الجمعة، 4 مايو 2012

(الدوبامين) .. وراء تناقص الرغبة في العمل



صورة



إذا شعرت أنك تبذل جهداً أكبر بكثير من ذاك الذي يبذله زميلك في العمل، واعتدت أن تكره فيه سلوكه المتخاذل المتكاسل فعليك إذا أن تجد له بعض العذر، حيث أثبتت دراسة حديثة أن نشاط الشخص وحافزه على العمل يتغير بحسب المنطقة التي تتأثر بهرمون «الدوبامين» في دماغه.
 شملت الدراسة 25 مشاركاً خضعوا في جلسات منفصلة لأحد أنواع تصوير الدماغ لقياس نشاط الدوبامين الجهازي في أجزاء مختلفة من الدماغ. وفحص الباحثون بعدها وجود علاقة بين استجابة كل شخص «للدوبامين» ومعدل الحافز لديه والذي تم قياسه عن طريق الطلب من المشاركين الضغط على زر بشكل متكرر مقابل مبلغ من المال.
وكان على المشاركين اتخاذ القرار حول رغبتهم ببذل جهد أكبر مقابل مبلغ مادي أكبر، وأظهر البعض ميلاً لبذل جهد كبير حتى لفترات طويلة، بينما البعض الآخر كان على استعداد الى التخلي عن المبلغ كاملاً إذا كان يتطلب منه جهداً كبيراً.
وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرت مؤخراً في العدد الأخير من مجلة The Journal of Neuroscience أن للدوبامين آثار مختلفة بحسب نقطة تأثيره في الدماغ، حيث أن الاستجابة لكميات كبيرة من الدوبامين في مناطق عميقة في الدماغ تدعى الجسم المخطط و في القشرة الجبهية تجعل الشخص أكثر تحفزاً وقدرة على بذل الجهد حيث أن هذه المناطق في الدماغ مسؤولة عن الشعور بالمكافأة والتحفيز بينما تجعل الاستجابة لكميات كبيرة من الدوبامين في تلافيف الدماغ الشخص أقل رغبة في بذل إي مجهود حيث أن تلافيف الدماغ مسؤولة عن الإدراك والوعي الذاتي والسلوك الاجتماعي.
ويعقب مؤلف الدراسة على ذلك بقوله « لقد فوجئنا باختلاف تأثير الدوبامين على المناطق المختلفة من الدماغ ، حيث وجدنا علاقة بين زيادة الاستجابة للدوبامين في التلافيف الأمامية وبين تناقص الرغبة في العمل».
وكانت ابحاث سابقة قد أشارت إلى أن الدوبامين يؤثر على دافع السعي للمكافأة ولكن «هذه النتائج تظهر للمرة الأولى أن زيادة الدوبامين في تلافيف الدماغ ترتبط مع انخفاض الحافز، مما يدل أن التأثيرات السلوكية للأدوية الدوبامينية ممكن أن تختلف تبعاً للمكان الذي تؤثر فيه في الدماغ» بحسب مؤلف الدراسة.
ويختتم أحد الباحثين بقوله : «إن فهم النمط المحدد الذي يعمل فيه الدوبامين في مناطق مختلفة من الدماغ قد يساعدنا في بعض الحالات إلى تحسين عملنا في توقع كيفية استجابة المرضى لأنواع مختلفة من الأدوية».
وقد كثرت في السنوات الأخيرة الدراسات التي تحدد دور الدوبامين في الدماغ حيث يعتقد حتى الآن أنه مسؤول عن السلوك والإدراك والحركة الطوعية والدافع والعقاب والثواب والنوم والمزاج والانتباه والذاكرة والتعلم وتثبيط إنتاج البرولاكتين مما يساهم في الرضاعة والعلاقات العاطفية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com