antitrypsin
• تشخيص المرض
التهاب القصبات المزمن يعرف بوجود السعال والقشع ثلاثة أشهر على الأقل في السنة ولسنتين متتاليتين على الأقل، وفي هذه الحالة ليس من الضروري وجود تدن في جريان الهواء في المجاري التنفسية.
علاج المرض الانسدادي الرئوي
أولا وقبل كل شيء لا بد من التوقف عن التدخين فورا؛ فالتوقف عن التدخين يفيد في وقف تدهور المرض، إلا أن الداء الرئوي الانسدادي المزمن مرض لا رجعي بمعنى أنه في حال ظهور الأعراض على المريض فإنه لا يمكن علاجه، إنما يعمل على التخفيف من وطأة الأعراض ومنع تدهورها.
ثانيا يعطى المريض الأدوية الموسعة للقصيبات والتي من أهمها منبهات بيتا مثل (فينتولين، بريكانيل، ريزبولين، ايرومير)، التي تساعد على التخفيف من تضيق القصبات و فتحها، كما تستخدم الستيروئيدات الاستنشاقية Inhaled steroids للتخفيف من الالتهابات المرافقة للمرض، إلا أن الاستخدام المزمن لهذه الأدوية له العديد من الآثار السلبية التي من أهمها حدوث هشاشة العظام والسكر وارتفاع في ضغط الدم.
العلاج بالأوكسجين: تشير بعض الدراسات العلمية إلى إمكانية استخدام العلاج طويل الأمد بالأكسجين مع مرضى التهاب القصبات المزمن أو النفاخ، ويستحب إعطاء الأكسجين في الحالات التي ينخفض فيها مستواه في الدم تحت حد معين، وخاصة إذا ترافق ذلك مع وجود اضطراب في الجانب الأيمن للقلب، مع وجوب الانتباه إلى أنه للحصول على نتائج جيدة من هذا العلاج يجب أخذ الأكسجين لمدة 16 ساعة يوميا.
هل تعلم..؟
• أن المرض الانسدادي المزمن هو رابع سبب للوفاة في الولايات المتحدة الأميركية، وأن الجمعية الأردنية لمكافحة داء الرئة الانسدادي اعتبرته المرض المزمن القاتل السادس المؤدي إلى الوفاة عالميا، ومن المتوقع أن يصبح القاتل الثالث بحلول العام 2020.
• أن الإحصائيات العالمية تشير إلى أن أكثر من ستمائة مليون شخص مصاب بهذا الداء، يموت منهم سنوياً حوالي أربعة ملايين مصاب.
• أن عامل الخطورة الأهم في مرض الانسداد الرئوي المزمن هو التدخين بأشكاله وأنواعه كافة؛ حيث إن 90 % من المصابين بداء الرئة هم من المدخنين.
• أن 25 % من المدخنين مصابون فعلا بهذا الداء.
• أن عوامل الخطورة الأخرى التي قد تمهد للإصابة بالداء الانسدادي المزمن تشمل التعرض للملوثات الناتجة عن حرق الخشب والفحم والتعرض لبعض أنواع الأتربة في بعض الصناعات فضلا عن العوامل الوراثية ونقص انزيم "الفا".
• أن نسبة المرضى الذين يعانون من أعراض مرض الداء الانسدادي الرئوي ولا يعرفون ذلك تبلغ حوالي 50 % حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، ولذا فإن هذا الداء يسمى بالقاتل الصامت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com