الأحد، 13 مايو 2012

توظيف جهاز المناعة لمحاربة السرطان




عمان - بعد أكثر من مائة عام على بداية استكشاف الباحثين لإمكانية استغلال جهاز المناعة لمحاربة مرض السرطان، قام هذا الأسلوب، أخيرا، بإثبات نفسه. ومن المتوقع أن ينتشر بشكل واسع خلال العامين المقبلين.
وبحسب موقعReuters، يتواجد حاليا دواءان يعملان كعلاج مناعي للسرطان، أحدهما الييرفوي Yervoy، والذي تمت الإشادة به وعده تقدما جوهريا في مجال علاج الورم الجلدي الصبغي (الميلانوما) منذ أن تمت الموافقة عليه في العام الماضي. ومطعوم البروفينج Provenge المضاد لسرطان البروستات (الموثة)، إلا أنه قد تمت عرقلته نتيجة لعثرات إدارية، علاوة على عدم رغبة الأطباء بالتأقلم مع طريقة إيصاله لجسم المريض، والتي تعد صعبة إلى حد ما، وذلك بعد توفره لمدة عامين في الأسواق.
وأوضحت الدكتورة جلين درانوف، وهي من مركز دانا فاربر كانسر فاكسين، أنه قد تم الدخول الآن إلى حقبة زمنية جديدة أصبح خلالها بالإمكان عد العلاجات المناعية عنصرا مهما في مجال علاج السرطان. وأضافت أن الحماسة والثقة اللتين لدى خبراء هذا الحقل الطبي تزيد على أي وقت مضى.
وتجدر الإشارة إلى أنه من المقرر أن تظهر نتائج دراسات في مراحلها المتوسطة والمتقدمة لما يزيد على عشرة علاجات مناعية خلال الأشهر الـ 12 المقبلة. ويرى بعض الخبراء أن هذه النتائج ستكون نقطة تحول في هذا المجال، وذلك مع تراكم النجاحات المتعلقة به.
وتتضمن الأدوية متوقعة النجاح مطعوما مضادا لسرطان البروستات، ومطعوما مضادا لسرطان الرئة، فضلا عن آخر للورم الجلدي الصبغي.
ويعود ظهور مبدأ العلاج المناعي للسرطان إلى التسعينيات من القرن التاسع عشر، حيث لاحظ الجراح النيويوركي ويليام كولي أن المرضى الذين يصابون بالتهابات بعد الجراحات السرطانية يكونون أفضل حالا بعد ذلك مقارنة بمن لا يصابون بها، ما جعله يفترض أن الاستجابة المناعية التي حثتها الالتهابات لم تكن تقوم بمحاربة تلك الالتهابات فحسب، وإنما كانت تعمل أيضا على إبادة الخلايا السرطانية.
وحسبما ذكر درانوف، فإنه بالرغم من أن فكرة إيجاد مطاعيم مضادة للسرطان أو استخدام العلاجات المناعية ضده موجودة منذ قرن كامل على الأقل، إلا أن الوضع الآن قد تغير، فقد أصبح الأمر أكثر وضوحا، كما وأصبحت المتطلبات اللازمة لإنشاء استجابة مناعية فعالة مضادة للسرطان أكثر وضوحا أيضا.
ومن الجدير بالذكر أن الباحثين كانوا يعتقدون في السابق أن الورم الجلدي الصبغي وسرطان الكلى هما الوحيدان اللذان يمتلكان الخصائص المناسبة التي تجعلهما يتجاوبان مع العلاج المناعي، ما جعلهم يبتهجون عندما أثبتت الدراسات السريرية عكس ذلك. فالدراسات المقامة حاليا تختبر هذا النوع من العلاج على أنواع كثيرة من السرطان، من ضمنها سرطان الثدي والمبيض والبروستات والرئة والكبد والبنكرياس والدماغ وغيرها.
وقد أشار جارو آرمين إلى أن العلاج المناعي للسرطان يعد ثورة قد بدأت بالفعل وستظهر ثمارها في الأعوام القليلة المقبلة. ويذكر أن آرمين هو المدير التنفيذي لشركة أجينوس المحدودة الصانعة لـ QS-21 المساعد، وهو دواء يعزز الاستجابة المناعية لدواءين تجريبيين لسرطان الرئة والورم الجلدي الصبغي.
وبالرغم من أن مبدأ العلاج المناعي ما يزال كما هو منذ مدة، وهو تمرين جهاز المناعة لمهاجمة الخلايا السرطانية، إلا أن هناك اتجاهات جديدة قد طرأت عليه بناء على المعلومات التي تم التوصل إليها حديثا بشأن عناصر جهاز المناعة.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك شبه إجماع على أنه يجب مصاحبة العلاج المناعي مع أدوية موجهة مناسبة أو مع علاجات‎ ‎مناعية أخرى للحصول على قمة الفائدة من العلاج، والتي قد تصل إلى حد الشفاء. وقد حدث هذا بالفعل عندما أقيم اختبار عبر الجمع بين الييرفوي والزيلبورافZelboraf، وهو دواء جديد موجه لعلاج الورم الجلدي الصبغي، لدى مرضى يحملون طفرة جينية معينة. وبالفعل، فقد نتج عن ذلك شفاء بعض المرضى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com