الأحد، 13 مايو 2012

الكردي تفوز بجائزة ثالث أفضل سيدة ريادية بمنافسة سيدات من 33 دولة



صورة



عمان – سمر حدادين- فازت الدكتورة رغدة الكردي بالجائزة الثالثة كأفضل سيدة ريادية لعام 2012 والتي تنظمها منظمة الأمم المتحدة ‹UNCTAD› من خلال مبادراتها المختلفة لدعم السيدات الرياديات.
وتمنح امبريتيك للنساء في مجال الأعمال، لسيدات أعمال من دول نامية أسسن شركات ناجحة أو ساعدن في خلق وظائف أو أصبحن مثالا يقتدى به في مجتمعاتهن.
وحصلت الكردي على الجائزة تقديرا لإنجازها بتأسيس مؤسسة الشركة المتطورة للخدمات الصيدلانية، التي تسعى إلى تقديم الخدمات الفعالة للصيدليات الصغيرة حتى تتمكن من التنافس مع الشركات الكبيرة في قطاع الأدوية الأردني.
وتم الإعلان عن الجوائز في حفل تتويجاً «ليوم المرأة في التنمية» الذي جرى في اليوم الثالث لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) الثالث عشر، كما جاء توزيع الجوائز في ختام المنتدى العالمي للاستثمار والذي عقد في الدوحة نهاية نيسان الماضي، تزامنا مع بداية مؤتمر الأونكتاد.
وبمبادرة من وحدة دعم المشاريع والريادة في مركز تطوير الأعمال ومن خلال برنامج إمبريتك الأردن، تم ترشيح أسماء سيدات أعمال شاركن في البرنامج وإستطعن تحقيق نجاحات متميزة في عالم الأعمال، من 33 دولة حول العالم ، حيث تم إختيار الدكتورة رغدة الكردي لتتنافس على المرحلة النهائية مع 9 سيدات أخريات.
فقد فازت بالجائزة الأولى امرأة من بنما تفوز بجائزة امبريتيك الثالثة للنساء في مجال الأعمال على مشروعها لمنتجات الأطعمة الخالية من الجلوتين، وحصلت على الجائزة الثانية سيدة من البرازيل والتي أسست شركة توفر المعالجة الآمنة للمخلفات الصناعية والطبية في إحدى أفقر الولايات في البرازيل، وكانت الجائزة الثالثة من نصيب الكردي.
ويهدف البرنامج إلى مساعدة أصحاب الأفكار الريادية أو أصحاب المشاريع القائمة على تعزيز السلوكيات الريادية ومساعدتهم على فهم عالم الأعمال عن طريق ورشة عمل إمبريتك والتي تنفذ على مدار ستة أيام على أيدي مدربين معتمدين من قبل المنظمة، تتبع ورشة العمل أسلوب المحاورة والممارسة العملية كمحاكاة لعالم الأعمال. 
وتحدثت الدكتورة رغدة الكردي عن الجائزة، مبينة أنه بدعم ومساندة وحدة الريادة وبرنامج إمبريتك الأردن، تمكنت من إنشاء مشروعها الخاص، وهي شركة رائدة في تقديم الخدمات الصيدلانية والتي تقدم خدمات متنوعة في توزيع الدواء وإدارة الصيدليات وتوحيد الهوية لمساعدة الأفراد وأصحاب الصيدليات على الحفاظ على تواجدهم والمنافسة مع الأسواق المحلية مما يساهم في خلق فرص عمل، وبالتالي زيادة في النمو الإقتصادي. منذ تأسيس الشركة في عام 2006 قدمت خدمات لثمانين عميل في حين تسعى الدكتورة رغدة لتوسيع دائرة عملها ومضاعفة عدد العملاء خلال السنوات القادمة.
بالإضافة الى ذلك تقدم الدكتورة رغدة دورات تأهيلية مستمرة للموظفين وللسيدات اللواتي يسعين للعودة الى حياتهم العملية بعد إنقطاعهم في فترة الأمومة ،
وقالت ل»الرأي» أن حصولها على الجائزة أشعرها أن جهودها مقدرة، في ظل أن مجتمعاتنا التقليدية لا تقدر عمل النساء فهن يعانين من التهميش»، وأوضحت أنها كانت تعمل في السابق بمشاريع عائلية، وكانت تحظى بمكانة متقدمة، لكن هذا العمل مذاقه مختلف لأنها هي من ابتكرته وعملت على توسيعه واوصلته لما هو الآن.
و قالت الدكتورة الكردي أن المرأة الأردنية تواجه معيقات وتحديات تحد من مساهمتها في سوق العمل التي لا تزيد عن 7و14%، في حين أن المرأة السعودية رغم أنها من مجتمع محافظ تصل نسبة مساهمتها في سوق العمل -وفق ما قالت -نحو 25%.
وضع المرأة الأردنية الاقتصادي يقلق الكردي ويدعوها إلى المطالبة بضرورة البحث عن حلول جدرية تؤدي إلى رفع مساهمة المرأة الأردنية في المجال الاقتصادي.
وحسب وجهة نظرها فإن من المعيقات الأساسية أمام تقدم دور المرأة بالاقتصاد، هو شعورها بالتهميش وعدم التقدير المجتعي والمؤسسي لعملها وأدائهاوالتضحيات التي تقدمها، فالمرأة وكما قالت تصطدم بعد كل ما تقدمه بعدم التقدير وقد تقمع بالراتب أو الترقية بحجج غير مقنعة.
وعلى الصعيد الاجتماعي تقول الكردي لا تجد المرأة في أحيان كثيرة تعاطف ومساندة من المحيطين بها، وإذا حصل تقصير تلام على عملها الذي أدى بها لهذا التقصير وفق النظرة المجتمعية.
وتطرقت إلى نقطة تعتقد أنها من أبرز الأسباب التي تدفع المرأة العاملة لترك العمل والعودة»القسرية» للمنزل، وهي كما أسمتها الكردي «بالجدوى الاقتصادية للعمل» من منظور المرأة نفسها، إذ تقيس تكلفة خروجها للعمل مقابل المردود المادي التي يتأتى من العمل، إن كان غير مجدي تفضل البقاء في البيت.
وتمنت الكردي أن يطرأ تحسن على سوق العمل المحلي من خلال خلق فرص عمل وتحسين الرواتب لجذب النساء ورفع مساهمتهن بالاقتصاد.
ولا تنكر الكردي أن النساء الاردنيات خرقن الصقوف وكسرن الحواجز واستطعن إثبات وجودهن في سوق العمل وبالتأثير بالاقتصاد الوطني، إلا أنهن ما زلن بحاجة إلى دعم والمساندة واتخاذ قرارات جذرية لرفع مساهمتهن.
ولم تنس الكردي دور أسرتها الداعم لخطواتها، فتفهم زوجها وأولادها لعملها وساندتهم لها أثر إيجابيا على عملها، وبينت أن شعور زوجها وأولادها بالفخر لحصولها على الجائزة، جعلها تتأكد أنها حصلت على التقدير وان تعبها واجتهادها لم يكن بلا ثمن.
ودعت النساء إلى السعي لتطوير قدراتهن وعدم الاستهانة بالطاقة الإبداعية الكامنة بداخلهن، وأن لا يسمحن للموروث الاجتماعي أن يعيقهن، ونصحتهن عدم الالتفات للإحباطات، والاهتمام بالتطور السريع في عالم الأعمال والتكنولوجيا، مشددة على أن المجتمع لا يمكن أن يرفض شخصا منتجا ومعطاء، مؤكدة أن سر النجاح الحقيقي هو ان تجمع ما بين نجاحها كقيادية في عملها، وفي داخل أسرتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com