عمان- الغد- أصيب رجلان بريطانيان بمرض نقص المادة البيضاء الذي يصيب الصغار عادةً، فبدآ يتصرفان كالأطفال.
وذكر موقع صحيفة "ذا صن" البريطانية أن الرجلين البريطانيين الشقيقين ماثيو (39 عامًا) ومايكل كلارك (42 عامًا) أصيبا السنة الماضية بمرض نقص المادة البيضاء الذي يصيب الأطفال عادةً، وبدآ يتصرفان كالأطفال.
يُشار إلى أنّ نقص المادة البيضاء مرض عصبي يصيب الدماغ والجهاز العصبي والنخاع الشوكي.
وأضاف أن مايكل الذي كان يعمل في طاقم الدفاع التابع للقوات الجوية الملكية البريطانية، ويبلغ عمره العقلي 10 سنوات، وماثيو العامل في مصنع يتصرف كالأطفال، وأنّ والديهما المفجوعين أنتوني (63 عامًا) وكريستين كلارك (61 عامًا) تخليا عن مخططاتهما في قضاء فترة تقاعدهما في إسبانيا ليعتنيا بهما.
وقال والدهما إن الأطباء أجروا لمايكل تصويرًا بالرنين المغناطيسي واكتشفوا الحالة. وعندما سألوه عمّا إذا كان لديه أقرباء، أجاب أنّ لديه شقيقًا، فأجروا الفحوصات الطبية لماثيو واكتشفوا أنه يعاني الحالة عينها.
وأضاف الموقع أنه جرى تمثيل حالة مشابهة في فيلم "حالة بنجامين باتون الغريبة" (The Curious Case of Benjamin Button) الذي أدى فيه الممثل الأميركي براد بيت دور رجل ولد عجوزًا وبدأ يصغر سنًّا مع مرور السنوات.
وقالت ليندا كارثي المديرة التنفيذية لمنظمة "مشروع ميلين" (Myelin Project) التي تمول الأبحاث حول هذه الحالة؛ إن "ثمة احتمالاً واحدًا من أصل 3 مليارات من الاحتمالات أن يلتقي شخصان يحملان جين هذا المرض ويتزوجا".
وفي تعليقه على هذه الحالة، قال الدكتور أنور الإتربي أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بجامعة عين شمس
لـmbc.net: "إن المشكلة في هذا المرض الناتج من التهاب في الألياف العصبية بالمخ أنه لا يُكتشف مبكرًا؛ نظرًا إلى وجود اعتقاد أن التغيرات السلوكية لا تكون ناتجة من أسباب عضوية فضلاً عن أن تكلفة تشخيصه عالية مكلفة للمريض نتيجة حاجته إلى الخضوع لأشعة رنين مغناطيسي".
وأوضح الدكتور الإتربي أن هذا المرض يصيب غالبًا الصغار بداية من سن 14 عامًا وتتمثل أعراضه في ضعف البصر أو تنميل الجسم، وقد يؤدي إلى التهاب مناعي في الجهاز العصبي؛ ما قد يؤدي إلى مضاعفات بالغة قد تصل إلى الشلل.
وقال الإتربي إن أصعب حالات هذا المرض أن يصيب من تجاوزوا الأربعين؛ إذ تكون أعراضه في الغالب سلوكية فيتصرف الشخص بطريقة غير مناسبة للأعراف، لكنه أكد أن علاج هذا المرض متوافر حاليًّا جيدًا، وتُستخدَم الأدوية العلاجية التي تتحكم في المرض وتقضي عليه.