الأحد، 4 مارس 2012

كيف تفرغ دماغك من الهموم؟


عمان- يتعرض كثيرون للضغط النفسي والتوتر جراء وقع الحياة السريع، والوضع الاقتصادي، والخوف من المستقبل كذلك. وحسب ما جاء عن مؤسسة الصحة العقلية البريطانية العام 2010، فقد أجريت دراسة في بريطانيا أكد الباحثون فيها أن 86 % من الأشخاص أن الفرد سيكون أكثر سعادة وصحة إن عرف كيف يبطئ من إيقاع حياته ويعيش اللحظة.
ويبرز هنا سؤال: كيف يمكن للمرء أن يبدد الطاقة السلبية ويعزز التفكير الإيجابي، ومن ثم يعمل، عبر هذه التقنية أو الطريقة، على تفريغ عقله ونفسه من الهموم لينشغل بكل ما يبث في نفسه السعادة؟  
تعرف هذه التقنية بأنها عبارة عن تمارين لشفاء العقل والجسد معاً، وهي مصادر موجودة في داخل كل شخص. والفكرة هنا ان المرء يستطيع ان يجعل هذه المصادر المخزنة في داخله تعمل في مصلحته عن طريق توجيهها في المسار الصحيح وتخليص نفسه من التوتر والألم والمرض. 
وتشير الابحاث والدراسات أنه بإمكان هذه التقنية إن تمت ممارستها بالشكل الصحيح أن تقلل من أعراض كثيرة كالآلام المزمنة، وحالات الاكتئاب المتكررة، والاضطرابات الناتجة عن القلق، والإدمان على المخدرات، والأكل بشراهة وغيرهم. فإدخال هذه التقنية في العلاج يغير حالة الدماغ ويقلل من تأثير ونشاط المؤثرات العاطفية عن طريق زيادة سيطرة الوعي على هذه العواطف، ما يجعل التحكم فيها أمرا سهلا وخاضعا لإرادة الإنسان عند وعيه بوجودها.
وهناك كثيرون يثقون بهذه التقنية العلاجية ويستخدمونها، إلا أن هناك أيضا من لا يؤمن بها حتى الآن ولا يصدق فاعليتها. فالفئة الأخيرة ليست متأكدة تماماً إن كانت هذه التقنية العلاجية تفرغ الدماغ من كل الأفكار التي فيه، أم أنها تجعل الإنسان يشعر وكأنه وصل إلى حالة من النشوة، أم أنها تتطلب التحرر من العالم المادي للعيش في عالم خيالي غير موجود أصلاً، أم أنها مجرد ممارسات دينية أو طائفية لا أساس لها من الصحة.
في الحقيقة، ليس هناك ما يدعو للخوف؛ فهذه تقنية آمنة وجيدة، ما عليك إلا أن تمارسها بالشكل الصحيح لتضمن حصولك على أفضل النتائج وفي أقصر وقت ممكن.
- ركّز على اللحظة الحالية: عِ بنفسك وما يخطر ويمر في دماغك من أفكارك حول ما حدث لك في الماضي او ما سيحدث في المستقبل، فإن فكّرت بهذا بسلبية ستكون وكأنك تستحضر هذه الأفكار وتجذبها لك فعلاً. بأفكارك وما يجري داخل دماغك. فقط ركّز على نفسك وما يحدث معك الآن في هذه اللحظة، ماذا تشاهد الآن أمامك، وماذا تسمع، وماذا تفعل، وكيف تشعر بجسدك الآن.
- رحّب بالتجارب جميعها مهما كانت مؤلمة: لا تهرب من واقعك ولا تغلق بابك امام ما يحدث معك وما تمر به من تجارب حياتية وما تجلبه لك هذه التجارب من مشاعر، ولا تعتقد أنك ضعيف أمامها. لأنك عندما تواجهها بشجاعة وتتعامل معها فوراً سرعان ما تختفي مع الزمن دون أن تترك آثار تترك عليك ليكون القادم هو الأجمل دائماً.
- لا تصدر أحكاما على مشاعرك: اعلم أنه ليس هناك مشاعر جيدة وأخرى سيئة؛ فحتى تلك التي نعتبرها سيئة هي في الحقيقة صحية ومفيدة، ولكن واحدة من هذه المشاعر هدف فهناك مشاعر تحميك من الخطر وأخرى تفتح لك أبواب الحب. لكن غيّر مشاعرك للأفضل دائما لتستطيع أن تحسن التصرف ولا تنساق وراء المشاعر السلبية. ما عليك إلا أن تكون واعيا لمشاعرك وتحدد كيف تشعر الآن بالضبط. طبّق قاعدة عدم الحكم على الأشياء في مختلف أمور حياتك وليس على مشاعرك فقط.
- تقبّل الأمور كما هي: اعلم أنك لا تعيش في عالم مفصّل على مقاسك وهواك، فهناك ما يعجبك كما أن هناك ما لا يعجبك كذلك. توقف عن لعب دور الضحية وحاول أن ترى الواقع كما هو ولا تحاول أن تغيّره لأنك لن تستطيع ذلك. لكن اعلم أن بيدك أداة تساعدك في ذلك، هذه الأداة العجيبة هي الصبر. 
تخيل أنك تملك عصا سحرية تستطيع بحركة واحدة بسيطة منك أن تتقبل الحياة بحلوها ومرها وتغيّر طريقة تفكيرك بها إلى الأفضل. تقبّل الأحزان واعلم أنها تقويك وتعزز قدرتك على الصبر، وتقبل الأفراح ولا تضيّع احتفالك بها. تقبّل كذلك عزيزي اختلاف الناس وأطباعهم من حولك واعلم أن هذه الاختلافات هي التي تعطي نكهة للحياة. ولا تقارن نفسك بأحد لأنك مختلف عنهم أيضاً، ولا تدخل في منافسة إلا مع نفسك.
- تواصل: إن تواصلك لا يعني فقط أن عليك أن تطبقه مع الناس من حولك فقط، بل عليك أيضاً أن تتعدى ذلك لتتواصل مع كل ما حولك من موجودات، فانظر إلى الجبال وحاول أن تتعلّم منها الصبر والثبات، وخذ البساطة من السهول، والكرم من الأشجار، والفرحة من الفراشات، والصفاء من السماء. فأنت جزء لا يتجزأ من هذا العالم الذي لم يوجد معك في نفس المكان عبثاً بالتأكيد. إن كل من حولك يريدون أن يشعر بالسعادة مثلك تماماً لكنهم لا يعقدون الأمور.
- كن متيقنا بأن الله لو حرمك من شيء فإنه سيعوضك بغيره بالتأكيد: تأمل واعلم أن الله كريم ولن يبخل عليك بشيء، وأن يقينك بأن الله معك دائماً سيكون مفتاح فرجك وطريقك لاستجابة الدعاء. واعلم أن في الحياة يوم لك ويوم عليك، ابق ثابتا أمام المواقف المزعجة.
- عامل نفسك بلطف ولين وصبر، وكذلك الآخرين: لا تقس على نفسك ولا تكلمها بطريقة سلبية. افتح قلبك واستمع فعلا لما يقوله لك وحاول أن تفهم كلامه وكلام باقي أجزاء جسدك. فعندما ترتجف يداك ويضعف قلبك وتسرع نبضاته ويؤلمك رأسك ولا تستطيع عيناك النوم فاعلم أن هناك شيئا ما يجب تغييره داخلك لترتاح. تعلّم من تجاربك غير الناجحة بدلا أن تحكم عليها بالفشل وتتوقف عن المحاولة، وكذلك من تجارب الآخرين. خفف من وطئ الكلمات الحادة التي تصف فيها نفسك أو المواقف التي تمر بك، فقل مثلاً أنك لم تنجح في فعل شيء معين بدلا من أنك فشلت.
- تعلّم فنون الاسترخاء والتنفس والمساج: دلك بإبهامك النقطة الواقعة في كفك بشكل دائري بكل هدوء فور شعورك بالغضب أو التوتر. تنفس ببطء، تخيل أنك في مكان جميل تحيط بك الأشجار والبحيرات من كل مكان واسترخ. عود نفسك المشي بين أحضان الطبيعة كلما سمحت الفرصة بذلك.
- أحط نفسك بكل من يقول "نعم للحياة": ابتسم واعد غيرك بابتسامتك التي من شأنها أن تبطئ نبضات القلب وتزيح التوتر فورا دون أن تحس. وتعالج بالألوان والروائح العطرية. فاللون الأبيض يعطي الصفاء والأزرق السماوي يمنح الراحة النفسية والأخضر يزيد من التفاؤل. ورائحة الليمون تساعد على التركيز، ورائحة التفاح تخفف القلق والتوتر، أما اللافندر فيساعدك على الاسترخاء. 
- تحكم بعالمك عن طريق خيالك: تخيل العالم الذي تريد وعشه فعلاً. فغن كنت تشعر بألم، تخيل أنك سليم وأن لا شيء يؤلمك فعلاً. ابدأ بالتركيز في مكان الألم وكن أكثر تحديدا فأكثر فأكثر، ثم اقنع نفسك أن لا شيء يؤلمك. ستتفاجأ بالنتيجة.
ميس نبيل طمليه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com