الجمعة، 4 مايو 2012

إيليا أبو ماضي - (1889-1957)



صورة

نسي الطين ساعةً أنه طينٌ حقيرٌ فصالَ تيهاً وعربد 

وكسا الخزُّ جسمه فتباهى
وحوى المالَ كيسُهُ فتمرّد
يا أخي لا تملْ بوجهك عني
ما أنا فحمةٌ ولا أنت فرقد
أنت في البردة الموَشّاةِ مثلي
في كسائي الرديمِ تشقى وتسعد
أأمانِيّ كلها من ترابٍ
وأمانيكَ كلها من عسجد؟
أأمانِيّ كلها للتلاشي
وأمانيك للخلود المؤكد؟
لا؛ فهذي وتلك تأتي وتمضي
كذويها وأيّ شيءٍ يؤَبَّد؟

أيها المزدهي إذا مسك السقمُ ألا تشتكي؟ ألا تتنهّد؟

قمرٌ واحدٌ يطلّ علينا
وعلى الكوخِ والبناءِ الموطّد
إن يكن مشرقاً لعينيكَ إني
لا أراه من كوّة الكوخِ أسود
لو ملكت الحقول في الأرض طُراً
لم تكن من فراشةِ الحقلِ أسعد

أجميلٌ؟ ما أنتَ أبهى من الوردةِ ذاتِ الشذا ولا أنت أجود
أم عزيزٌ؟ وللبعوضةِ من خدّ يكَ قوتٌ وفي يديكَ المهنّد
أم قويٌ؟ إذن مُر النومَ إذ يغشاك والليلَ عن جفونك يرتدّ 


أنت مثلي؛ من الثرى وإليه
فلماذا يا صاحبي التيه والصدّ؟
أيها الطين لستَ أنقى وأسمى
من ترابٍ تدوس أو تتوسّد
لا يكن للخصامِ قلبك مأوىً
إن قلبيَ للحبِّ أصبح مَعبد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com