الاثنين، 5 مارس 2012

اضطراب تبدد الشخصية: تعريفه وعلاجه


عمان- يعرف اضطراب تبدد الشخصية بأنه شعور المصاب بشكل متكرر أو متواصل بأن ما حوله غير حقيقي، أو شعوره بأنه يشاهد نفسه من خارج جسده.
إن ما يرتبط بتبدد الشخصية من مشاعر يسبب الكثير من الإزعاج والضيق للمصاب، إذ يجعله يشعر بأنه يفقد التواصل مع الواقع أو بأنه يعيش حلما، إلا أنه في الحقيقة لا يفقد التواصل مع الواقع، فهو يدرك أن ما يشعر به ليس حقيقيا. وهذا حسبما ذكر موقعا www.mayoclinic.com و  my.cleveland.org.
وأضاف الأخير أن هذا الاضطراب يتسم بنوبات من الشعور بالانفصال عن الجسد
والأفكار. والنوبة الواحدة منه قد تستمر ما بين عدة دقائق إلى عدة سنوات، كما أنه قد يكون عرضا لمرض آخر، كالأمراض الدماغية.
أعراضه
تتضمن أعراض هذا الاضطراب، والتي قد تكون بسيطة، كما وأنها قد تكون شديدة لدرجة أنها تتعارض مع علاقات المصاب وعمله ونشطاته اليومية، ما يلي:
- الشعور بشكل متواصل أو متكرر بأنه يقوم بمراقبة أفكاره وجسده أو أعضاء من جسده من الخارج.
- فقدان الحس والاستجابة لما يحدث حوله.
- الشعور بأنه رجل آلي أو بأنه يعيش أحداث فيلم أو حلم.
- الشعور بعدم سيطرته على سلوكه، والذي يتضمن كلامه.
- الإدراك بأن مشاعره بالانفصال هي مجرد مشاعر وليست حقيقة.
- شعور المصاب بأنه قد يصاب بالجنون، وذلك فضلا عن شعوره بالهلع والكآبة والقلق.
كما أن هناك أعراضا أخرى، من ضمنها ما يلي:
- الشعور بأن ساقيه وذراعيه مشوهة أو متضخمة أو متقلصة.
- الشعور بأنه يرى نفسه من الأعلى وأنه طائف في الهواء.
- الشعور بعدم ترابط مشاعره مع الأشخاص الذين كان يهتم بهم سابقا.
أسبابه
قد تبدأ نوبات تبدد الشخصية من دون أي مثير واضح، كما أنها قد تبدأ بعد حادثة مهددة للحياة، كالحروب والاعتداءات. فضلا عن ذينك، فهي قد تحدث نتيجة للخوف من معاودة ظهورها.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الاضطراب يستثار عبر التعرض لضغوطات أو صدمات نفسية شديدة، من ضمنها العنف والإساءات والحوادث والحروب، سواء أكان الشخص قد تعرض لها أم شهدها. كما أن هذا الاضطراب كثيرا ما يتصاحب مع حالات نفسية أخرى، كالقلق والاكتئاب والفصام، إلا أنه قد يحدث بشكل مفاجئ.
وعلى الرغم من أن السبب المحدد وراء الإصابة بهذا الاضطراب ليس مفهوما تماما، إلا أنه يبدو أن هناك ارتباطا بينه وبين عدم التوازن في النواقل العصبية في الدماغ، كما ويعتقد أن العوامل البيئية تلعب دورا في الإصابة به.
انتشاره
يعد هذا الاضطراب نادر الحدوث منفردا، فهو عرض شائع لاضطرابات نفسية عديدة. كما أنه قد يظهر في المواقف الخطرة، من ضمنها التعرض للاعتداءات أو للحوادث أو للأمراض الشديدة.
علاجه
معظم من يلجأون للطبيب لعلاج هذا الاضطراب يكون هدفهم علاج أعراض أخرى قد تكون مترافقة معه، كالكآبة والقلق، وذلك بدلا من علاج الاضطراب نفسه.
وتجدر الإشارة إلى أن الهدف وراء هذا العلاج عادة ما يبدأ عبر التعامل مع كل الضغوطات التي قد تكون تسببت في حدوثه. ويعتمد الاتجاه العلاجي الأفضل لهذا الاضطراب على المصاب نفسه وشدة الأعراض.
وغالبا ما يتضمن علاج هذا الاضطراب الأساليب الآتية:
- الإرشاد النفسي، وهو يعد العلاج الرئيسي لهذا الاضطراب.
- العلاج المعرفي، ويركز هذا النوع من العلاج على تغيير الأنماط الفكرية المضطربة وما ينتج عنها من مشاعر وسلوكات.
- العلاج العائلي، والذي يساعد في توعية العائلة حول هذا الاضطراب وأسبابه، كما ويساعد أفراد العائلة على إدراك علامات حدوث نوبة من هذا الاضطراب، وذلك للتمكن من اللجوء إلى الطبيب في الوقت المناسب.
- التنويم الإيحائي (المغناطيسي) السريري، وهو أسلوب علاجي يستخدم الاسترخاء الشديد والتركيز والانتباه للوصول إلى حالة خاصة من الوعي، ما يساعد المصاب على استكشاف الأفكار والمشاعر والذكريات اللاتي قد تكون مخفية عن عقله الواعي. ولكن استخدام هذا النوع من العلاج لمصابي الاضطراب المذكور ما يزال محل جدل، وذلك كون المصاب قد يتذكر أمورا غير حقيقية نتيجة للاضطراب.
- العلاج الدوائي، فعلى الرغم من عدم وجود دواء محدد لهذا الاضطراب، إلا أن ما قد يترافق معه من اضطرابات أخرى، كالقلق والاكتئاب، تعالج بالأدوية التي تتضمن مضادات الاكتئاب ومضادات القلق التي يختارها الطبيب بناء على الحالة، كما ويشرف على استخدامها.
ويشار إلى أن الشفاء التام من هذا الاضطراب باستخدام الأساليب العلاجية والأدوية المتوفرة حاليا يعد أمرا ممكنا.
وعلى الرغم من أن الوقاية من هذا الاضطراب لا تعد ممكنة حاليا، إلا أن البدء بعلاج الشخص فور البدء بظهور الأعراض عليه أو بعد تعرضه مباشرة لصدمة مباشرة يساعد في ذلك.
ليما علي عبد
مساعدة صيدلاني
وكاتبة تقارير طبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com